الوقت- أثبتت المقاومة الفلسطينية، منذ انطلاق عملية طوفان الأقصى، أنها قوة لا يُستهان بها، وأنها قادرة على توجيه ضربات موجعة للكيان الصهيوني، ففي الوقت الذي كانت فيه آلة الدعاية الصهيونية تصور جيش الاحتلال بأنه لا يقهر، جاءت هذه العملية لتكشف عن هشاشة هذا الكيان، وعن قدرة المقاومة على تجاوز كل التوقعات.
لقد كانت عملية طوفان الأقصى بمثابة صدمة قوية للكيان الصهيوني، حيث فاجأت أجهزته الأمنية والاستخباراتية، وأثبتت أن المقاومة قادرة على تطوير قدراتها العسكرية بشكل مستمر، لقد أوقع هذا الكيان نفسه في مستنقع المقاومة، حيث يواجه يومًا بعد يوم صواريخ المقاومة التي تهز أركان كيانه، وتؤكد الأصوات المتزايدة من داخل الكيان الصهيوني على أن المقاومة ما زالت قوية، وأن الكيان يعيش حالة من الهلع والخوف.
كابوس غزة... جنرال إسرائيلي يحذر من كارثة وشيكة
لا يتوقف الخبراء العسكريون الإسرائيليون عن التصريح بحقيقةٍ باتت واضحةً للعيان، مفادها بأنّ رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو هو وحده الذي ما زال يتوهم أنّ (حماس) استسلمت في المعركة، ويزعم أنّ المزيد من الضغط العسكريّ فقط هو الذي سيجبرها على إبرام صفقة التبادل، مع أنّ ذلك سيأتي على حساب المزيد من خسائر الاحتلال.
الجنرال الإسرائيلي زيف قائد سلاح المشاة والمظليين الأسبق، وقائد فرقة غزة ورئيس فرقة العمليات في هيئة الأركان، أكّد أنّ “الأسبوع الخامس والستين من الحرب على غزة انقضى، والاحتلال في طريقه إلى اللا مكان، لا يوجد أيّ معلمٍ يسمح له بتحديد مكانه سوى اللانهاية، هناك شيء واحد واضح حتى الآن، وهو أنّنا نبتعد عن أهداف الحرب، وعن إنجازاتها التي تتآكل وتختفي، وصفقة المختطفين تبتعد أكثر فأكثر، وتورطنا في غزة يزداد عمقًا، واتفاق وقف إطلاق النار في لبنان يقف على ركبتيه، واحتلالنا لمناطق في سوريّا يتعرض للإدانة من العالم، ولا يزال إطلاق النار الحوثي يهدد تل أبيب، و(النصر المطلق) لا يلوح في الأفق”.
فشل المشروع الصهيوني في غزة وكشف زيف الدعاية الإسرائيلية
يشهد الصراع الفلسطيني الإسرائيلي تطورات متسارعة، تكشف يوماً بعد يوم عن حقيقة المشروع الصهيوني وطبيعته العدوانية، وفي هذا السياق، تأتي تصريحات الجنرال الإسرائيلي زيف لتؤكد ما كان يعرفه الفلسطينيون والعرب والعالم أجمع، ألا وهو فشل المشروع الصهيوني في تحقيق أهدافه في قطاع غزة.
لقد كشفت الحرب القائمة على غزة، عن هشاشة الكيان الصهيوني وقدرة المقاومة الفلسطينية على الصمود والتحدي، فبعد أكثر من سنة، لم يتمكن الاحتلال من تحقيق أي من أهدافه المعلنة، بل تلقى خسائر فادحة.
إن اعتراف الجنرال زيف بفشل الحرب على غزة هو اعتراف صريح بفشل المشروع الصهيوني برمته، فمشروع احتلال الأراضي الفلسطينية وتشريد شعبها لم يكن يوماً مشروعاً قابلاً للحياة، وقد أثبت التاريخ مراراً وتكراراً أن الشعوب لا تستسلم للاحتلال مهما طالت مدة المعاناة.
تكشف تحليل تصريحات الجنرال زيف عن عدة حقائق مهمة منها فشل الاستراتيجية العسكرية الإسرائيلية، لقد أثبتت المقاومة الفلسطينية أن الاستراتيجية العسكرية الإسرائيلية القائمة على القوة الغاشمة والقتل العشوائي هي استراتيجية فاشلة، وأنها لا يمكن أن تحقق النصر على إرادة الشعوب.
وتكشف تصريحات الجنرال زيف عن سياسة التضليل التي تمارسها القيادة الإسرائيلية، حيث يتم تقديم صورة مغايرة للواقع للشعب الإسرائيلي، ويتم الترويج لأوهام النصر في الوقت الذي تعاني فيه "إسرائيل" من أزمة حقيقية، ولا شك أن تصريحات الجنرال تعكس اعتراف الجنرال زيف بفشل الحرب على غزة وجود أزمة عميقة داخل المؤسسة العسكرية والحكومية الإسرائيلية، حيث تزداد الشكوك حول جدوى الاستمرار في هذا الصراع. ولا يمكن التغافل عن التكلفة الباهظة التي تدفعها "إسرائيل" جراء هذه الحرب، سواء على الصعيد العسكري أو السياسي أو الاقتصادي.
إن فشل المشروع الصهيوني في غزة هو انتصار كبير للمقاومة الفلسطينية، وهو دليل على أن طريق التحرير ما زال طويلاً وشاقاً، ولكنه طريق مؤكد النهاية بالنصر، كما أنه يشكل ضربة قوية للمشروع الصهيوني برمته، ويكشف عن هشاشته وضعفه.
غزة تدفع الكيان الصهيوني نحو مستنقع لا نهاية له
في مغامرتها الخاسرة في غزة، تُظهر حكومة نتنياهو مرة أخرى أنها لا تتردد في الدخول في مواجهات عسكرية ذات عواقب وخيمة، هذه الحرب ليست فقط فخًا استراتيجيًا، بل هي أيضًا طريق مظلم يقود إلى مستنقع لا نهاية له، نتنياهو، بقراراته العدوانية، يدفع المنطقة نحو المزيد من التوتر والعنف ورغم الادعاءات الرسمية، فإن نتنياهو يتوهم بوجود أنصار حقيقيين.
العالم يشهد على مأساة غزة، وعندما تنتهي هذه الحرب، سيكشف الستار عن حجم الخسائر الفادحة التي تكبدتها "إسرائيل"، الخسائر البشرية والمادية ستكون هائلة، وسيتم الكشف عن الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان، والعالم لن ينسى ما حدث في غزة، وسيتزايد الضغط على "إسرائيل" لمحاسبتها على أفعالها، وهذه الخسائر ستكون عبئًا ثقيلًا على كاهل "إسرائيل" لسنوات قادمة.
ينتظر نتنياهو مستقبل مظلم
مستقبل نتنياهو السياسي يبدو مظلمًا ومليئًا بالتحديات، مع تزايد الضغط الدولي والداخلي، من الصعب أن يظل في منصبه لفترة طويلة، قد يواجه تحقيقات ومساءلات قانونية، ما سيجعل مكانته السياسية هشة للغاية، حتى حلفاؤه التقليديون قد يعيدون حساباتهم، ما يزيد من عزلته.
الضغوط الدولية على نتنياهو تتصاعد بشكل ملحوظ، والعالم يشهد على المأساة الإنسانية في غزة، وهناك دعوات متزايدة من المجتمع الدولي لوقف العدوان وإجراء تحقيقات في الانتهاكات المحتملة لحقوق الإنسان، والدول التي كانت تعتبر حليفة تقليدية لـ"إسرائيل"، ربما قد تعيد النظر في مواقفها وتطالب بإنهاء العنف.
داخليًا، حالة نتنياهو ليست أفضل، هناك انتقادات شديدة من المعارضة داخل "إسرائيل"، وحتى من داخل حزبه، العديد من السياسيين والناشطين الإسرائيليين يطالبون بالمساءلة والمحاسبة على القرارات التي أدت إلى هذه الأزمة، انقسامات داخلية حادة تهدد استقرار الحكومة، ما يجعل من الصعب على نتنياهو الحفاظ على دعم قاعدة ناخبيه.
بالإضافة إلى ذلك، قد يواجه نتنياهو تحقيقات قانونية محتملة بشأن انتهاكات حقوق الإنسان والجرائم الحربية، وهذه التحقيقات قد تؤدي إلى ملاحقات قضائية، ما يزيد من هشاشته السياسية، حتى حلفاؤه التقليديون، الذين كانوا يدعمونه في السابق، قد يعيدون حساباتهم ويبتعدون عنه تدريجيًا، ما يزيد من عزلته السياسية والدولية، ويبدو أن نتنياهو يواجه مستقبلًا مليئًا بالتحديات والمخاطر، ومع تزايد الضغط من جميع الاتجاهات، من الصعب أن يظل في منصبه لفترة طويلة، ما يجعل مستقبله السياسي مظلمًا ومليئًا بالغموض.
في الختام إن طوفان الاقصى أدى إلى أزمة عميقة في النسيج الصهيوني، هذه الأزمة ليست فقط سياسية، بل اجتماعية وثقافية أيضًا، انقسامات حادة ظهرت بين الأحزاب السياسية والجماعات الدينية والاجتماعية، ما يهدد بتفكيك التحالفات السياسية التي بناها نتنياهو على مر السنين، ما يجعل مستقبل حكومته محفوفًا بالمخاطر.
المساعي العدوانية لنتنياهو تجاة أبناء الشعب الفلسطيني أثارت غضبًا واسعًا ليس فقط بين الفلسطينيين، بل أيضًا بين الإسرائيليين الذين يرون في هذه الخطوات تهديدًا حقيقيًا للأحزاب السياسية الإسرائيلية، من اليمين إلى اليسار، اختلفت بشدة حول كيفية التعامل مع هذه الأزمة، ما أدى إلى تصدعات عميقة في الحكومة والمجتمع الإسرائيلي.
الجماعات الدينية، التي كانت تقليديًا متحالفة مع نتنياهو، بدأت تعيد حساباتها، والعديد من الحاخامات والقادة الدينيين أبدوا قلقهم، هذا القلق ليس فقط بسبب الخوف من ردود الفعل الدولية، بل أيضًا بسبب المخاوف من تأثير هذه السياسات على النسيج الاجتماعي الداخلي لـ"إسرائيل".
على المستوى الاجتماعي، بدأت تظهر توترات حادة، ما أدى إلى تعميق الشعور بالانقسام والعداء، هذا الوضع يهدد بتفجر أزمات داخلية قد تكون أصعب في التعامل معها من الأزمات الخارجية، ويبدو أن نتنياهو قد أوقع نفسه وكيانه في فخ لا يمكن الخروج منه بسهولة، ويبدو أن مستقبله السياسي والاجتماعي مظلمًا، والعالم ينتظر بفارغ الصبر لرؤية كيف ستنتهي هذه المأساة، ومع تزايد الضغط من جميع الاتجاهات، من الصعب أن يظل نتنياهو في منصبه لفترة طويلة، ما يجعل مستقبل حكومته محفوفًا بالمخاطر.
