أکد القیادی فی حرکة الجهاد الإسلامی أحمد المدلل أن انتفاضة الأقصی المبارکة والهبات الجماهیریة بوجه الاحتلال الإسرائیلی، مثلت تمردًا واضحًا للشعب الفلسطینی علی الاتفاقیات المجحفة بحقه ورفض القبول بأیة تسویة تنتقص من حقوقه وثوابته.
وأوضح المدلل فی الذکری السنویة الرابعة عشرة لانتفاضة الأقصی، أن الانتفاضة شکلت نقطة تحول استراتیجیة فی الصراع مع العدو الصهیونی؛ حیث ساهمت فی تصحیح استراتیجیة استعادة الحق الفلسطینی.
وبیّن أن الانتفاضة أعادت الاعتبار لخیار المقاومة، ونبذ کل الخیارات والاستراتیجیات التی حاول الاحتلال من خلالها تصفیة القضیة الفلسطینیة والإجهاز علیها، مشددًا فی الوقت ذاته علی أن خیار المقاومة هو الضامن الوحید لوحدة الصف الوطنی الفلسطینی.
ودعا المدلل إلی ضرورة بناء استراتیجیة وطنیة ترتکز علی خیار المقاومة فی مواجهة المشروع الصهیونی من خلال تفعیل الإطار القیادی لمنظمة التحریر الفلسطینیة.
کما دعا أهالی الضفة المحتلة إلی هبات جماهیریة وانتفاضات عارمة فی وجه الاحتلال، وضرورة تطویر وسائلهم وخیاراتهم فی لجمه، والاشتباک معه ضمن مواجهة مفتوحة، لقض مضاجعه، وکبح خططه التهویدیة والاحتلالیة.
وأشار المدلل إلی تطور الفعل المقاوم ضد الاحتلال بدءً من هزیمة 1967، وامتدادًا إلی الانتفاضة الأولی عام 1987، ولیس انتهاءً بانتفاضة الأقصی، وما أنجزته المقاومة خلالها، وخیر شاهد معرکة "السماء الزرقاء" و"کسر الصمت" و"البنیان المرصوص"، حتی باتت تضرب العمق الإسرائیلی فی "تل أبیب" ومطار بن غوریون.
وقال: "إن انتفاضة الأقصی شکلت نواة قوة لدی المقاومة والشعب الفلسطینی فی التصدی لمحاولات تذویب القضیة، وتسویتها علی أساس التنازل عن الثوابت الفلسطینیة، لکن خیار المقاومة والجهاد والمواجهة مع الاحتلال أفشلت المشروع الصهیونی وخططه وأعطت الأمل للفلسطینیین باستعادة الأرض، بعدما بخرت المفاوضات ذلک الأمل".