الوقت- أقرت مصادر صهيونية، بقدرات حزب الله الاستثنائية على المستوى الاستخباراتي، وأعلنت أنه لا يوجد هدف في الشمال لا يستطيع حزب الله استهدافه، وأن هذا الحزب سيعيد "إسرائيل" تدريجياً إلى العصر الحجري، وفي حين تخصص الأوساط ووسائل الإعلام الصهيونية معظم محتواها لدراسة قدرات حزب الله على مختلف المستويات في الحرب مع "إسرائيل" والتعبير عن قلقها منها، فقد نشر موقع "ناصيف نت" العبري في مقال عن الضربات الكبيرة التي تلقاها حزب الله خلال الحرب في الفترة الأخيرة، وأشار إلى القدرات الاستخباراتية العالية جداً التي تتمتع بها المقاومة اللبنانية، وأكد أن: "حزب الله سيدخل إسرائيل تدريجياً إلى العصر الحجري".
حزب الله يعيد "إسرائيل" إلى العصر الحجري
وأضاف هذا الموقع الصهيوني: "ما تم التحذير منه منذ عدة أشهر، أي عودة إسرائيل إلى العصر الحجري على يد حزب الله، يحدث اليوم، وقد ألحق حزب الله أضراراً كبيرة بأنظمة الاستخبارات والرادار والعديد من أنظمة الإنذار التابعة للجيش الإسرائيلي، وشكك في قدرة هذا الجيش على إصدار التحذيرات، وفي الوقت نفسه، فإن الرأي العام الإسرائيلي في كثير من الأحيان لا يكون على علم بهذه الحقائق"، وفي استمرار هذا المقال، في إشارة إلى سياسة الرقابة في الجيش الإسرائيلي، جاء ما يلي: الإسرائيليون يعرفون القليل جدًا عن الحقيقة؛ وحتى بعد صدور مشاهد وثائقية لإنجازات حزب الله.
القدرة الاستخباراتية لـ"حزب الله" في أعلى مستوياتها
وفي مواصلة لمقاله اعترف الموقع الصهيوني المذكور بدقة المعلومات التي جمعها حزب الله، وأعلن: "أن القوة الاستخباراتية لحزب الله تضاهي المنظمات الاستخباراتية الغربية المتقدمة، وأن هذا الحزب لديه قدرة كبيرة على الرصد وجمع المعلومات الدقيقة وتوثيقها، ويجب أن نقول إنه من دون أي غموض، لا يوجد هدف في شمال إسرائيل (فلسطين المحتلة) لا يستطيع حزب الله استهدافه".
وحسب هذه المذكرة، فقد اختبر حزب الله قبل بضعة أشهر نقاط القوة والضعف لدى الجيش الإسرائيلي في اعتراض الطائرات دون طيار المتفجرة، وتم تدريب قوات حزب الله على إطلاق طائرات دون طيار من خلال الكاميرات بدلا من كيان تحديد المواقع العالمي (GPS)، ودقة هذه الطائرات دون طيار عالية جدا، وأكدت وسائل الإعلام العبرية: "أن حزب الله يمتلك طائرات دون طيار متطورة يمكنها التشويش على الرادار وتستخدم تكنولوجيا التهرب من الرادار لتجنب اعتراضها".
المواقع الحساسة لـ"إسرائيل" التي استهدفتها عمليات "حزب الله"
واصلت وسائل الإعلام العبرية المذكورة نشر قائمة بمواقف الكيان الصهيوني الحساسة التي استهدفتها المقاومة الإسلامية اللبنانية، ونجح حزب الله في عملياته ضدها، وتشمل هذه الأهداف: "المنشآت الصناعية والعسكرية، المصانع الأمنية، أنظمة الدفاع، مبنى مدني يستخدمه الجيش الإسرائيلي 504 كقاعدة عسكرية، أنظمة الإنذار التابعة للجيش الإسرائيلي، أنظمة اتصالات الطوارئ، ومنشآت تكرير النفط".
وبناء على ذلك فإن المواقع التي استهدفها حزب الله تشمل قواعد ومنشآت تابعة للجيش الإسرائيلي، منها قواعد جوية، وقواعد استخباراتية، ووحدة مراقبة جوية، وقاعدة المنطقة الشمالية، وقاعدة تخزين الصواريخ في الشمال، وقاعدة الناعورة، إلخ... ومنشآت هاجيت ومقر لواء جولاني ومنشآت رافائيل وقاعدة المعلومات في صفد هي أيضًا مواقع أخرى لجيش الكيان الصهيوني استهدفها حزب الله وتم ذكرها في هذا المقال، وبالطبع فإن قائمة المواقع التي استهدفها حزب الله في عملياته ضد كيان الاحتلال أطول بكثير، وقد ذكرت وسائل الإعلام الصهيونية ذلك أيضاً.
إخلاء المستوطنات الشمالية هو أكبر إنجاز لـ"حزب الله"
من جهة أخرى، أعلن أفوري غوردين، قائد المنطقة الشمالية في جيش الكيان الصهيوني، خلال حديثه مع سكان بلدة مانوت في الجليل الغربي، عن إخلاء عشرات البلدات الشمالية في "إسرائيل" فلسطين المحتلة، وهو ما تم اعتباره أكبر إنجاز لحزب الله، كما أشار "أدار غيتسيس" مراسل القناة 12 التابعة للكيان الصهيوني في الجبهة الشمالية لفلسطين المحتلة، إلى الوضع الفوضوي الذي تشهده المستوطنات الشمالية وأعلن أنه: "خلال الأيام الثلاثة الماضية تم إطلاق أكثر من 300 صاروخ باتجاه منطقة شمال "إسرائيل" فلسطين المحتلة، ودخلت هنا أيضا 16 طائرة دون طيار وهذا يشكل تحدياً كبيراً للأجهزة الأمنية والعسكرية الإسرائيلية، فيما لم يتغير شيء في أوامر الجبهة الداخلية".
وأضاف: "من الآن فصاعدا، لا يمكننا التنبؤ بالمكان الذي سيهاجم فيه حزب الله، والآن أصبحت المستشفيات في الشمال أيضًا على أهبة الاستعداد، وتم إنشاء أجنحة تحت الأرض في نهاريا وفي حيفا أيضًا، وهي جاهزة لعلاج الجرحى المحتملين".
وسائل الإعلام الأمريكية تؤكد صحة إحصائيات "حزب الله" عن أعداد الفارين الصهاينة
إضافة إلى ذلك، فبينما حاولت وسائل الإعلام الصهيونية، في أعقاب سياسة الرقابة العسكرية التي يتبعها هذا الكيان، إخفاء أعداد الضحايا وكذلك أعداد النازحين من الجبهة الشمالية لفلسطين المحتلة، وادعت أن عشرات الآلاف من النازحين نزحوا ومن هذه المنطقة أعلنت مجلة نيوزويك الأمريكية في تقرير لها: أن "عدد الإسرائيليين الذين نزحوا من منازلهم في الشمال بسبب هجمات حزب الله يصل إلى 200 ألف شخص، وهذا مخالف للإحصائيات التي أعلنها الجيش الإسرائيلي الذي أعلنه وأن 60 ألف إسرائيلي نزحوا من الشمال".
وقبل ذلك، تحدث مسؤولون في حزب الله مرات عديدة عن تهجير 200 ألف إنسان في شمال فلسطين المحتلة، وفي هذا السياق تحدثت وسائل الإعلام العبرية بشكل واسع عن الوضع الفوضوي الذي يعيشه سكان المستوطنات الشمالية لفلسطين المحتلة، وأكدت: أن المستوطنين في هذه المنطقة يدفعون ثمنا باهظا وهم متعبون، وذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية أن المستوطنين في الشمال يشعرون باكتئاب شديد ويتساءلون عما يجب فعله لإنهاء كابوس صواريخ حزب الله.
هذا الإعلام الصهيوني نقل عن أحد المستوطنين في الجليل وأعلن أن الإسرائيليين يعيشون هنا وسط صواريخ حزب الله والوضع رهيب، وذكرت يديعوت أحرونوت أنه: "منذ أكتوبر، انهار المجتمع الإسرائيلي في الشمال، وتم تدمير الاقتصاد وفقد الكثيرون وظائفهم، في حين يرى سكان البلدات الشمالية أن مجلس الوزراء تركهم ليعتادوا على العيش في ظل الحرب".
كما حذرت "ميراف زونزين" كبيرة المحللين الصهيونيين في مجموعة الأزمات الدولية، في مقال نشرته صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، من تأثير عمليات حزب الله في شمال فلسطين المحتلة، وأكدت أن المستوطنات الشمالية أصبحت المناطق المهجورة منذ بداية الحرب، وقال هذا المحلل الصهيوني: "من الواضح تماماً أنه دون وقف إطلاق النار في غزة، فإن الوضع في الشمال يمكن أن يتطور بسرعة إلى حرب واسعة النطاق بين إسرائيل وحزب الله"، وارتبطت جبهة غزة وجنوب لبنان ببعضهما البعض منذ بداية الحرب، ودخل حزب الله في صراع مع الجيش الإسرائيلي لدعم غزة.
وفقًا لهذا المقال، منذ أكتوبر 2023، تخوض "إسرائيل" حرب استنزاف قاسية مع حزب الله، الذي يحتاج إلى قوة بشرية مستقرة وقوية وموارد عسكرية لمواصلة هذه الحرب، كان للإخلاء الجماعي للمستوطنات الإسرائيلية من سكانها في الشمال وإنشاء منطقة عازلة عواقب وخيمة على "إسرائيل"؛ لأن حزب الله كان قادراً على القتال بحرية أكبر واستهدف بشكل متكرر مناطق واسعة مثل كريات شمونة ومطلة ومرليوت، وأضاف المحلل الإسرائيلي المذكور: "من الواضح أن استمرار الحرب مستمر في تدمير العديد من المنازل والبنى التحتية في الشمال، ولا يزال عشرات الآلاف من الإسرائيليين الذين نزحوا من هذه المنطقة لا يعرفون متى سيتمكنون من العودة إلى ديارهم، أو إذا كانت هناك عودة على الإطلاق".