الوقت - في تقرير من طهران، يقول مراسل سي إن إن فريدريك بلايتن: لقد أتيحت لنا فرصة نادرة لزيارة معرض قدرات القوات الجوفضائية للحرس الثوري الإيراني في غرب طهران، والذي يعرض القدرات الجوية والفضائية، بما في ذلك أنواع الأسلحة التي تم استخدامها ضد "إسرائيل" الشهر الماضي.
ورداً على سؤال حول عدد الصواريخ الباليستية التي أطلقتها إيران على "إسرائيل" في هجوم الـ14 من أبريل/نيسان، يبتسم العميد "علي بلالي"، مستشار قائد القوات الجوفضائية في الحرس الثوري الإيراني، ويقول: "عليكم أن تسألوا الإسرائيليين"، لكنه سعيد للغاية بالإعلان عن الصواريخ والطائرات دون طيار التي استخدمتها إيران في أول هجوم مباشر لها على "إسرائيل"، "لقد كان إجراءً عقابيًا".
فبعد أسبوعين من اقتراب الشرق الأوسط من شفا حرب شاملة، وإطلاق إيران مئات الصواريخ والطائرات دون طيار على "إسرائيل"، رداً على الغارة الجوية الإسرائيلية على مبنی السفارة الإيرانية في دمشق، تحرص طهران على أن تظهر للعالم أنها تمتلك مثل هذه القدرات، وأنها قادرة على التعامل مع صراع أوسع إذا واجهته.
في المعرض الدائم للقوة الجوفضائية التابعة للحرس الثوري الإيراني، تم عرض العشرات من الصواريخ الباليستية الطويلة والمتوسطة المدى، إلى جانب صواريخ كروز وطائرات دون طيار، ما يظهر التقدم الذي أحرزه برنامج الطائرات دون طيار والصواريخ الإيراني.
ويقول العميد بلالي: "اليوم أصبحت طائراتنا دون طيار وصواريخنا، عاملاً مهماً للقوة وممارستها في العالم، وقد حقّق الوابل الضخم من الطائرات دون طيار والصواريخ التي أطلقتها إيران ضد الکيان الإسرائيلي، نجاحًا كبيرًا، وشمل الهجوم الإيراني على الکيان الإسرائيلي، طائرات دون طيار وصواريخ باليستية وصواريخ كروز، وأراد الناتو وأمريكا وضع العراقيل أمام طائراتنا دون طيار وصواريخنا، لكنهم فشلوا".
وذكر الإيرانيون أنهم نجحوا في مهاجمة نقطتين داخل "إسرائيل"، بما في ذلك قاعدة "نيفاتيم" الجوية في صحراء النقب، العميد علي بلالي وهو يقف أمام صاروخي "قدر وعماد" الباليستيين المستخدمين في الهجمات على "إسرائيل"، يقول: بالضبط، أقل من 5 أمتار!
يبلغ مدى هذه الصواريخ أكثر من 1000 ميل، ويمكنها حمل رؤوس حربية يتراوح وزنها بين 450 و500 كيلوغرام، ويحمل صاروخ آخر يسمى "خيبر"، والذي تم استخدامه أيضًا، رأسًا حربيًا يزن 320 كجم.
لطالما كانت الصواريخ الباليستية الإيرانية مصدر قلق للولايات المتحدة وحلفائها، الذين دعوا إلى فرض قيود على البرنامج الصاروخي، كجزء من أي اتفاق تبرمه واشنطن مع طهران.
وتقول الولايات المتحدة إن إيران تمتلك أكبر قوة صاروخية باليستية في الشرق الأوسط، وتعتبر قدرتها الصاروخية رادعًا رئيسيًا، وأكدت إيران في الماضي أن برنامجها الصاروخي مخصص للأغراض الدفاعية فقط.
وقال جون كريزيزانياك، الباحث في مشروع ويسكونسن للحد من الأسلحة النووية في واشنطن: إنه قبل الهجوم على "إسرائيل"، نفّذت إيران ما لا يقل عن خمس هجمات صاروخية باليستية كبيرة عبر الحدود في المنطقة؛ حيث استهدفت بهجومين "داعش" في سوريا، وبثلاث هجمات القوات الأمريكية والميليشيات الكردية والمخابرات الإسرائيلية في العراق.
ويُعرض في معرض القوات الجوفضائية للحرس الثوري الإيراني أيضًا طائرة أمريكية دون طيار من طراز RQ-170 من صنع شركة لوكهيد مارتن، والتي أسقطتها إيران في عام 2011.
كانت الطائرة دون طيار هذه جزءاً من مهمة استطلاع تابعة لوكالة المخابرات المركزية، شارك فيها مجتمع الاستخبارات والأفراد العسكريون المتمركزون في أفغانستان، وبعد ثلاث سنوات، أعلنت إيران أنها نجحت في استنساخ هذه الطائرة دون طيار، والطائرات دون طيار مهمة بالنسبة لإيران مثل أهمية الصواريخ.
ويعرض هذا المعرض المراحل المختلفة لتطوير الطائرات دون طيار، من الطائرات الخشبية الصغيرة المستخدمة في الحرب العراقية الإيرانية، إلى النماذج الخفية، ومن أبرزها طائرة "شاهد 136"، وهي طائرة انتحارية دون طيار منخفضة التكلفة يتم تخطيط مسار الطيران لها، ويتم إطلاق الطائرة دون طيار هذه ثم تحلق بشكل مستقل إلى المنطقة المعنية، وقد استخدم الإيرانيون عشرات الطائرات دون طيار من طراز "شاهد 136" لاستهداف "إسرائيل".