الوقت- أصدرت لجنة القوى الوطنية والإسلامية الفلسطينية بيانًا قويًا في مواجهة المخطط الصهيوني المدعوم أمريكيًا الذي يهدف إلى نزع سلاح المقاومة في قطاع غزة، البيان جاء في وقت حساس، حيث تسعى القوى الدولية، وخاصة الولايات المتحدة والكيان الصهيوني، إلى فرض واقع جديد يهدف إلى تحييد المقاومة الفلسطينية التي تمثل الدفاع الأساسي عن الشعب الفلسطيني في مواجهة الاحتلال.
من خلال هذا البيان، تؤكد القوى الوطنية الفلسطينية على موقفها الثابت بشأن رفض نزع سلاح المقاومة، فهي لا ترى في هذا السلاح مجرد أداة عسكرية، بل تمثل جزءًا أساسيًا من معركة التحرر الوطني الفلسطيني، كما تشدد على أن أي محاولة للضغط على الفلسطينيين لنزع سلاحهم في هذا السياق هي محاولة لاستكمال مسلسل الهيمنة الإسرائيلية على الأراضي الفلسطينية، وتكريس واقع الاحتلال والظلم المستمر بحق الشعب الفلسطيني.
رفض نزع سلاح المقاومة... مواقف فلسطينية حاسمة
تتمثل النقطة الأساسية في البيان في رفض الفلسطينيين لأي اتفاق يهدف إلى نزع سلاح المقاومة في غزة، فهذه الأسلحة، التي تُستخدم فقط للدفاع عن النفس، تُعتبر حيوية لصد الهجمات الصهيونية المستمرة على الشعب الفلسطيني، وفي وقت تكشف فيه الولايات المتحدة عن دعم غير محدود للكيان الصهيوني من خلال إرسال شحنات كبيرة من الأسلحة المتطورة والقنابل الثقيلة، يكون من غير المقبول بشكل تام مطالبة الفلسطينيين بتسليم سلاحهم.
في الحقيقة، إن سلاح المقاومة في غزة ليس مجرد أداة لحماية الأراضي فقط، بل هو رمز لإرادة الشعب الفلسطيني في النضال ضد الاحتلال، يأتي رفض الفلسطينيين لهذا المخطط ليؤكد أن المعركة لم تكن يومًا مجرد معركة على الأرض أو على الجبهة العسكرية، بل هي معركة على الوجود والكرامة، إن سلاح المقاومة في غزة يقف كحاجز قوي ضد محاولات الاحتلال لتوسيع حدود "إسرائيل" على حساب الأراضي الفلسطينية.
القطاع الأمني المصري والمصلحة الفلسطينية
في البيان ذاته، أشار الفلسطينيون إلى أن قطاع غزة يمثل منطقة أمنية ذات أهمية استراتيجية خاصة لمصر، فغزة تقع بين الأراضي المحتلة من قبل "إسرائيل" والأراضي المصرية، وبالتالي فإن الأمن في غزة يعد جزءًا من أمن مصر القومي، لذلك، لا يمكن لأي اتفاق أن ينجح دون أن يأخذ بعين الاعتبار هذه الاعتبارات الإقليمية الحيوية.
لقد لعبت غزة دورًا محوريًا في دعم الجيش المصري في العديد من الحروب والمواجهات السابقة ضد الكيان الصهيوني، كما أن المقاومة الفلسطينية في غزة تمثل جزءًا من الدفاع عن الأمن العربي والإسلامي، في مواجهة تهديدات الاحتلال الصهيوني لأمتنا جمعاء، هذا الربط بين أمن غزة وأمن مصر يعزز أهمية الحفاظ على سلاح المقاومة في القطاع كأداة استراتيجية ليس فقط بالنسبة للفلسطينيين ولكن أيضًا للأمن القومي العربي.
ضرورة ضمانات حقيقية في أي اتفاق
إحدى النقاط المهمة التي أوردتها القوى الوطنية الفلسطينية في بيانها تتعلق بضرورة تضمين أي اتفاق لوقف إطلاق النار ضمانات حقيقية لإنهاء الحرب بشكل نهائي، ويرتكز هذا الموقف على تجارب سابقة أثبتت أن الكيان الصهيوني لا يلتزم بالاتفاقات الدولية، بل يخرقها بشكل مستمر، من هنا، فإن الفلسطينيين يطالبون بضمانات حقيقية لوقف الحرب، بما في ذلك الانسحاب الكامل للقوات الاحتلالية من قطاع غزة، ورفع الحصار الذي يفرضه الاحتلال على المنطقة، وإعادة بناء القطاع المحاصر.
إن التهديدات الإسرائيلية المتكررة حول نزع سلاح المقاومة في غزة لن تؤدي إلى السلام، بل ستؤدي إلى تمكين الاحتلال من تنفيذ مخططاته التوسعية دون رادع، فالتجارب السابقة مع الاحتلال الصهيوني أظهرت أنه لا يلتزم بأي تفاهمات أو اتفاقات، وأن أي تراجع عن سلاح المقاومة يعني العودة إلى سياسة الاحتلال الممنهج بحق الشعب الفلسطيني.
عملية التضليل في التركيز على نزع سلاح المقاومة
كما أشار البيان إلى أن التركيز على مسألة نزع سلاح المقاومة هو عملية تضليل تهدف إلى تغيير مسار المعركة والتغطية على المشكلة الأساسية المتمثلة في عدم التزام الاحتلال بتنفيذ اتفاقات وقف إطلاق النار. على الرغم من موافقة الجانب الفلسطيني على الاتفاقات الثلاثية لوقف إطلاق النار، إلا أن الاحتلال الإسرائيلي استمر في خرق هذه الاتفاقات، يعي الشعب الفلسطيني أن هذا هو الهدف الحقيقي من وراء الضغط الدولي على المقاومة؛ فهو ليس الوصول إلى وقف إطلاق نار حقيقي بل إضعاف موقف الفلسطينيين وإجبارهم على القبول بالاحتلال كأمر واقع.
بالإضافة إلى ذلك، فإن الصمت الدولي والاضطراب السياسي الذي تشهده الساحة الدولية في التعامل مع القضايا الفلسطينية قد ساهم في تسهيل هذا الخرق المستمر للاتفاقات، فالدعم الغربي اللامحدود للكيان الصهيوني ومواقفهم المتواطئة أتاحا لـ"إسرائيل" الإمعان في سياستها العسكرية ضد الفلسطينيين دون أن تتحمل أي تبعات دولية.
سلاح المقاومة.. أداة قوة ومواجهة لأطماع الاحتلال
سلاح المقاومة في غزة وفي الأراضي الفلسطينية المحتلة يعد حجر الزاوية في معركة التحرر الوطني، في ظل تصاعد الطموحات الصهيونية التي تسعى إلى توسيع حدود دولة الاحتلال على حساب الشعب الفلسطيني، يُعتبر سلاح المقاومة هو الرد الطبيعي على هذا العدوان المستمر.
منذ البداية، لا يمكن النظر إلى سلاح المقاومة كعنصر منفصل عن الواقع السياسي والوطني الذي يعيشه الفلسطينيون، بل هو جزء من استراتيجية متكاملة تهدف إلى إعاقة الأطماع الصهيونية وتفويت الفرصة على محاولات الاحتلال لفرض سيطرته الكاملة على الأراضي الفلسطينية.
في وقت تُقدّم فيه الولايات المتحدة والكيان الصهيوني الدعم العسكري الهائل للقوات الإسرائيلية من خلال إرسال الأسلحة الفتاكة، من القنابل الثقيلة والطائرات المتطورة، فإن سلاح المقاومة الفلسطيني يشكل توازنًا في الصراع، ويُظهر قدرة الفلسطينيين على الدفاع عن أنفسهم، إذا كانت آلة الحرب الصهيونية تتغذى من دعم غربي مستمر، فإن سلاح المقاومة الفلسطيني يمثل إرادة الشعب في مواجهة هذا الاحتلال بكل قوته، وهو ما يجعل هذا السلاح أداة مقاومة قوية للغاية في مواجهة الطموحات التوسعية التي يسعى إليها الاحتلال.
فكرة وطنية... السلاح بيد المقاومة
السلاح في يد المقاومة الفلسطينية ليس مجرد وسيلة للقتال، بل هو تجسيد لإرادة الشعب الفلسطيني في عدم الاستسلام أو الخضوع للاحتلال، الفكرة الوطنية الفلسطينية تتطلب أن يكون السلاح في يد المقاومة، لأنه يمثل حق الفلسطينيين في الدفاع عن أرضهم وعائلاتهم ومستقبلهم، ففي ظل الظروف القاسية التي يعيشها الفلسطينيون في غزة والضفة الغربية، ومع استمرار العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني، يصبح سلاح المقاومة الوسيلة الوحيدة التي تضمن للفلسطينيين القدرة على الصمود في وجه الاحتلال.
إن السلاح بيد المقاومة ليس فقط أداة دفاعية بل هو رسالة واضحة إلى العالم أجمع بأن الفلسطينيين يرفضون الاستسلام لمخططات الاحتلال، كما أن وجود سلاح المقاومة يضمن عدم تمكن الاحتلال من فرض أجنداته على الفلسطينيين، ويمنع تطبيق المخططات الإسرائيلية التي تسعى لتصفية القضية الفلسطينية أو تهميش حقوق الفلسطينيين، وفي هذا الصدد، فإن سلاح المقاومة يشكل ضمانة للحقوق الفلسطينية ويجسد إرادة الشعب في استعادة أراضيه وبناء دولته المستقلة.
سلاح المقاومة في مواجهة التحديات الإقليمية والدولية
إن التحديات التي تواجه القضية الفلسطينية ليست محلية فحسب، بل هي تحديات إقليمية ودولية، ففي ظل تراجع بعض المواقف العربية والعالمية في دعم القضية الفلسطينية، وازدياد الضغوط الدولية التي تحاول إقناع الفلسطينيين بالتسليم بالواقع الذي يفرضه الاحتلال، يصبح سلاح المقاومة هو الرد الأكثر وضوحًا وفاعلية، المقاومة في فلسطين تمثل عنصرًا محوريًا في ردع هذه الضغوط، وتوضح للعالم أن الشعب الفلسطيني لن يقبل بأي تسوية تسلب حقوقه أو تهدد مستقبله.
علاوة على ذلك، فإن سلاح المقاومة الفلسطيني يحظى بدعم شعبي هائل داخل الأراضي الفلسطينية وفي الشتات الفلسطيني، ما يجعله أداة تحفيز للوحدة الوطنية في مواجهة الاحتلال، وتُظهر العمليات العسكرية المتتالية التي نفذتها المقاومة في غزة قدرة على تحقيق توازن مع جيش الاحتلال، على الرغم من فارق الإمكانيات العسكرية بين الجانبين، هذا التوازن العسكري يبرز أهمية سلاح المقاومة كأداة دفاعية لها تأثير استراتيجي في تعزيز صمود الشعب الفلسطيني.
رفض نزع سلاح المقاومة.. لا تراجع عن الحقوق
في ظل المحاولات المستمرة من قِبل الاحتلال الصهيوني والداعمين له من القوى الدولية لنزع سلاح المقاومة، يرى الفلسطينيون أن هذه المحاولات تمثل تهديدًا لحقوقهم ولوجودهم على أرضهم، إن الدعوات لنزع سلاح المقاومة تساوي في جوهرها دعوة للاعتراف بالاحتلال وفرض الاستسلام على الشعب الفلسطيني، وهذا ما ترفضه القوى الوطنية والإسلامية الفلسطينية بشكل قاطع.
سلاح المقاومة لا يمثل فقط أداة قتال، بل هو ركيزة أساسية للمطالبة بالحقوق الوطنية الفلسطينية في جميع المحافل الدولية، إنه يعبّر عن رفض الفلسطينيين لأي تسويات تُفرض عليهم من دون ضمانات حقيقية لحقهم في تقرير مصيرهم، لذا، فإن الحفاظ على سلاح المقاومة يعني الحفاظ على هذا الحق الأصيل في الدفاع عن النفس ورفض القهر والظلم الذي يمارسه الاحتلال.
في الختام، يتضح أن سلاح المقاومة في فلسطين يحمل مكانة خاصة ويُعتبر أحد أقوى أدوات المقاومة في مواجهة الطموحات الصهيونية، هو ليس مجرد سلاح، بل هو رمز من رموز السيادة الوطنية الفلسطينية، وحق من حقوق الشعب الفلسطيني في الدفاع عن نفسه وأرضه، ويُظهر أن الفكرة الوطنية الفلسطينية تقتضي أن يكون السلاح بيد المقاومة، لأنه يمثل حق الشعب الفلسطيني في الكفاح المستمر ضد الاحتلال.
إن أي محاولات لنزع سلاح المقاومة، سواء كانت تحت مسمى اتفاقات أو ضغوط دولية، هي محاولات لنزع جوهر الحق الفلسطيني في الدفاع عن نفسه، لذلك، يبقى سلاح المقاومة ضرورة وطنية وحماية أساسية لمستقبل فلسطين وشعبها.