الوقت - تدخل الاشتباكات في الشريط الحدودي اللبناني والأراضي المحتلة أسبوعها الرابع، بينما لا يزال جيش الاحتلال الصهيوني، الذي يتكون من خمسة ألوية تضم 70 ألف جندي، ومئات الدبابات وآليات النقل، مدعومًا بغطاء جوي ومدفعي واسع، لم يحقق أي إنجازات ملموسة على الأرض، وفي المقابل، تمكن مقاتلو حزب الله، بدعم من وحدات الصواريخ والمدفعية، من إيقاف تقدم الاحتلال في محاور متعددة.
وقد أشار مصدر ميداني في الشريط الحدودي إلى تكتيكات المقاومة الخاصة، حيث قال: "إن القناصين وقوات المقاومة، من خلال كمائن دقيقة، ألحقوا خسائر فادحة بالصهاينة، حيث سقط 600 قتيل وجريح، وتم تدمير ما لا يقل عن 20 دبابة من طراز ميركافا، و10 جرافات، بالإضافة إلى عدد من ناقلات الجند والمركبات المدرعة"، وقد أدى ذلك إلى اعتماد الکيان الصهيوني سياسة التدمير الشامل، وتسوية القرى والمدن الحدودية بالأرض.
وبعد تكبدهم خسائر بشرية وعسكرية فادحة، تراجعت القوات الصهيونية من بلدتي العديسة وكفر كلا، ثم قامت بتدمير هاتين المنطقتين بالكامل عبر هجمات جوية مكثفة، نظرًا لعجزهم في مواجهة مقاتلي حزب الله في الاشتباكات المباشرة، وتهدف هذه الخطوة إلى تمهيد الطريق أمام تقدم قواتهم البرية.
وفي محور جنوب شرق لبنان (المجاور لشمال شرق الأراضي المحتلة)، تستمر الاشتباكات في ضواحي بلدات كفر كلا، العديسة، رب الثلاثين، ومركبا، حيث يسعى الاحتلال من خلال السيطرة على هذه المناطق، إلى تأمين أمن بلدات ميسغاف، كفر جلعادي، مرجليوت، كريات شمونة وغيرها.
وأضاف المصدر الميداني: "في الشريط الحدودي بجنوب لبنان (شمال فلسطين المحتلة)، تستمر الاشتباكات في الضواحي الجنوبية لبلدات يارون، مارون الراس، شرق جبال العرب، وجنوب عيترون، وفي حال تمكن الصهاينة من السيطرة على بلدة عيترون، فإن ذلك سيقطع الاتصال بين بلدتي النبي يوشع وبنت جبيل".
وأشار هذا المصدر إلى استمرار الاشتباكات في الضواحي الجنوبية والجنوبية الشرقية لبلدة عيتا الشعب، موضحًا أن هذه البلدة لم تقع بعد تحت الاحتلال، ومن جهة أخرى، تجري الاشتباكات أيضًا في جنوب راميه، حيث تمكن المقاتلون من منع سقوط هذه البلدة، رغم أن الضغط الصهيوني في هذين المحورين قد أُبلغ عنه بأنه ثقيل.
وفي سياق تفسيره لزيادة الضغط على بلديتي عيتا الشعب وراميه، أضاف المصدر: "لقد استسلم سكان بلدة رميش المسيحية في شرق عيتا الشعب للصهاينة، ما أتاح لهم دخول المنطقة، وهذا الإجراء أدى إلى حصار عيتا الشعب من المحور الشرقي، وأصبح مصير بلدة صموخة على حافة السقوط".
يسعى الصهاينة في هذا المحور إلى احتلال بلدات عيتا الشعب، راميه، رميش، صموخة، مروحين، بيت ليف، وقوزح، بهدف تأمين جزء من شمال الأراضي المحتلة، بما في ذلك بلدات زرعيت، شتولا، نتوعا، ماتات وغيرها.
أما في الشريط الحدودي بجنوب غرب لبنان (شمال غرب فلسطين المحتلة)، فتستمر الاشتباكات في جنوب بلدتي لبونة والناقورة، حيث تمكن مقاتلو حزب الله من صد الهجمات، ولم تُحقق أي تقدم ملحوظ، ويسعى الصهاينة من خلال احتلال هاتين البلدتين، للوصول إلى الطريق الجنوبي المؤدي إلى مدينة صور الساحلية.