الوقت - في إطار الجهود الحثيثة للوصول إلى حل سريع ومجدٍ لإيقاف الحرب الظالمة على الفلسطينيين في قطاع غزة وبعد أخبار عديدة حول لقاء فلسطيني روسي.
وصل الرئيس الفلسطيني محمود عباس موسكو يوم الإثنين في زيارة رسمية يلتقي خلالها مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لمناقشة تفاقم الوضع في الشرق الأوسط.
وكان نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف من مستقبلي محمود عباس في مطار فنوكوفا.
وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس صرح قبيل زيارته لموسكو، أنه توجد لدى الحكومة الفلسطينية خطة لعودة اللاجئين وإعادة الإعمار الشامل لقطاع غزة.
وأضاف الرئيس الفلسطيني في مقابلة مع إحدى وسائل الإعلام : "وفي إطار الحل السياسي الشامل، قدمت الحكومة الفلسطينية التي تنتظر الفرصة لتولي مسؤولياتها في قطاع غزة، خطة لعودة اللاجئين بالإضافة إلى برنامج لإعادة إعمار القطاع، بما في ذلك استئناف عمل المستشفيات والمدارس وإمدادات الكهرباء والمياه".
وأشار عباس إلى أن إعادة الإعمار على نطاق واسع تتطلب انسحاب القوات الإسرائيلية من قطاع غزة، وتنفيذ حل سياسي على أساس القانون الدولي لتحقيق السلام والأمن بشكل شامل.
وشدد الرئيس الفلسطيني على أن فلسطين مستعدة لعقد مؤتمر دولي للسلام يتم خلاله حل كل جوانب الوضع النهائي للقضية الفلسطينية، وأوضح أن الحل الاستراتيجي للقضية الفلسطينية يتلخص فيما يلي: إعطاء الشعب الفلسطيني حقه في الحرية والاستقلال.
وشدد عباس على حق الفلسطينيين في تقرير المصير وفقاً لحل الدولتين الذي يحترم القانون الدولي وبضمان المجتمع الدولي والأمم المتحدة.
وأكد ضرورة وقف جميع الأعمال العدائية الإسرائيلية أحادية الجانب بالضفة الغربية والقدس، مشدداً على تسوية جميع جوانب الوضع النهائي خلال مؤتمر السلام الدولي، والانسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية ضمن الإطار الزمني المتفق عليه، وتنفيذ آلية الأمن الإقليمي العام.
وانتقد الرئيس الفلسطيني الجانب الإسرائيلي الذي وصفه بأنه «ابتعد عن طريق السلام، وخصوصاً الحكومة الإسرائيلية الحالية التي سنّت القوانين لتعارض إقامة دولة فلسطينية وتقوض حل الدولتين على الأرض».
وأضاف عباس إنه لا بد من نقل السيطرة على قطاع غزة إلى السلطة الفلسطينية الشرعية مؤكدا : "نعارض بشدة الخطط الإسرائيلية التي تقترح بعض الحلول المؤقتة".
ومن المقرر أن يعقد عباس لقاءً مع نظيره الروسي يوم الثلاثاء، إذ سيبحثان سبل دعم الجهود الرامية لوقف العدوان المتواصل على الشعب الفلسطيني، وإدخال المساعدات الإنسانية بشكل فوري إلى قطاع غزة المنكوب، ووفقاً لوكالة الأنباء الرسمية الفلسطينية "وفا"، سيناقش عباس مع الرئيس بوتين العلاقات الثنائية بين البلدين، وسبل تطويرها في جميع المجالات، إلى جانب بحث عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك، كما سيعرب الرئيس الفلسطيني عن شكره لروسيا على دعمها المستمر للقضية الفلسطينية في مختلف المحافل الدولية.
ويرافق الرئيس عباس في هذه الزيارة وفد رفيع المستوى يضم أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حسين الشيخ، ورئيس جهاز المخابرات العامة اللواء ماجد فرج، ومستشار الرئيس للشؤون الدبلوماسية مجدي الخالدي، وسفير فلسطين لدى روسيا عبد الحفيظ نوفل.
وحسب وسائل إعلامية فإن الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة والتحرك نحو مؤتمر سلام لكسر الاحتكار الأمريكي هما أبرز ما يتصدر أجندة اللقاء"، ولا شك أن اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية سيفرض نفسه على أجندة اللقاء.
في سياق متصل أفاد بيان مقتضب أصدره الكرملين ونشره على المنصة الإلكترونية للرئيس الروسي، بأن بوتين يتطلع لتبادل وجهات النظر مع الرئيس الفلسطيني حول «الوضع في الشرق الأوسط على ضوء الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي المتفاقم».
وزاد أنه «بالإضافة إلى مناقشة القضايا الراهنة المتعلقة بتطوير التعاون الثنائي، من المتوقع تبادل وجهات النظر حول الوضع في الشرق الأوسط في ضوء التفاقم الحالي للصراع الفلسطيني - الإسرائيلي والكارثة الإنسانية غير المسبوقة في قطاع غزة».
بدوره، قال نائب وزير الخارجية الروسي، ميخائيل بوغدانوف: إن زيارة الرئيس الفلسطيني لروسيا تُعدّ «في غاية الأهمية لتنسيق المواقف حول سبل حل الصراع في الشرق الأوسط».
وقال الدبلوماسي الذي يشغل كذلك منصب الممثل الخاص للرئيس الروسي لشؤون الشرق الأوسط ودول أفريقيا، إن «هذه المحادثات مهمة للغاية وستسمح بإجراء تحليل مشترك، لأنه ستتم صياغة بعض المسالك المشتركة والثابتة حول كيفية المضي قدماً حتى يسود السلام والأمن في الشرق الأوسط على أساس عادل وفقاً لقرار المجتمع الدولي».
من جهته قال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية واصل أبو يوسف: إن زيارة الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى روسيا تأتي في إطار الموقف الروسي المناصر للقضية الفلسطينية، والذي يتضمن وقف حرب الإبادة ورفض الخطط الهادفة لضرب المشروع الوطني الفلسطيني، ورفض استراتيجيات الاحتلال الهادفة لتهجير الفلسطينيين.
وأكد أبو يوسف ـ في مداخلة مع احد القنوات الإخبارية ـ أن المباحثات ستتناول سبل وقف حرب الإبادة بشكل فوري وإنقاذ الشعب المحاصر في قطاع غزة والتوسع في إدخال المواد الإنسانية، والرفض الكلي للتهجير، وتنظيم عملية سياسية لإنهاء الاحتلال والاستعمار، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس.
وأوضح أن الخطة الفلسطينية تستند إلى مسؤولية منظمة التحرير وأداتها السلطة الوطنية كمسؤولة عن كل الأراضي الفلسطينية المحتلة سواء في قطاع غزة أو الضفة الغربية أو القدس، وهو ما يتطلب مسؤولية للمرجعية الفلسطينية الشاملة المسؤولة عن ذلك، والعملية السياسية تكون من خلال حكومة توافق وطني فلسطيني مسؤولة عن كل الأراضي الفلسطينية.
ويذكر أن عباس زار العاصمة الروسية موسكو آخر مرة في عام 2021، كما التقى بوتين على هامش قمة مؤتمر التفاعل وإجراءات بناء الثقة في آسيا "سيكا" المنعقدة في كازاخستان، في تشرين الأول 2022، وأُجلت زيارة كانت مقررة لعباس إلى روسيا في منتصف تشرين الثاني 2023 بناءً على طلب القيادة الفلسطينية.