الوقت- أعلنت شركة الطيران الوطنية اليمنية (طيران اليمنية)، ليل الاثنين الماضي، أن تحالف العدوان بقيادة السعودية غير جدي في فتح مطار صنعاء بشكل كامل، وذلك بتحديده وجهة واحدة فقط وهي مطار عمان الأردني ومنع الرحلات القادمة والذاهبة لوجهات أخرى من مطار صنعاء الدولي، وأعلنت الشركة أن ما يقوم به التحالف السعودي هو تهرب من التزاماته، وهو ما يظهر عدم جديته في فتح مطار صنعاء الدولي، وهدفه زيادة معاناة الشعب اليمني.
وبناء على الاتفاق بين اليمن والتحالف السعودي قبل عامين، تعهدت الرياض بالوفاء بالتزاماتها، بما في ذلك وقف الغارات الجوية وإعادة فتح المطارات اليمنية، بما في ذلك مطار صنعاء، مقابل وقف إطلاق النار ووقف العمليات الانتقامية للجيش اليمني على المواقع الحساسة داخل المملكة، وفي هذا الصدد، أعربت حكومة تصريف الأعمال اليمنية عن استيائها من ممارسات التحالف السعودي الأمريكي الرامية إلى تشديد الحصار على الشعب اليمني عبر فرض قيود مشددة على مطار صنعاء الدولي.
وأكد وزير النقل بحكومة تصريف الأعمال اللواء عبد الوهاب الدرة يوم الثلاثاء الماضي أن التحالف يسعى باستمرار إلى حظر الرحلات الجوية إلى صنعاء، مشدداً على أن “الشعب اليمني لن يقبل بذلك"، وأشار الدرة إلى أن “القرارات الصادرة عن القيادة الثورية والسياسية واضحة، ونحن ملتزمون بفتح جميع الوجهات أمام الشعب اليمني".
بدوره طالب وزير الإرشاد وشؤون الحج والعمرة نجيب العجي، في المؤتمر الصحفي الذي حضره وكيل وزارة النقل لقطاع النقل الجوي عبدالله العنسي، والقائم بأعمال رئيس مجلس إدارة الخطوط الجوية اليمنية خليل جحاف، ووكيل هيئة الطيران المدني رائد جبل وعدد من ممثلي مكاتب وكالات السفر بصنعاء، بسرعة رفع القيود عن كل المنافذ وفي مقدمتها مطار صنعاء وإعادة فتح المسار الإلكتروني لتسجيل الحجاج عبر مطار صنعاء.
وأكد أن وزارة الإرشاد تبذل جهودا من أجل إعادة الحجاج إلى مطار صنعاء الدولي من خلال مخاطبة السلطات السعودية بنقل الحجاج المتبقين بموجب تعليمات هيئة الطيران المدني السعودي التي تتضمن قيام هيئة الطيران السعودي بنقل الحجاج في حال تخلف الناقل أو تأخره، وذلك من الضمانات المودعة لديها من الناقل، إلا أن الوزارة لم تتلقَ ردا من السلطات السعودية حتى الآن.
ودعا الخطوط الجوية اليمنية لإعادة قيمة تذاكر عودة الحجاج الذين لم يتمكنوا من العودة عبر طيران اليمنية، وحمل وزير الإرشاد النظام السعودي المسؤولية الكاملة عن احتجاز الحجاج، مطالبا بعودتهم عبر مطار صنعاء وتعويضهم، وأدان بيان صادر عن وزارة النقل تلاه نائب وزير النقل محمد الهاشمي، استمرار حظر الرحلات الجوية من وإلى المطارات اليمنية ومنها مطار صنعاء الدولي من قبل تحالف العدوان.
وأوضح أنه وللعام العاشر تستمر دول تحالف العدوان في حظر الرحلات الجوية من وإلى مطارات الجمهورية اليمنية، ومنها مطار صنعاء الدولي المطار الرئيسي الذي يخدم 80 بالمئة من مواطني الجمهورية اليمنية، مُخالفةً بذلك كل القوانين والمعاهدات الدولية، ما يعد انتهاكاً صارخاً وفاضحاً لميثاق الأمم المُتحدة والقانون الإنساني الدولي، واعتبر ما تقوم به دول تحالف العدوان من حظر للرحلات الجوية من وإلى مطار صنعاء حصارا للشعب اليمني في الداخل والخارج.
وأشار البيان إلى أن الإحصائيات تشير إلى وجود الآلاف من المسافرين اليمنيين عالقين خارج البلاد، الأمر الذي يستدعي عودتهم بسرعة إلى مطار صنعاء، بعد أن تقطعت بهم السبل وأصبحوا غير قادرين على تحمل نفقات الإقامة ولا سيما أن أغلبهم سافر لغرض العلاج، في حين أن عشرات الآلاف من المواطنين بحاجة ماسة للسفر إلى الخارج عبر مطار صنعاء لكونهم من الحالات المرضية والإنسانية الحرجة.
وأكد تعمد دول تحالف العدوان اتخاذ سلسلة من الإجراءات لتدمير سوق النقل الجوي وشركات الطيران بالجمهورية اليمنية، وتطرق إلى أبرز الإجراءات التدميرية المتخذة خلال فترة الهدنة لحظر رحلات مطار صنعاء الدولي وشركة الخطوط الجوية اليمنية، ومنها استخدام تحالف العدوان وأدواته الخطوط الجوية اليمنية ورقة للابتزاز السياسي وحصار الشعب اليمني من خلال التشغيل المحدود والمتقطع من وإلى مطار صنعاء والتي لم تخدم سوى ثلاثة بالمئة من الاحتياج للسفر من وإلى المطار.
وأكد البيان تنصل تحالف العدوان عن الالتزام بما تم التوافق عليه في الهدنة منذ أكثر من عامين بشأن فتح ست وجهات من وإلى مطار صنعاء والتي من أبرزها الأردن، ومصر، والهند وغيرها من الوجهات المهمة، بما يخدم الاحتياج الكبير للمرضى والمواطنين المحتاجين للسفر باعتبار الرحلات إلى هذه الوجهات إنسانية، بينما اقتصر التشغيل من مطار صنعاء على وجهة واحدة انحصرت بمطار عمّان فقط.
وعن التدمير الممنهج لشركة الخطوط الجوية اليمنية، أوضح البيان أن" هناك سلسلة من الإجراءات التي يتخذها تحالف العدوان السعودي الأمريكي عبر أدواته، والتي كان آخرها التصريح بنقل كل أصول الشركة إلى عدن، وكذلك الإضرار بوكالات ومكاتب السفر بالجمهورية اليمنية، وإيقاف المبيعات عبرها الأمر الذي يُعد تدميرا لمقدرات الشركة وموظفيها وسوق النقل الجوي في اليمن".
وذكر أنه وفي إطار تضييق الخناق الاقتصادي على الشعب اليمني نتيجة مواقفه المساندة للشعب الفلسطيني، قامت دول تحالف العدوان بالإيعاز لإدارة الشركة في عدن بإقفال أنظمة حجز الرحلات وسحب الصلاحيات لخنق مكاتب ووكالات السفر في المناطق التي لا تخضع لسيطرة العدوان، وصولاً إلى إقفال كل أنظمة الحجز والمبيعات في داخل البلاد وفتحها في دول بالخارج، في إجراء يتنافى مع كل القوانين الدولية المنظمة لهذا الشأن، بهدف تدمير اقتصاد البلد وسوق النقل الجوي وشركة الخطوط الجوية اليمنية.
من جهته، أدان القائم بأعمال رئيس مجلس إدارة الخطوط الجوية اليمنية خليل جحاف ما وصفه بـ “التصرفات التعسفية” للتحالف التي أدت إلى جدولة رحلة واحدة فقط إلى عمان الأردن، مع تخصيص أكثر من 50% من مقاعد الطائرة للبيع خارج اليمن، وأكد جحاف أن “نقل مبيعات التذاكر إلى خارج اليمن يؤدي إلى أعباء إضافية ويزيد من المعاناة على الشعب اليمني”، مطالبًا بـ “رفع القيود عن مطار صنعاء الدولي بشكل كامل”، مشدداً على أن “الحلول الترقيعية والمماطلة مرفوضة نهائياً".
من جانبها، أكدت إدارة شركة الخطوط الجوية اليمنية في صنعاء أن “تحالف العدوان غير جاد في فتح مطار صنعاء الدولي”، مشيرة إلى أن “تخصيص المقاعد للبيع في خارج اليمن هو التفاف واضح على عدم جديته في فتح المطار"، وشددت الشركة على أن “هذه الخطوة غير مقبولة نهائياً، لكونها محاولة لذر الرماد في العيون وتنصلاً من التزامات تحالف العدوان في رفع القيود عن مطار صنعاء الذي يقدّم خدماته الملاحية والإنسانية لثلثي سكان الجمهورية اليمنية".
وأكدت الشركة أنها “أرسلت لتحالف العدوان بجدولة رحلات ثلاث وجهتها القاهرة والهند والأردن لاعتماد التصاريح لها”، مشيرة إلى أن “الرحلات الجوية والوجهات حق من حقوق الشعب اليمنية كفلته القوانين والمواثيق الدولية ومنظمة الطيران المدني الدولي “الايكاو”.
وذكرت إدارة الخطوط الجوية اليمنية في صنعاء في بيان لها أن تحالف العدوان، مستمر في إغلاق مطار صنعاء الدولي بشكل كامل وتخصيص المقاعد للبيع في خارج اليمن، واعتبر البيان ذلك “التفافاً وتنصلاً واضحاً على عدم جديته في فتح مطار صنعاء الدولي بهدف زيادة معاناة الشعب اليمني ورفع الحرج عنه أمام المجتمع الدولي.
وأكد البيان أن هذه الخطوة غير مقبولة نهائياً، لكونها التفافاً على فتح مطار صنعاء ومحاولة لذر الرماد في العيون وتنصلاً من تحالف العدوان عن التزاماته في رفع القيود عن مطار صنعاء الذي يقدّم خدماته الملاحية والإنسانية لثلثي سكان الجمهورية اليمنية، وأفاد بأن الحلول الترقيعية والمماطلة التي ينتهجها تحالف العدوان السعودي غير مجدية ولن تقبل بها القيادة والشعب اليمني، إلا بالفتح الكامل والشامل لمطار صنعاء الدولي. وحملّت إدارة الخطوط الجوية اليمنية بصنعاء تحالف العدوان السعودي كامل المسؤولية في الاستمرار والتعنت لمنعه فتح مطار صنعاء.