الوقت ـ بعد ان أصدرت الحکومة المصریة قبل ایام قرارا برفع أسعار المنتجات البترولیة ورفع أسعار وقود السیارات والمرکبات بما یصل إلی 78 فی المائة ,اعرب المواطنون المصریون عن غضبهم الشدید من هذه الزیادة التی لا تتناسب مع دخل المواطنین وأصحاب المعاشات بما یتناسب مع الزیادات والتی وصلت فی بعض المواد البترولیة لأکثر من 50 فی المائة، واستهدفت الفقراء والقطاعات الکادحة والتی ترتب علیها ارتفاع فی السلع الغذائیة وخاصة الفاکهة والخضراوات ووسائل النقل والمواصلات الیومیة للمواطنی
کما أثرت هذه الزیادة علی الصیادین ومراکز الصید وأثرت علی الثروة السمکیة وارتفاع أسعار الأسماک ومستلزمات الإنتاج الزراعی وعزوف الفلاحین عن الزراعة وارتفاع أسعار الألبان والجبن والسمن والمرتبطة بأسعار الوقود بزیادة 70 فی المائة عن الأسعار القدیمة مما ترتب علی ذلک زیادة کبیرة بالسوق المصریة ونقص فی الوقود والسولار بمحطات البنزین وبیعه فی السوق السوداء .
من جهته دافع الرئیس المصری عبد الفتاح السیسی عن قرار الحکومة خفض دعم الوقود الذی أدی الی زیادة اسعار المواصلات وبعض السلع معتبرا انها تستهدف تجنب "غرق الدولة فی الدیون" فی خطوة بدت محفوفة بالمخاطر بالنسبة للسیسی , واضاف الرئیس المصری "نحن لن نتردد فی اتخاذ کل القرارات التی تحسن من هذا المسار " وقال ان مصر فی حرب داعیا إلی النظر لما یحدث فی الدول المجاورة، قائلاً "انا حذرت الأمریکان والأوروبیین من أن داعش ستتحرک من العراق لتهدد بلدان أخری وهو ما حدث فی سوریا" .
وتأتی هذه التطورات الاقتصادیة الدراماتیکیة فی مصر بعد الاطاحة بحکم جماعة الاخوان المسلمین فی وقت کانت الاطراف الداعمة لعزل الرئیس مرسی تتعهد جهارا بدعم الاقتصاد المصری ومنهم السعودیة والامارات والکویت وغیرهما اضافة الی اطراف غربیة , لکن یبدو ان الموقف الذی اتخذه السیسی من الجماعات التکفیریة الارهابیة ومن الملف العراقی والدعم الذی ابداه للحکومة العراقیة فی وجه الجماعات الارهابیة قد تسبب بامتعاض السعودیة ودول عربیة أخری فی الخلیج الفارسی حیث قامت هذه الجهات بایقاف قسم من مساعداتها الاقتصادیة لمصر ومنها تزوید مصر بالوقود .
وکانت السعودیة تستخدم الحاجة المصریة للمحروقات کأداة للضغط علی الحکومة المصریة واحدی اوراق اللعب السعودیة علی الساحة المصریة وقد تعهدت السعودیة بتقدیم الدعم المالی للنظام المصری الجدید بعد الاطاحة بنظام الاخوان واعلنت تزوید هذا البلد بالمحروقات .
ومع هذا کله تعتبر بعض الجهات الداخلیة المصریة ان قیام الحکومة برفع اسعار الوقود قرار غیر صائب رغم ان هذا القرار جاء بفعل المشاکل الاقتصادیة التی یعانی منها هذا البلد حیث تسعی الحکومة المصریة الی سد العجز فی المیزانیة السنویة للبلاد عبر رفع الدعم عن اسعار الوقود .
ولاتکترث هذه الجهات الداخلیة المصریة ومنها الجهات المؤیدة للاخوان المسلمین بما تقوله النخب المؤیدة للسیسی وتأیید هؤلاء لقرار الحکومة برفع الدعم عن اسعار الوقود , وتحذر هذه الجهات الداخلیة بان رفع اسعار الوقود سیزید الضغط علی کاهل المواطنین المصریین ویترک اثرا سلبیا جدا داخل طبقات المجتمع المصری وسیتسبب بانتفاضة الجائعین کما تسبب الان بتزاید النقمة الشعبیة علی الحکومة جراء الازمة المعیشیة وسوء الاحوال الاقتصادیة والغلاء والفقر.
هذا ویعتقد المراقبون للشأن المصری ان علی مصر کأکبر دولة عربیة تحظی بالدور القیادی بین الدول العربیة الاخری ان تسعی الی بلوغ الاکتفاء الذاتی فی شتی المجالات قدر المستطاع بغیة قطع الطریق امام استغلال اوضاعها الاقتصادیة من قبل الدول الاخری وجعل مواقفها بالغة الاهمیة رهینة هذا الاستغلال المشؤوم .