الوقت- ولد شلومي بيندر في حيفا عام 1975 وأمضى طفولته هناك، حيث واصل تعليمه في حيفا وأنهى دراسته الثانوية في مدرسة ليو باك في هذه المدينة.
أثناء خدمته في الجيش، واصل شلومي تعليمه الجامعي في القدس المحتلة وأمريكا، حيث حصل على درجة الماجستير في العلوم الاستراتيجية من جامعة الأمن القومي في واشنطن ودرجة البكالوريوس في الهندسة الزراعية من الجامعة العبرية في القدس.
الخبرة العسكرية
بدأ شلومي مسيرته العسكرية في تشرين الثاني/نوفمبر 1993 بالانضمام إلى وحدة مشاة متكال، وهي وحدة خاصة في الجيش الإسرائيلي تعمل مباشرة تحت إشراف هيئة الأركان العامة.
تدرب مع المظليين وضباط المشاة في عام 1999، وفي عام 2010، أصبح شلومي قائدًا لوحدة إيغوز، وهذه الوحدة مسؤولة عن مهمة العمليات الخاصة وحرب العصابات وهي أحد أقسام الفرقة 98 في الجيش الصهيوني، وبقي في هذا المنصب حتى عام 2012، ثم في مايو 2013 أصبح قائدا للدوريات والتفتيش في هيئة الأركان العامة وشغل هذا المنصب حتى مارس 2016.
وفي 4 سبتمبر 2016، تم تعيين شلومي في منصب قائد لواء جولاني، والذي شغله حتى 24 مايو 2018، ثم تمت ترقيته إلى رتبة عميد بتاريخ 5/8/2019، وعين قائداً لمنظمة الجليل حتى 26/4/2022، حيث أصبح حينها رئيس العمليات في جيش الاحتلال.
وفي حرب قطاع غزة بعد عملية اقتحام الأقصى، كان شلومي مسؤولاً عن تنسيق إدارة الحرب في هيئة الأركان العامة حتى 2 مايو 2024، بصفته رئيس مخابرات الجيش الصهيوني "أمان".
وبسبب مناصبه العسكرية، شارك شلومي في معظم حروب الكيان الصهيوني ضد غزة ولبنان خلال ثلاثة عقود، بما في ذلك حرب يوليو 2006، والعمليتين العسكريتين "النصل الواقي" و"طوفان الأقصى".
شريك في الفشل
شلومي (رئيس دائرة العمليات في الكيان الصهيوني آنذاك) أمر بسحب الجنود الذين كانوا تحت قيادته من غزة ونقلهم إلى الضفة الغربية قبل ساعات من بدء عملية اقتحام الأقصى، ما يعني أنه كان لا علم له بهذا، ولم تكن لديه أي معلومات حول استعدادات كتائب القسام للهجوم.
ودفعت هذه القضية وسائل الإعلام الصهيونية إلى تقديم شلومي كأحد كبار القادة العسكريين المسؤولين عن عدم التعرف على اقتحام الأقصى والتعامل معه.
ومن مهام هذه الفرقة التي يرأسها شلومي، إعداد الجيش للحرب والطوارئ والظروف الخاصة، وتنسيق وتنظيم الخطط الحربية، بالإضافة إلى التنسيق بين الإدارات العسكرية المختلفة وتنفيذ الرؤية الأمنية للصهيونية في الميدان.
كشف السقوط السريع لجنود الوحدة العملياتية بعد هجوم مقاتلي كتائب القسام على قطاع غزة فجر 7 أكتوبر 2023، عن ضعف جاهزية هذه الفرقة المحورية في جيش الاحتلال.
ورغم الطلبات المتكررة لأن يكون شلومي في قلب التحقيق المتعلق بفشل الجيش الإسرائيلي في التنبؤ باقتحام الأقصى، إلا أن اسمه كان على رأس قائمة الضباط الذين تم ترشيحهم لخلافة هاليفا الذي استقال من منصبه واعترف رئيس أمان بفشله في استباق أحداث 7 أكتوبر ومواجهتها.
ما هي المشاكل التي يجب على شلومي حلها؟
ويقول عبد الرحمن نصار، الخبير في قضايا الكيان الصهيوني، في هذا الصدد، إن تعيين شلومي له أهمية خاصة بناء على اعتبارات عديدة، من بينها "الوقت"، فـ"أمان" أحد الأذرع الرئيسية المتخصصة في تقديم التقديرات والتحليلات، حيث إن تحليلاته لصناع القرار على أعلى المستويات ويمكن القول إن مهامه تتركز على ما يلي:
- تولي مسؤولية هيئة الأركان العامة في إعداد الجيش للحرب والطوارئ والظروف الأمنية الخاصة، ويعني تنسيق وتنظيم خطط الحرب.
- تطبيق العقيدة الأمنية للكيان الصهيوني على الأرض "ميداناً".
- التنسيق بين مختلف منظمات وإدارات الجيش ورفع توصياتها بشأن العمليات لعرضها على السلطات السياسية للموافقة عليها.
- التنسيق بين القوات الجوية والقوات البرية والبحرية في كل المجالات المتعلقة بتنفيذ العمليات المشتركة.
في المقابل، كتب يوسي يوشع، محلل الشؤون العسكرية، في مقال بصحيفة يديعوت أحرونوت الصهيونية، أن أول الإصلاحات التي ينبغي أن يقوم بها شلومي هي نقل اعتبار إيران عدوا من "الدرجة الثالثة" إلى عدو "أول"، لأن إيران ليست مجرد مشكلة نووية، بل هناك مشكلة في أراضي فلسطين المحتلة ويجب معالجتها، ويضيف: لا ينبغي أن نقلق بشأن المدة التي سيستغرقها الصاروخ للوصول إلى تل أبيب، أو عدد الكيلومترات التي سيقطعها، أو ما إذا كان سيتم إطلاقه من طهران أو من بيروت أو غزة، ففي النهاية (الصاروخ) هو إيراني.
يعتقد يوشع أن شلومي هو من يجب أن يتعلم من التحقيق في أخطاء كبار القادة، ويتابع هذا المحلل الصهيوني: على شلومي أن يضع خطة عملياتية، أو بالأحرى، إصلاحاً شاملاً وجذرياً لا هوادة فيه، من شأنه أن يعيد تنظيم دائرة الاستخبارات، والأهم هو إقالة قادة الوحدة 8200 الذين كانوا مسؤولين بشكل مباشر عن جبهة غزة.
لكن المحلل العسكري الصهيوني الجنرال هاكوهين يرى أن "أمان" مطالب بتغيير الاتجاه، وأن شلومي الذي وصل إلى هذا المنصب كقائد ميداني يحتاج إلى جهد خاص، وعليه أن يستبق أفكار وأفعال الفلسطينيين ويصوغ استراتيجية الأمن القومي الإسرائيلي.