الوقت - منذ بدء الحرب في أكتوبر 2023، واجه الكيان الصهيوني مفاجآت كبيرة سواء من مقاتلي حماس أو على الحدود الشمالية والاشتباك مع حزب الله اللبناني.
في الأشهر الأربعة الماضية، لم يسر الوضع أبداً وفقاً لرغبات الصهاينة؛ كل التوقيتات والخطط الميدانية للجيش الإسرائيلي والأهداف المبالغ فيها التي وضعت، باءت بالفشل؛ لقد خططوا للقضاء على القوة العسكرية لحماس بشكل كامل في فترة زمنية قصيرة، وطرد أو اغتيال قادة الحركة في قطاع غزة وإعادة احتلال هذه المنطقة، لكنهم الآن مجبرون على سحب العديد من وحداتهم القتالية من أطراف مدينة غزة لمنع العديد من الكمائن التي نصبها المقاتلون الفلسطينيون وارتفاع عدد القتلى بشكل كبير.
تدمير المعدات الصهيونية في غزة
وعلى الرغم من أن المقاومة في قطاع غزة تستخدم الأسلحة الخفيفة والمتوسطة الأكثر بدائية مثل قذائف ياسين في المعركة مع المدرعات والآليات التابعة للجيش الإسرائيلي مقارنة بالعدو المدجج بالأسلحة، إلا أنها تمكنت من إلحاق خسائر كبيرة وخاصة في صفوف قوات التوغل الإسرائيلية المدرعة.
ويزعم موقع "Armada Rotta" الأمني، الذي أعد قائمة بالمعدات الإسرائيلية المتضررة منذ اليوم الأول للمعركة، بناء على الصور التي نشرها الجانبان، أن ما لا يقل عن 195 من المعدات العسكرية للجيش الإسرائيلي دمرت أو تضررت في المعركة الأخيرة و(من الطبيعي أن تكون الإحصائيات الحقيقية أعلى بكثير من الرقم أعلاه).
لكن حتى العدد المذكور يشمل 41 وحدة دبابة رئيسية في ساحة معركة الميركافا الإسرائيلية؛ بينما، يزعم بعض المسؤولين الصهاينة، ومن بينهم يوآف غالانت، وزير الحرب في الكيان الصهيوني، أن لديهم القدرة على مهاجمة لبنان والاشتباك مع المقاومة في هذا البلد، الأمر الذي من المحتمل أن يتسبب في أضرار تصل إلى 10 أضعاف التي يلحقها قطاع غزة بالعدو الصهيوني.
دخول صواريخ "Top Attack" التابعة لحزب الله إلى المعركة
في الأشهر الأخيرة، نُشرت العشرات من مقاطع الفيديو للهجمات الصاروخية التي نفذها حزب الله اللبناني ضد معدات عسكرية أو مواقع تجسس تابعة للكيان الصهيوني على طول الشريط الحدودي مع لبنان أو مزارع شبعا المحتلة.
واستخدمت في هذه الهجمات مجموعة واسعة من الصواريخ المضادة للدروع مثل كورنيت وكونكورس وتاو وماليوتكا وغيرها، بالإضافة إلى صواريخ مدفعية من مختلف العيارات وطائرات مسيرة انتحارية موجهة، والتي ألحقت أضرارا جسيمة بأجهزة تجسس الكيان الصهيوني على الشريط الحدودي أو داخل الأراضي المحتلة بعمق عدة كيلومترات.
لكن بالأمس، في الفيديو الذي نشرته العلاقات الإعلامية لحزب الله، هناك إشارة مباشرة إلى استخدام "سلاح خاص" للهجوم على موقع تجسس الرادار الإسرائيلي في موقع جل العلم.
تم تسجيل الفيديو مباشرة من خلال عدسة كاميرا بصرية مثبتة على صاروخ مضاد للدروع، والذي، نظرا لنموذج طيرانه وهجومه من الأعلى، يندرج ضمن فئة صواريخ "Top Attack".
والحقيقة أن هذا الفيديو كان دليلاً على حصول قوى المقاومة اللبنانية على هذا السلاح وبدء استخدامه، ويشبه أداء الصاروخ الذي يستخدمه حزب الله، والذي لم يتم الكشف عن اسمه ومواصفاته بعد، أداء صواريخ Top Attack الشهيرة مثل صاروخ “جافلين” الأمريكي أو حتى سبايك الصهيوني.
بالإضافة إلى آلية الهجوم من أعلى، والتي تستخدم لاستهداف أفضل ضد مواقع الرادار والاتصالات أو مهاجمة المعدات المدرعة من أضعف منطقة فوق البرج، هناك ميزة أخرى مهمة لهذا الصاروخ وهي قدرة "أطلق وانسى" والتي يعتبر استخدامها في الصواريخ المضادة للدروع الموجهة الحديثة في العالم عاملا حيويا.
إن الصواريخ التي تتمتع بهذه القدرة تسمح للمستخدم بمغادرة المنطقة مباشرة بعد الإقفال الأولي للصاروخ على الهدف، ويتم إرسال الصاروخ إلى الهدف دون الحاجة إلى التوجيه في منتصف المسار ويصيبه بدقة عالية.
الميزة الثالثة الأهم للصاروخ الذي يستخدمه حزب الله، حسب ما يمكن إثباته في نهاية الفيديو، هي قدرة "Man in the Loop"؛ وتشير هذه القدرة إلى الصواريخ التي، بالإضافة إلى كونها آلية هجوم "أطلق وانسى"، تسمح للمستخدم بتغيير الهدف في مرحلة الغوص النهائية وتغيير الهدف الأكثر أهمية أو ذو الأولوية العالية في اللحظات الأخيرة ومن المثير للاهتمام أن الصاروخ المضاد للدروع الشهير "جافلين" يفتقر إلى هذه القدرة المهمة، وليس قادرا على تغيير هدفه بعد إطلاقه.
إن تجهيز مقاتلي حزب الله بصواريخ "توب أتاك" سيشكل تهديداً خطيراً لأي مغامرة محتملة للكيان الصهيوني في جنوب لبنان في المستقبل القريب؛ حيث تسمح الصواريخ المذكورة لمستخدمي مضادات الدروع بإطلاق النار على المعدات المدرعة للعدو بسرعة عمل أكبر من استخدام الصواريخ الموجهة بالليزر أو السلكية وترك مواقعهم على الفور، ما يقلل من خطر اكتشافهم من قبل طائرات التجسس التابعة للكيان الصهيوني بشكل ملحوظ.