الوقت - انقسام واضح وعلني في حكومة الاحتلال الإسرائيلي نتنياهو يسعى جاهدا ليلتقط أنفاسه بعد الدوامه التي أقحم نفسه وجيشه وحكومته به، حيث بدأ بالتمهيد لتوقف الحرب في رفح وهو ما رفضه بشكل قاطع وزير الأمن القومي في حكومة الاحتلال.
حيث قال وزير الأمن القومي الإسرائيلي، إيتمار بن غفير: إن الحرب "إذا توقفت لن أكون في الحكومة"، مشددا على أن "التوصل إلى اتفاق مع حماس ممنوع".
وفي مقابلة أجراها إيتمار بن غفير مع وسائل إعلام إسرائيلية، علق على أحداث الأيام الماضية، قائلا في بداية الحديث: "ممنوع التوصل إلى اتفاق مع حماس، يجب فقط شن حرب ضدهم، إذا توقفت الحرب فلن أكون في الحكومة".
وأضاف الوزير: "كيف يمكن من دون حرب أن يفهم رئيس الحكومة ووزير الأمن أنه من المستحيل التوصل إلى تسوية، نحن نعرف ما يريدون، إنهم يريدون قتلنا".
وأوضح: "رئيس الحكومة كان يعلم جيدا أنه إذا توقفت الحرب فلن أكون هناك، لقد قلت عن غزة، إذا لم تكن هناك حرب فلن أكون هناك، والأمر نفسه في الشمال، يجب أن تكون لدينا حرب في الشمال.. أنا لا أتحدث مع رئيس الحكومة بلغة التهديد، يجب أن نخوض حربا لأننا لا نعقد اتفاقيات مع النازيين".
وعن خدمته العسكرية قال بن غفير:" كنت أريد أن أخدم في الجيش ولم يسمحوا لي، ورأيت أبطالا قالوا لي أنت لست رئيس الأركان.. اتضح أنني كنت على حق وأنكم كنتم جميعا على خطأ".
من جهته صرح وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت عقب جلسة تقييم الوضع في مدينة رفح، بأن حركة "حماس" منهكة وغير قادرة على التعافي، والجيش سيواصل عمله حتى لا تتمكن الحركة من إعادة بناء قوتها.
فيما كثف الجيش الإسرائيلي هجماته على حي الشجاعية حيث نفذ الطيران الحربي سلسلة غارات على الحي الواقع شرق مدينة غزة.
وفي سياق متصل أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأن رئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو صرح بأنه سيتم الإعلان خلال أيام نهاية عملية رفح.
وذكرت القناة 13 العبرية أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو سيعلن في الأيام المقبلة أن عمليات الجيش الإسرائيلي في رفح تقترب من نهايتها وأن "إسرائيل" تضع نصب عينيها المرحلة الثالثة من الحرب.
وقال مسؤول إسرائيلي كبير للقناة 13: إن "العمليات ستستمر مع الغارات والضربات الجوية ولن تنتهي الحرب".
وأضاف: "سنتصرف أينما وجدت معلومات استخباراتية حول نشاط حماس".
وكان بن غفير، الذي يرأس حزب قوة يهودية اليميني المتطرف، ووزيران آخران من حزبه قد صوتوا ضد اتفاق الهدنة الإنسانية المؤقتة بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) و"إسرائيل" الذي أُعلن فجر الأربعاء الماضي.
يذكر أن رئيس الوزراء الإسرائيلي تعهد في حديثه لإحدى وسائل الإعلام العبرية بالاستمرار في حربه على غزة حتى تحقيق "جميع الأهداف" التي ترمي إليها "إسرائيل" من وراء الحرب، وهي إعادة جميع الأسرى والمحتجزين الإسرائيليين لدى المقاومة الفلسطينية في غزة، و"القضاء على حركة حماس"، والتأكد من أن مقاليد الأمور في غزة لن تكون بيد "من يدعم الإرهاب"، على حد تعبيره، وضمان أن غزة "لن تشكل تهديدا مستقبليا لإسرائيل".
وفي السياق ذاته أعلنت قطر -فجر الأربعاء- نجاح جهود الوساطة المشتركة مع مصر والولايات المتحدة بين "إسرائيل" وحركة حماس، إذ أسفرت عن التوصل إلى اتفاق على هدنة إنسانية في غزة تستمر 4 أيام قابلة للتمديد، على أن يتم الإعلان عن توقيت بدئها خلال 24 ساعة.
ويشمل الاتفاق تبادل 50 من الأسرى من النساء المدنيات والأطفال في قطاع غزة في المرحلة الأولى، مقابل إطلاق سراح عدد من النساء والأطفال الفلسطينيين المحتجزين في السجون الإسرائيلية، على أن تتم زيادة أعداد المفرج عنهم في مراحل لاحقة من تطبيق الاتفاق.
كما ستسمح الهدنة بدخول عدد أكبر من القوافل الإنسانية والمساعدات الإغاثية، بما فيها الوقود المخصص للاحتياجات الإنسانية.
وكان من المفترض أن تدخل الهدنة حيز التنفيذ الخميس، لكن رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنغبي، قال: إن إطلاق سراح المحتجزين في قطاع غزة لن يبدأ قبل الجمعة، وأكد أن المفاوضات من أجل إطلاق سراح المحتجزين مستمرة وتشهد تقدما.
ومن جانبها، قالت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي أدريان واتسون: إن الأطراف تعمل على وضع التفاصيل اللوجستية النهائية لاتفاق الهدنة بغزة، معربة عن أملها في أن يبدأ تنفيذ اتفاق الهدنة في غزة.
ويرى محللون أن حكومة نتنياهو وصلت مرحلة الشجار العلني، ويكفي أن حكومة الاحتلال لم تعقد مؤتمرا صحفيا مشتركا بل بدا جليا أن غالانت في واد، ونتنياهو في واد، والشاباك والشين بيت في واديين منفصلين آخرين تماما، وعدم التنسيق بينهم واضح تماما، كما أن الخطط العسكرية الإسرائيلية ليس فيها ابتكار جديد خارج الصندوق، بل إنها تعيد إنتاج الخطط التي يعرفها الفلسطينيون في غزة على الأقل منذ 14 سنة مضت.
وترى بعض التحليلات أن عمر نتنياهو السياسي انتهى عمليا، والأسباب تعود لعوامل مختلفة فبطء استجابته ووقوعه تحت تأثير الصدمة، وبطء استجابة الأجهزة الأمنية والعسكرية الإسرائيلية ناهيك عن عدم التنبؤ أو على الأقل عدم الاستعداد للعملية التي قامت بها حماس.
وكان وزير الأمن القومى الإسرائيلى إيتمار بن غفير هدد في بداية الحرب على قطاع غزة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بالاستقالة من الحكومة إذا لم يستأنف القتال ضد حماس في قطاع غزة بعد صفقة إطلاق سراح الأسرى والرهائن.
وقال إيتمار بن غفير "ليس لدينا ما نفعله في الحكومة".