الوقت- مر عام 2015 على افغانستان ولم يتحرر هذا البلد بالكامل من الاحتلال الاجنبي وقد شهد هذا العام تطورات سياسية عديدة ومنها زيارة الرئيس الافغاني "محمد اشرف غني" والرئيس التنفيذي للحكومة الافغانية "عبدالله عبدالله" الى واشنطن في 21 مارس 2015 للتباحث مع المسؤولين الامريكيين حول القضايا الامنية والتنمية الاقتصادية والدعم الامريكي لمباحثات السلام في افغانستان وبحث جدول انسحاب القوات الامريكية، وقد اتفق الجانبان على عدد من القضايا.
وفي يوم 18 مايو 2015 وقعت افغانستان وباكستان على اتفاقية للتعاون الاستخباري بينهما ضد الارهاب والارهابيين لكن النواب الافغانيين رفضوا هذه الاتفاقية واعتبروها مقايضة لدم الشعب الافغاني وعارا.
وقد عارض رئيس جهاز الامن القومي الافغاني بشدة هذا الاتفاق المبرم بين افغانستان وباكستان و وصلت الخلافات الى داخل الحكومة الافغانية لأن المسؤولين الافغان طالما شكوا من عمليات التجسس الباكستانية ولأن الشعب الافغاني يعتبر باكستان مسؤولة عن تدمير بلاده.
وبعد ان اعلنت الحكومة الافغانية موت زعيم طالبان الاسبق "الملا عمر" في 29 يوليو 2015 واكدت انه مات في عام 2013 في باكستان، وقد تسبب ذلك بوقف محادثات السلام بين الحكومة الافغانية وطالبان والتي كانت تجري في باكستان برعاية امريكية وصينية ومن ثم جاء "الملا اختر منصور" الى منصب زعامة طالبان.
وشهدت افغانستان في عام 2015 عمليات خطف وقتل للمسلمين الشيعة لم تستثني حتى الاطفال والشيوخ الذين ذبحوا دون رحمة كما سقطت ولاية قندوز بيد المسلحين الارهابيين رغم ارسال جنود امريكيين وبريطانيين وألمان الى هناك ومن ثم هاجمت الطائرات الامريكية مستشفى لمنظمة اطباء بلا حدود وارتكبت مجزرة بشعة وقد قالت وسائل الاعلام العالمية ان سقوط قندوز بيد المسلحين يعقد عملية انسحاب الامريكيين من افغانستان.
واختارت فئة من طالبان "الملا محمد رسول" خلفا للملا اختر منصور وانشق هؤلاء عن جماعة طالبان واستقروا في المناطق الغربية من افغانستان وقد اعلن "الملا محمد منصور" بعد ذلك ان تنظيم القاعدة وجماعة داعش هم اخوة جماعة طالبان.
وفي 11 نوفمبر 2015 جرت تظاهرات شعبية ضخمة امام القصر الجمهوري في كابول للاحتجاج على اداء حكومة الوحدة الوطنية ومقتل 7 مدنيين قتلهم تنظيم داعش في ولاية زابول وقد رفع المتظاهرون شعارات ضد امريكا وباكستان وسياساتهما الداعمة للارهاب، وقد حاول بعض المتظاهرين اقتحام القصر الجمهوري وحدثت اشتباكات مع قوى الأمن وجرح بعض المتظاهرين.
وفي 9 ديسمبر 2015 استضافت العاصمة الباكستانية اسلام آباد مؤتمرا حول افغانستان تحت عنوان "قلب آسيا" بمشاركة وزراء خارجية وبعض مسؤولي البلدان المعنية بالازمة الافغانية وقد قال الرئيس الافغاني "اشرف غني" في هذا الاجتماع ان كابول واسلام آباد يجب ان تتعاونا مع بعضهما البعض في مختلف المجالات من اجل ارساء السلام.
كما شهدت افغانستان في 13 ديسمبر 2015 افتتاح وتدشين مشروع نقل الغاز التركمنستاني الى الهند عبر افغانستان وباكستان وسمي هذا الخط "تابي" وطوله 1735 كيلومتر وسينقل 33 مليار متر مكعب من الغاز سنويا، ويعتقد المراقبون ان افغانستان ستستفيد من الرسوم التي تفرضها على نقل الغاز عبر اراضيها اكثر من الغاز نفسه.
كما اعلن عن تشكيل مجلس تحت اسم "شورى الحراسة والاستقرار" في 18 ديسمبر 2015 من قبل قادة وزعماء الجماعات الجهادية وتم الاعلان ان الهدف من ذلك هو منع عزلة المجاهدين السابقين ودعم الوحدة الوطنية لكن المراقبين اعتبروا تشكيل هذا المجلس انعكاسا لحالة الشرخ السياسي السائد في البلاد.
وانضمت افغانستان الى منظمة التجارة العالمية بعد 11 عاما من تقديم الطلب لذلك واصبحت عضوا دائما في هذه المنظمة في 18 ديسمبر 2015 وقد اعتبر المسؤلون الافغان هذا الامر حدثا تاريخيا لأنه يساعد على زيادة الاستثمارات الاجنبية في البلاد ويحسن الاوضاع الاقتصادية ويمنع توسع الارهاب.
وفي 25 ديسمبر 2015 زار رئيس الوزراء الهندي ناندرامودي كابول وافتتح المبنى الجديد للبرلمان الافغاني والتقى كبار المسؤولين الافغان واجرى معهم مباحثات حول مختلف القضايا والمعروف ان الهند قد صرفت حتى الان ملياري دولار في عمليات اعادة بناء افغانستان وتحسين قطاع التربية والتعليم في هذا البلد، كما سلمت الهند في عام 2015 عددا من مروحيات مي 25 الى افغانستان.
كما زار كابول في 27 ديسمبر 2015 رئيس هيئة اركان الجيش الباكستاني راحيل شريف وبعض المسؤولين الاستخباراتيين الباكستانيين تحت شعار استئناف مباحثات السلام بين كابول وجماعة طالبان.