الوقت- بينما يتواصل تحليل الخطاب الأخير للسيد "حسن نصر الله"، الأمين العام لحزب الله، في الأوساط الصهيونية، أعلنت وسائل إعلام هذا الكيان أن السيد حسن نصر الله هو الزعيم الأكثر لباقة وذكاء في المنطقة.
وفي هذا السياق، أعلنت صحيفة معاريف العبرية أن كلام نصر الله، إضافة إلى مهارته في طرح التفاصيل والأفكار، احترافي للغاية على المستوى السياسي والدبلوماسي.
ويذكر في بقية هذا التقرير أن نصر الله عدو «مخادع» ل"إسرائيل" ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن نتعامل معه، أداء نصر الله في الأشهر الأخيرة يظهر أن لديه هدفاً محدداً ويعرف حدود هدفه جيداً.
من ناحية أخرى، ذكرت وسائل إعلام عبرية أن خطة الأمين العام لحزب الله لإجبار عدد كبير من قوات الجيش الإسرائيلي على البقاء في الجبهة الشمالية كانت ناجحة.
وقال "عمير رابابورت"، محلل الشؤون العسكرية في موقع "إسرائيل ديفينس" العبري، في هذا السياق، إن أهم أحداث الحرب هذا الأسبوع كانت تتعلق بالجبهة الشمالية؛ حيث إن الهجمات والعمليات الإرهابية التي نفذتها "إسرائيل" رفعت بشكل كبير سقف ردود حزب الله، وشن حزب الله هجوما صاروخيا قويا على قاعدة المارون الجوية يوم السبت من الأسبوع الماضي، ويوم الثلاثاء هجوما كبيرا على قاعدة القيادة الشمالية للجيش الإسرائيلي بالقرب من منطقة صفد.
وأشار إلى أن الهجمات المذكورة ليست الرد النهائي لحزب الله على هجمات "إسرائيل"، ولكي نفهم هذه القضية يجب أن نعود إلى 8 أكتوبر 2023؛ حيث أعلن نصر الله انضمام حزب الله إلى الحرب ضد "إسرائيل" وفتح الجبهة الشمالية ضده، وكان هدف نصر الله هو جذب عدد كبير من قوات الجيش الإسرائيلي إلى الجبهة الشمالية حتى يتمكن حزب الله من دعم قوات غزة وحماس.
وتابع هذا المحلل الصهيوني، بدل أن يتم إنشاء الحزام الأمني في لبنان، تم إنشاء الحزام الأمني داخل "إسرائيل" (فلسطين المحتلة)، وهي المرة الأولى التي يضطر فيها المستوطنون الإسرائيليون إلى الفرار من المنطقة الشمالية، وتشير العديد من التحليلات في المؤسسات الأمنية إلى أن إخلاء المستوطنات الشمالية، وخاصة كريات شمونة، كان تصرفاً متسرعاً وخاطئاً، لأن هذا ما أراده حزب الله وهو يعطي الشرعية والإذن لهذا الحزب بتنفيذ هجمات صاروخية ضد المستوطنات الإسرائيلية، لأنه لو لم يتم إخلاء المستوطنات فلن يهاجم حزب الله المنازل السكنية والمواقع المدنية.
ومضى يقول إن هدف حزب الله هو إدخال "إسرائيل" في حرب استنزاف كاملة وهذا الوضع سيستمر طالما استمرت الحرب الإسرائيلية على غزة، هذا بينما من المتوقع أن تستمر الحرب في غزة لفترة طويلة وأن حدتها ستزداد، ومن ناحية أخرى، يتعين على "إسرائيل" أن تطمئن مستوطني المنطقة الشمالية للعودة إلى منازلهم، وهو ما يتطلب قطع الاتصال بين الجبهة اللبنانية وغزة، ولكن كيف؟
كما أشار هذا الخبير الصهيوني إلى عدة فرضيات حول الجبهة الشمالية، وأوضح أن القدرات العسكرية لحزب الله كبيرة جداً والملامح الجغرافية للحرب في لبنان تخلق تحدياً أكبر وفي الوقت نفسه تخوض "إسرائيل" تحدياً عسكرياً أكبر في غزة.
ولفتت وسائل إعلام عبرية، الخميس، إلى أن السيد حسن نصر الله أستاذ في إدارة الحرب وحقق العديد من الإنجازات في هذا المجال، وقوة حزب الله الهجومية مستمرة في التزايد وهذا الحزب يستهدف منطقة الشمال بأكملها بالإضافة إلى وسط "إسرائيل" (فلسطين المحتلة).
وقال غيرشون كوهين، ضابط الاحتياط في الجيش الصهيوني: إن السيد حسن نصر الله كان ولا يزال أستاذاً في إدارة الحرب، وإنه يركز بشكل رئيسي على إضعاف معنويات الإسرائيليين، لقد وقعت "إسرائيل" مرة أخرى في فخ نصر الله، وحقق حزب الله لنفسه إنجازاً استراتيجياً غير مسبوق بإخلاء المستوطنات الشمالية ل"إسرائيل" (فلسطين المحتلة) وتحويل هذه المنطقة إلى ساحة معركة.