الوقت - دعا الرئيس الصيني شي جين بينغ إلى تعبئة الموارد الوطنية لتطوير الذكاء الاصطناعي وتحقيق الاكتفاء الذاتي في هذا المجال.
وأوضح شي، في خطاب ألقاه بهذه المناسبة، أن الذكاء الاصطناعي يعتبر تقنية إستراتيجية من شأنها أن تؤدي إلى ثورة تكنولوجية جديدة وتحول صناعي، وتُغير جذريا طريقة حياة الناس. وأكد على ضرورة أن تعمل الصين على تحسين الاكتفاء الذاتي في مجال الذكاء الاصطناعي، وأن تكون رائدة في مجال التكنولوجيا. وشدد الرئيس الصيني على ضرورة تعبئة الموارد من خلال إدخال «نظام وطني شامل جديد» لتجاوز النواقص والثغرات
في النظريات الأساسية والتقنيات الرئيسية في مجال الذكاء الاصطناعي.
وقال «مع إدراكنا للفجوة التكنولوجية، يجب علينا تسريع الجهود لتحسين الابتكار العلمي والتكنولوجي والتنمية الصناعية والتنظيم وأنظمة الإدارة في مجال الذكاء الاصطناعي بشكل شامل».
كما أكد على ضرورة التغلب على التحديات في التقنيات الأساسية مثل الرقائق المتطورة والبرامج الأساسية بغية بناء أنظمة برمجيات وأجهزة ذكاء اصطناعي مستقلة وقابلة للتحكم.
وشدد على أن «الذكاء الاصطناعي يمكن أن يكون سلعة عامة عالمية تنفع البشرية. ومن المهم إجراء تعاون دولي في الذكاء الاصطناعي على نطاق واسع، ومساعدة دول جنوب العالم على تعزيز بناء القدرات التكنولوجية، وتقديم إسهامات لتضييق الفجوة في الذكاء الاصطناعي في العالم».
وتُعَد الصين ثاني أكبر دولة مستثمرة في تقنيات الذكاء الاصطناعي من الجيل التالي مثل نماذج اللغة الكبيرة «إل.إل.إم» بعد الولايات المتحدة.
وسعت الصين إلى تعزيز قدراتها في مجال إنتاج الرقائق عالية التقنية بعد تقييد استيرادها من الولايات المتحدة، خاصة أن هذه الرقائق تشكل عاملاً مهما في صناعة المُعالِجات والخوادم (سيرفرز) الإلكترونية المتعلقة بالذكاء الاصطناعي.
وأحدثت نماذج الذكاء الاصطناعي التي أطلقتها شركة «ديب سيك «الصينية في بداية العام الجاري صدمة بعالم التكنولوجيا، وذلك عندما حققت أداء أفضل وبميزانية أقل بكثير من نظيراتها المطورة باستثمارات كبيرة في الولايات المتحدة.
وشُبِّه انطلاقة «ديب سيك» في الصين بإطلاق الاتحاد السوفييتي القمر الصناعي سبوتنيك في 1957، الذي أشعل سباق الفضاء بينه وبين الولايات المتحدة.
وعلى غرار التنافس السابق في الفضاء في القرن الماضي، يرى متابعون أن «ديب سيبك» يمكن أن يُشعل سباقاً في الذكاء الاصطناعي بين الصين والولايات المتحدة.