الوقت - على الرغم من التصريحات المتواترة للمسؤولين السياسيين والعسكريين في الكيان الصهيوني، والتي تزعم جاهزية حكومتهم وجيشهم لمواجهة أي تطورات قد تنجم عن العمليات الإرهابية الإسرائيلية في بيروت وطهران - تلك التي أفضت إلى استشهاد القائد العسكري الفذ في حزب الله "فؤاد شكر"، والرئيس السابق للمكتب السياسي لحركة حماس "إسماعيل هنية" - فإن المتمعِّن في الوضع الشامل للكيان خلال الأشهر المنصرمة عقب عملية طوفان الأقصى، يدرك بعين البصيرة أن جميع هذه الادعاءات ما هي إلا فقاعات إعلامية زائفة، الغرض منها تهدئة الرأي العام الإسرائيلي المضطرب، وسط الأزمة الأمنية الخانقة التي يرزح تحت وطأتها هذا الكيان.
علاوةً على ذلك، تعكس هذه الادعاءات الواهية حالة العجز والتخبط المستشرية في أوصال الكيان الصهيوني، في محاولة يائسة منه لاستنهاض همم داعميه في أوروبا والغرب، بغية حمايته من محور المقاومة المتنامي.
جيش الاحتلال الإسرائيلي وشبح الحرب متعددة الجبهات
في هذا المضمار، يجمع غالبية الخبراء الاستراتيجيين في الكيان الصهيوني، إلى جانب المراقبين الإقليميين والدوليين، بقناعة راسخة على أن جيش الاحتلال الإسرائيلي المنهك والمستنزف، لن يكون بمقدوره مجابهة حرب شاملة تنخرط فيها معظم أو جميع جبهات محور المقاومة في المنطقة، حتى مع الدعم غير المحدود الذي يتلقاه من الولايات المتحدة والغرب.
علاوةً على ما سبق، يُعدّ "بنيامين نتنياهو"، رئيس وزراء الكيان الصهيوني، اليوم أول مسؤول في هذا الکيان يُلقي بـ "إسرائيل" في أتون أزمة وجودية غير مسبوقة، في حين اكتسب "يوآف جالانت"، وزير حرب الكيان، سمعةً لكونه أسوأ وزير حرب في تاريخ "إسرائيل" قاطبةً.
وفي خضم هذه الظروف العصيبة، لا يزال نتنياهو يتشدق بـ"النصر الحاسم" في حرب غزة، واهماً نفسه بإمكانية تحقيق هذا النصر المزعوم؛ وهو أمر لم يقترب منه قيد أنملة طوال ما يناهز أحد عشر شهراً من الحرب الاستنزافية الضروس.
وفي غمرة هذه الأزمات المتلاحقة، يستشعر الإسرائيليون قلقاً بالغاً إزاء رعونة قادتهم، وعلى رأسهم نتنياهو، والتي قد تزجّ بالكيان الصهيوني في أتون حرب إقليمية طاحنة؛ حرب تُجسد كابوساً وجودياً لـ "إسرائيل"، ولا تهدّد كيانها السياسي والعسكري المتداعي فحسب، بل تشكّل خطراً محدقاً على المشروع الصهيوني برمته على الصعيد العالمي.
الصهيونية في مواجهة شبح حرب متعددة الجبهات مع محور المقاومة
منذ عام 2017، وفي أعقاب التحولات الجيوسياسية الجذرية التي شهدتها المنطقة، والتي ألقت بظلالها القاتمة على مستقبل المشروع الصهيوني، خلُصت المراكز البحثية والاستخباراتية للكيان الصهيوني إلى أن اندلاع حرب شاملة متعددة الجبهات ضد "إسرائيل" بات أمراً حتمياً، وأن محور المقاومة، الممتد من إيران مروراً باليمن والعراق وسوريا ولبنان وصولاً إلى فلسطين، قد استنفر كل إمكاناته العسكرية واللوجستية استعداداً لهذه المواجهة المصيرية.
وتؤكد المراكز البحثية والأمنية الصهيونية أن شبح الحرب متعددة الجبهات سيفضي، بادئ ذي بدء، إلى تقويض أركان المشروع التوسعي الإسرائيلي القائم حصراً على منطق القوة الغاشمة، والمفتقر إلى المقومات الأساسية للبقاء والاستمرارية.
وعليه، تجد "إسرائيل" نفسها في أمسّ الحاجة إلى برامج تدريبية مكثفة لمجابهة سيناريو الحرب متعددة الجبهات، مع الإشارة إلى أنها قد أجرت سلسلةً من المناورات العسكرية لهذا الغرض على مدار السنوات المنصرمة.
بيد أنه، وعلى الرغم من هذه المنظومة المتكاملة من التخطيطات والمناورات، لا تزال القيادة العليا للمؤسسة العسكرية الإسرائيلية، ولا سيما هيئة الأركان العامة، تقرّ بقصور ملموس في قدراتها على مجابهة حرب متعددة الجبهات، ويستدعي هذا القصور اهتماماً فورياً وحاسماً لمعالجة التحديات الجمة التي تعصف بأركان المؤسسات العسكرية الصهيونية.
نقطة الضعف الفتاكة للجيش الإسرائيلي في المواجهة الإقليمية الشاملة
في هذا المضمار، تبرز معضلة عدم جاهزية القوات البرية الإسرائيلية كنقطة ضعف محورية، مُشكِّلةً کعب أخيل للجيش الإسرائيلي في أي نزاع مسلح، وقد ظلت هذه الإشكالية على مر العقود المنصرمة، تمثّل الثغرة الأكثر خطورةً في النسيج العسكري الإسرائيلي.
ويجمع الخبراء الاستراتيجيون والجنرالات الإسرائيليون، على أن القوات البرية تعاني من حالة انحدار غير مسبوقة على الصعيدين التكتيكي والعملياتي، فعناصرها، إضافةً إلى افتقارهم للتأهيل العسكري الكافي، يرزحون تحت وطأة حالة نفسية متردية، مُبدين نفوراً جلياً من الانخراط في أي عمليات قتالية، سواء في ساحة غزة أو على الجبهة الشمالية، أو أي محاور قتالية أخرى محتملة.
وفي سياق متصل، وإلى جانب الوثائق المصورة التي كشف عنها مقاتلو المقاومة، فإن وسائل الإعلام الصهيونية ذاتها تنقل، بصورة صريحة ومباشرة عن لسان العسكريين الإسرائيليين أنفسهم، تقارير تؤكد افتقارهم للروح المعنوية والعقيدة القتالية الضرورية، وقد دفع هذا الواقع المأزوم بالقيادة العسكرية الإسرائيلية، إلى الاستنجاد بآلاف المقاتلين الأجانب والمرتزقة، في محاولة يائسة لرأب الصدع الهائل في صفوف قواتها البرية المتهالكة.
الثغرة الاستراتيجية في المنظومة الدفاعية الإسرائيلية، والتي كشفتها عملية "الوعد الصادق" الإيرانية
في خضم هذا المشهد الجيوسياسي، قد يتوهم البعض أن الكيان الصهيوني، مستظلاً بمظلة الدعم الأمريكي والغربي اللامحدود، قادر على مجابهة تحديات حرب متعددة الجبهات، إلا أن تحليلاً دقيقاً لعملية "الوعد الصادق"، التي نفذتها الجمهورية الإسلامية الإيرانية ضد الكيان الصهيوني في أبريل المنصرم، يكفي لدحض هذا الافتراض وإثبات عجز حلفاء الکيان الإسرائيلي عن صون أمنه.
رغم كون هذه العملية مجرد رسالة تحذيرية موجهة للکيان، إلا أنها كشفت عن عجز ملحوظ في المنظومة الدفاعية الإسرائيلية وحلفائها، فقد تمكنت الصواريخ والطائرات المسيرة الإيرانية من اختراق الدفاعات المتعددة الطبقات، بما فيها تلك التابعة للولايات المتحدة والدول الغربية وبعض الأنظمة العربية، لتصل إلى عمق الأراضي الفلسطينية المحتلة، وتصيب أهدافها بدقة متناهية.
هذا الاختراق الاستراتيجي يُبرهن بما لا يدع مجالاً للشك، أن المنظومة الدفاعية للكيان الصهيوني وحلفائه، ستكون عاجزةً تماماً أمام هجوم شامل من محور المقاومة، وفي حين قد يتبادر إلى الذهن احتمالية لجوء الکيان الإسرائيلي إلى عمل عسكري استباقي، فإن هذا الخيار محفوف بمخاطر جمة.
فلا مراء في أن القيادة الصهيونية تعيش حالةً من التخبط الاستراتيجي، عاجزةً عن إيجاد مخرج من هذا المأزق، وربما تفكر في خيارات متهورة، غير أن الكيان يدرك تمام الإدراك استحالة الانخراط في أي مغامرة عسكرية دون الدعم الأمريكي الصريح.
وفي هذا السياق، تجد الولايات المتحدة نفسها في موقف حرج للغاية، فهي من جهة تواجه أزمةً داخليةً متفاقمةً نتيجة تورطها المباشر في العدوان على غزة، ومن جهة أخرى تجد نفسها عاجزةً عن مواجهة الرأي العام العالمي المناهض لسياساتها.
وهذا الوضع يجعلها غير راغبة بتاتاً في الانزلاق نحو حرب إقليمية شاملة، وخاصةً مع تعدد التحديات التي تواجهها على الصعيدين الداخلي والخارجي، بما في ذلك أزمة الحرب في أوكرانيا، وتنامي النفوذ الصيني والروسي على الساحة الدولية.
الأسباب الأربعة الجوهرية وراء ذعر الكيان الصهيوني من أتون الحرب متعددة الجبهات مع محور المقاومة
في خضم الحرب الدائرة في غزة، يجد الكيان الصهيوني نفسه غارقاً في دوامة من الأزمات والتحديات الداخلية المستعصية، حتى باتت نذر الحرب الأهلية تلوح في الأفق، وسط تصدّع غير مسبوق في العلاقات بين المؤسسات السياسية والعسكرية داخل هذا الكيان المتهالك.
وفي هذا السياق المتأزم، نسلط الضوء على أربعة عوامل محورية تشكّل ضغطاً هائلاً على الكيان الصهيوني، وتجعله يرتعد فزعاً من شبح حرب متعددة الجبهات، حتى في ظل الدعم الأمريكي والغربي اللامحدود:
1. المعضلة الاستراتيجية: أزمة الموارد البشرية المستفحلة
يعاني جيش الاحتلال الصهيوني من نزيف حاد في قواه البشرية، رغم امتلاكه ظاهرياً لقوات نظامية تُقدّر بنحو 170 ألف جندي، وقوات احتياط تصل إلى نصف مليون.
فقد كشفت الحرب الاستنزافية في غزة، عن ثغرات استراتيجية خطيرة في مختلف أذرع الجيش، سواء الوحدات القتالية البرية أو سلاح المدفعية أو القوات البحرية أو سلاح الجو، وحتى في الوحدات النخبوية التي طالما تغنى بها الكيان.
فنتيجةً للعدوان المتواصل على قطاع غزة، وتصاعد وتيرة المواجهات مع حزب الله على الجبهة الشمالية، وجد الجيش الصهيوني نفسه أمام معضلة وجودية تتمثل في النقص الحاد في القوى البشرية المؤهلة، وقد وصل الأمر إلى حدّ مناشدة رئيس أركان جيش الاحتلال، هرتسي هاليفي، للقيادة السياسية بضرورة تجنيد 15 لواء جديدا، كل منها يضم 4500 جندي، لمجرد الاستمرار في الحرب، وهو ما يعكس عمق الأزمة التي يعاني منها الكيان.
ووفقاً لتقارير إعلامية صهيونية، يعاني الجيش من نزيف غير مسبوق في صفوف الضباط على وجه الخصوص، فقد أظهر استطلاع للرأي أجرته مؤسسات إعلامية ومراكز أبحاث إسرائيلية، انخفاضاً دراماتيكياً في نسبة الضباط الراغبين في مواصلة الخدمة العسكرية، مع إبداء 58% منهم رغبةً صريحةً في مغادرة صفوف الجيش.
وحتى اللحظة الراهنة، باءت بالفشل الذريع كل الحلول الترقيعية التي اقترحتها القيادة الصهيونية لسد هذا العجز الفادح، ومن أبرزها محاولة إقحام الحريديم في الخدمة العسكرية، حيث أثار هذا المقترح المتهور أزمةً داخليةً عاصفةً، حيث يعارض الحريديم المتشددون، المعفون أصلاً من الخدمة العسكرية بموجب اتفاقات تاريخية، هذا القرار بشراسة غير مسبوقة، ويواصلون حراكهم الاحتجاجي المتصاعد ضده، ما يهدّد بتفجير الوضع الداخلي الهش أصلاً.
2. الافتقار إلى المعدات العسكرية والتسليحية: معضلة استراتيجية تؤرق الكيان الصهيوني
في مفارقة صارخة تتحدى المنطق العسكري التقليدي، يجد الكيان الصهيوني نفسه في مأزق استراتيجي خطير، رغم استمرار تدفق الأسلحة والمعدات العسكرية المتطورة من الولايات المتحدة والدول الغربية منذ بداية عدوانه على غزة.
فقد كشفت الدراسات الصادرة عن مراكز الأبحاث الاستراتيجية الإسرائيلية، عن أزمة تسليحية حادة تعصف بجيش الاحتلال، متجليةً في نقص فادح في العديد من المنظومات الحربية الحيوية، نتيجةً لاستنزاف غير محسوب في معارك غزة الممتدة.
وفي قلب هذه الأزمة، تبرز معضلة تآكل أسطول الدبابات كتحدٍّ وجودي يهدد العقيدة العسكرية الصهيونية، فقد تكبد جيش الاحتلال خسائر فادحة في مدرعاته ودباباته على يد المقاومة الباسلة في قطاع غزة، وفي مواجهاته المتكررة مع حزب الله على الجبهة الشمالية.
وفي هذا السياق، أوردت صحيفة "ماكور ريشون" العبرية تقريراً مثيراً للذعر في أوساط المؤسسة العسكرية الصهيونية، جاء فيه: "إن الترسانة الحالية من الدبابات المتاحة لجيش الاحتلال، قد تقلصت إلى ما دون النصف، مقارنةً بما كانت عليه قبل عقد من الزمن، متجاوزةً بذلك الخطوط الحمراء التي حددتها هيئة الأركان العامة كحد أدنى للجاهزية العسكرية".
وفي هذا السياق، سلطت صحيفة "جيروزاليم بوست" الصهيونية الضوء على الوضع الكارثي للمدرعات، مشيرةً إلى أن الجيش يرزح تحت وطأة نقص حاد في الذخائر والمعدات الاستراتيجية، والتي يستعصي إصلاحها أو استبدالها في المدى القريب، وهذا الواقع المرير يضع قوات الاحتلال في موقف هش للغاية، أمام تكتيكات المقاومة الفلسطينية المبتكرة والفعالة.
3. الانقسامات الداخلية في الكيان الصهيوني وشبح الحرب الأهلية
منذ محاولة نتنياهو وحلفائه تمرير ما تٌسمى "الإصلاحات القضائية" في العام الماضي، شهد المجتمع الداخلي للكيان الصهيوني انقساماً غير مسبوق، تفاقم بشكل دراماتيكي في أعقاب عملية طوفان الأقصى.
وفي هذا السياق، أصدر معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي، التابع للجامعة العبرية، تقريراً مثيراً للقلق جاء فيه: "إن الخلافات الداخلية تُلقي بظلال قاتمة على قدرة إسرائيل في مواجهة التهديدات الوجودية المحدقة بها، مع تركيز الخطر الأكبر على المؤسسة العسكرية، وهذا يتناقض بشكل صارخ مع العقيدة الأمنية الإسرائيلية التقليدية، التي كانت تقضي بتحييد الجيش والمؤسسات الأمنية عن تأثيرات الانقسامات الداخلية".
ومع استطالة أمد الحرب على غزة بشكل يفوق كل التوقعات، وتصاعد أعداد القتلى في صفوف جيش الاحتلال بوتيرة متسارعة، يصر نتنياهو، بعناد غير مسبوق، على رفض أي اتفاق قد يُفضي إلى إنهاء الحرب، واستعادة الأسرى الصهاينة من غزة، وقد أشعل هذا الموقف المتصلب فتيل احتجاجات واسعة النطاق في مختلف أنحاء فلسطين المحتلة، حيث تشهد الشوارع يومياً مظاهرات حاشدة مناهضة لنتنياهو وحكومته.
4. العزلة غير المسبوقة للكيان الصهيوني على الساحة الدولية
على الرغم من أن الكيان الصهيوني المزعوم قد تأسس على أركان الوحشية والإبادة، وظل دوماً في حالة حرب دائمة، إلا أنه لم يشهد في أي من حروبه السابقة مثل هذه العزلة الشاملة على الصعيد الدولي، ولم يواجه هذا الغضب العارم من الرأي العام العالمي.
فالجرائم الهمجية التي يرتكبها الكيان الصهيوني اليوم في قطاع غزة، قد فضحت الطبيعة الإجرامية لهذا الكيان أمام العالم أجمع، وقوّضت شرعيته المصطنعة في أعين الرأي العام الدولي، و لا سيما لدى الشعوب الأمريكية والغربية، وهو تطور غير مسبوق في تاريخ هذا الصراع.
وحتى في ظل استنفار الحلفاء الأمريكيين والغربيين لكل قواهم من أجل حماية الكيان الصهيوني على الساحة الدولية، ومنحه الحصانة من المحاكمة والعقاب على جرائمه الحربية بحق المدنيين، فإن "إسرائيل" باتت اليوم تُصنَّف في المحافل والمحاكم الدولية كنظام إجرامي ارتكب إبادةً جماعيةً ضد المدنيين العزل في قطاع غزة، وقد صدرت بالفعل مذكرات اعتقال بحق مسؤوليها.
لهذا السبب، ومنذ الأشهر الأولى للحرب على غزة وحتى اليوم، ما زالت شعوب العالم كافةً، وفي مقدمتها شعوب أوروبا وأمريكا، تواصل تظاهراتها ضد المجرمين الصهاينة، رغم أجواء القمع الشديدة التي تفرضها حكوماتهم، مطالبةً بوقف حرب الإبادة الجماعية ضد قطاع غزة.
ولقد برز هذا السخط الكوني المستعر في وجه الكيان الصهيوني جليًا في أعرق المحافل العالمية مؤخرًا، وفي طليعتها الألعاب الأولمبية المقامة في باريس، حيث جاهر جمهور المتفرجين والرياضيين بتآزرهم مع أبناء الشعب الفلسطيني، وأعربوا عن امتعاضهم الشديد من المجرمين الصهاينة، وذلك عبر رفعهم لعلم فلسطين عالياً.
وفي ظل هذه المعطيات، يجمع ثلة من كبار المحللين الإقليميين والدوليين على أن الکيان الصهيوني، بات على يقين تام بأن آماله في النصر في أي نزاع إقليمي قد تبددت، حتى لو ارتمى في أحضان الحماية الأمريكية والغربية اللامتناهية. فالأزمات المستعصية والمشكلات المتفاقمة التي تنخر جسد هذا الكيان، تنبئ بأن شمس انتصاراته قد أفلت إلى الأبد، وأنه عاجز عن إحراز أي مكسب استراتيجي، فضلاً عن بلوغ النصر المنشود.
وفي ختام المطاف، لا مناص من الإشارة إلى أن الكيان الصهيوني، رغم استنفاره الأمني الشامل، يقف عاجزًا حتى عن استشراف العمليات الاستشهادية الفلسطينية، التي طالت عمق معقله تل أبيب، ناهيك عن استمرار طائرات حزب الله المسيرة في التحليق في سماء فلسطين المحتلة، والتي تبث مشاهد للمرافق العسكرية والاستراتيجية للكيان، ما يفاقم من حالة الذعر والقلق التي تنتاب الصهاينة.