الوقت - اثر الانتهاکات الاسرائیلیة المستمرة لقدسیة المسجد الاقصی المبارک وباقی الاماکن المقدسة فی القدس المحتلة والاجراءات الصهیونیة الرامیة الی تهوید هذه الاماکن استدعت وزارة الخارجیة الاردنیة مؤخراً سفیر الکیان الاسرائیلی فی عمان "دانییل نیفو" لابلاغه احتجاجها علی هذه الانتهاکات التی تصاعدت خلال الأیام الماضیة خصوصا فی الحرم القدسی الشریف ومطالبة کیانه بوقفها فورا حسبما اکد مصدر رسمی اردنی.
وهذه الانتهاکات تتمثل بالاقتحامات والاعتداءات علی حرمة المسجد الاقصی القبلة الاولی للمسلمین، والاعتقالات والاعتداء علی المصلین وموظفی دائرة أوقاف القدس وفرض القیود علی دخولهم للحرم الشریف، وحمایة اقتحامات المتطرفین الیهود وهی تعد انتهاکا صارخا لکل المواثیق والاعراف الدولیة وإساءة بالغة لکافة الشرائع السماویة وتجاهلا واضحا لقرارات مجلس الامن ذات الصلة.
وتصاعدت وتیرة الاشتباکات بین المصلین الفلسطینیین وقوات الامن الصهیونیة فی المسجد الاقصی فی الآونة الاخیرة واصیب عشرات الفلسطینیین واعتقلت قوات الاحتلال عشرات آخرین خلال هذه الاشتباکات.
وقبل نحو شهرین صوت مجلس النواب الاردنی بالاغلبیة علی قرار بطرد سفیر الکیان الاسرائیلی من عمان وسحب سفیر المملکة من اسرائیل، احتجاجا علی مناقشات الکنیست الاسرائیلی حول ما یسمی بـ " نقل السیادة " علی المسجد الأقصی والاستفزازات الاسرائیلیة فی القدس خصوصا حول الأقصی.
وطالب النواب الاردنیون الحکومة باتخاذ اجراءات سریعة وفوریة تحول دون تمکین اسرائیل من تنفیذ مخططاتها ، ودعوها الی تقدیم مشروع قانون یلغی اتفاقیة وادی عربة مع تل ابیب فی حال اقر الکنیست " السیادة " علی المسجد الاقصی .
ورغم ان الاردن تخضع لنظام ملکی وتربطها علاقات دبلوماسیة مع الکیان الاسرائیلی الا ان شعبها المسلم وقواه الفاعلة فی الساحة یولون اهمیة خاصة للقضیة الفلسطینیة ویطالبون باستمرار باستعادة الحقوق المغتصبة للشعب الفلسطینی. وما تقوم به الحکومة الاردنیة والبرلمان من خطوات بین الحین والآخر لوقف الاعتداءات الاسرائیلیة ضد المقدسات الاسلامیة یأتی فی اطار الاستجابة لهذه المطالب اضافة الی ان الاردن وطبقا لقرار الامم المتحدة تعتبر المسؤولة عن الاشراف علی المقدسات الاسلامیة فی القدس المحتلة وما تقوم به فی هذا المضمار هو تنفیذ لواجب ملقی علی عاتقها ولابد لها من القیام به من الناحیتین الحقوقیة والقانونیة خصوصا وان السلطات الصهیونیة التی وقعت مع عمان معاهدة تسویة عام ۱۹۹۴ تعترف باشراف الاردن علی المقدسات الاسلامیة فی القدس المحتلة.
ویری المراقبون ان الکیان الاسرائیلی یسعی من خلال انتهاکاته واعتداءاته المتواصلة التی تستهدف المسجد الاقصی المبارک الی اختبار ردة فعل الدول الاسلامیة والعربیة ازاء هذه الانتهاکات ولهذا ینبغی علی هذه الدول اتخاذ اجراءات حازمة وفوریة لوقف هذه الاعتداءات الممنهجة.
واخیراً لابد من التأکید علی ان جمیع البلدان المناصرة للشعب الفلسطینی لاسیما الاسلامیة والعربیة ومنظمة التعاون الاسلامی مطالبة الآن اکثر من ای وقت مضی بتعزیز جهودها للحفاظ علی هویة وأصالة القدس الشریف وباقی المقدسات فی الاراضی الفلسطینیة المحتلة والتعبیر عن موقفها بشکل واضح تجاه الانتهاکات الإسرائیلیة ضد المسجد الاقصی الذی یتعرض الیوم لأبشع صور الاعتداءات من قبل قوات الاحتلال وعدم الاکتفاء بالادانات اللفظیة التی لا تغنی ولن تغیر شیئاً علی ارض الواقع .