الوقت- لعل التصريحات الإسرائيلية فيما يخص استهداف المدنيين وارتكاب مجزرة بحق النازحين في مخيم خان يونس تحت ذريعة اغتيال محمد الضيف وشخصيات قيادية في حماس أقرب لأن تكون مهزلة ومسرحية متجددة تلجأ إليها لتبرير إجرامها ومحاولة لتوفير غطاء للدموية الصهيونية.
وكان كيان الاحتلال الإسرائيلي قد ارتكب أمس السبت مجزرةً مهولة بحق المواطنين الفلسطينيين والنازحين في منطقة مواصي خان يونس، ارتقى على إثرها أكثر من 90 شهيدًا نصفهم من الأطفال والنساء، وأصيب نحو 300 بينهم عشرات الأطفال والسيدات بينها حالات خطيرة ما زالت الطواقم الطبية تتعامل معها.
رد حماس على الأكذوبة الإسرائيلية
نفت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) الادعاءات الإسرائيلية بأن قصف منطقة المواصي كان يستهدف قيادات فلسطينية، ووصفت تلك المزاعم بالكاذبة.
وقالت حماس -في بيان- إنها ليست المرة الأولى التي يدعي فيها الاحتلال ذلك، وأضافت إن الادعاءات الإسرائيلية الكاذبة تهدف للتغطية على حجم المجزرة المروعة في مواصي خان يونس جنوب قطاع غزة.
وأشارت إلى أن المجزرة بحق النازحين استهدفت منطقة المواصي التي صنفها الاحتلال منطقة آمنة ودعا المواطنين للانتقال إليها، وأكدت حماس أن هذه المجزرة استمرار لما وصفتها بالإبادة النازية ضد الشعب الفلسطيني، واتهمت الإدارة الأمريكية بأنها شريك مباشر في هذه الجريمة، كما قالت إن مجزرة مواصي خان يونس تصعيد خطير في مسلسل الجرائم والمجازر غير المسبوقة في تاريخ الحروب.
وأضاف بيان حماس: إن "استهداف منطقة تكتظ بأكثر من 80 ألف نازح تأكيد من الحكومة الصهيونية على استمرار حرب الإبادة ضد شعبنا".
وختمت مؤكدة أن "هذا الاستهتار بالقانون والمعاهدات الدولية، والانتهاكات الواسعة ضد المدنيين العزل، لم تكن لتتواصل، لولا الدعم الذي توفره الإدارة الأمريكية، عبر تغطية جرائمها، ومدها بكل سبل الإسناد السياسي والعسكري، وشل يد العدالة الدولية عن القيام بدورها تجاه هذه الجرائم، وهو ما يجعلها شريكة بشكل كامل فيها".
رد فعل الشارع الفلسطيني على المجزرة
عمّ إضراب شامل اليوم الأحد مدن الضفة الغربية المحتلة، تنديدا بالمجازر الإسرائيلية في غزة، وأغلقت المتاجر والمؤسسات أبوابها وتوقفت حركة النقل.
وبثت منصات فلسطينية مشاهد لإغلاق محال تجارية أبوابها صباح اليوم، في كل من جنين ومخيم الدهيشة في بيت لحم وطولكرم وقلقيلية، استجابة لدعوات للإضراب العام في الضفة المحتلة.
من جانبها دعت لجان التنسيق الفصائلية في المحافظات المذكورة إلى الإضراب غضبا واحتجاجا على المجازر البشعة التي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي في المواصي.
كذلك شارك مئات الفلسطينيين في مدن رام الله والخليل وطوباس في الضفة الغربية في مسيرات منددة بمجزرة المواصي ومساندة لقطاع غزة.
إدانات إقليمية ودولية واسعة
احتجاجاً على المجازر الصهيونية بحق أهل غزة تظاهر أكثر من ألف شخص في العاصمة الألمانية برلين بينهم طلاب جامعات، خلال مسيرة حاشدة تنديدا بالهجمات الإسرائيلية على غزة وصمت الحكومة الألمانية إزاءها، وللدعوة إلى وقف فوري لإطلاق النار في القطاع.
وفي سياق متصل، خرجت مظاهرة في العاصمة الفرنسية باريس لإدانة مجزرة المواصي في خان يونس جنوب غزة، وللضغط على الحكومة الفرنسية للاعتراف بدولة فلسطين، وللمطالبة بعدم مشاركة الوفد الرياضي الإسرائيلي في أولمبياد باريس.
وتظاهر موظفو قطاع الصحة في العاصمة الأيرلندية دبلن تضامنا مع زملائهم في فلسطين، وخاصة في قطاع غزة، منددين بالدعم الأمريكي لكيان الاحتلال الإسرائيلي في ارتكابه المجازر هناك.
وتوالت الإدانات الدولية لهذه المجزرة البشعة، التي أكدت أن الانتهاكات الواسعة ضد المدنيين هي إمعان في جرائم الإبادة الجماعية، وتأكيد للإصرار الأمريكي على استمرار جرائم الإبادة بحق أبناء الشعب الفلسطيني، من قبل دول عديدة مثل ايران، اليمن، مصر، الأردن ، السعودية، تركية ، الكويت والعديد من المنظمات الحقوقية والدولية حول العالم.
كسر شوكة الاستخبارات الإسرائيلية
الهجوم الدموي والذي نتج عنه مجزرة مروعة كسر شوكة الاستخبارات الإسرائيلية للمرة الألف فقد ادّعى أنه قام بها بهدف استهدف المُجاهِدَين محمد الضيف القائد العام لكتائب القسّام، وزميله رافع سلامة قائد لواء المدينة على حدّ زعمهم، واحتفلت بعض أجهزة إعلامهم بهذا الإنجاز، ولكن احتفالاتهم لم تدم طويلاً وما نتج عن عمليتهم الاستخباراتية الدقيقة على حد زعمهم مجزرةً راحَ ضحيّتها أكثر من 100 شهيدٍ و289 جريحًا، مُعظمهم من الأطفال، عجزت المُستشفيات المُدمّرة والخالية أصلًا من المعدّات والأدوية من استيعابهم أو إنقاذ حياة مُعظمهم في واحدةٍ من أبشَعِ المجازر في التّاريخ الحديث.
هذه الأجهزة الاستخباريّة الإسرائيليّة التي يدّعي نتنياهو ورهطه أنها تتمتّع بقُدراتِ رصدٍ عاليةِ الدقّة، ها هي تفشل للمرّة الألف، أمام استِخبارات المُقاومة التي نجحت مُجَدَّدًا في فضحها، وتخلّفها، رُغم الأجهزة الحديثة والمُتقدّمة التي في حوزتها.
إنّها المرّة العاشرة تقريبًا التي تدّعي فيها هذه الأجهزة وصولها إلى المُجاهد محمد الضيف واغتياله، وتُمنَى مُجَدَّدًا بالفشل الذّريع.
ختام القول
سيبقى قادة المُقاومة في غُرفة عمليّاتهم تحت الأرض التي يُديرون فيها الحرب الأطول والأكثر تكلفةً لدولة الاحتلال، وفُقدان جيشها لهيبته وردعه، أحد أبرز عناوين الهزائم التي لحقت، وستلحق بها، وتُعجّل بزوالها من الوجود، ولعلّ الأمر الأكثر سخرية هو وضع بايدن وحليفه نتنياهو لقادة المُقاومة على قوائم الإرهاب الإسرائيليّة والأمريكيّة وفرض عُقوبات مُشدّدة عليهم، مِثل مُصادرة أملاكهم ومنعهم من دُخول أوروبا، والولايات المتحدة، وإغلاق حساباتهم في البُنوك العالميّة، فلماذا يذهب السنوار إلى أمريكا أو محمد الضيف أو غيرهم إلى العواصم الأوروبيّة للتسوّق أو لقضاء إجازته الصيفيّة، وهُم الذين لم، ولن يُغادروا أنفاقهم في القطاع إلّا كشُهداء للقاءِ الرّفيق الأعلى.
وستكون هذه المجازر الأكثر تكلفة للكيان الغاصب فهذه الأفعال الإجرامية هي التي ستدفع الشعب لاستمرار على طريق المقاومة، ولن يمر مرتكبوها دون نيل العقاب الذي يستحقّونه، سواءً كانوا سياسيين أو عسكريين، وسيكون مصيرهم أسوأ بكثير من نُظرائهم النّازيين في ألمانيا وغيرها.