الوقت- أضحت الحرب التي يشنها كيان الاحتلال الاسرائيلي على غزة واضحة المعالم ، فالعدد غير المسبوق من الضحايا في غزة و الذي يحدث جنبًا إلى جنب مع التدمير والاستهداف واسع النطاق والممنهج لجميع أنواع البنية التحتية المدنية بما في ذلك المدارس والجامعات والمستشفيات وسيارات الإسعاف والمساجد والكنائس والمراكز الثقافية والمنازل والمباني السكنية الشاهقة والملاجئ، وحتى مرافق الأمم المتحدة ومبانيها قد أعطى هذه الحرب صفة الإبادة الجماعية بامتياز، ما دفع تحالف لمجموعة من المدافعين عن حقوق الإنسان والخبراء من جميع أنحاء الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، لتوجيه رسالة مكتوبة إلى رئيس الدورة 78 للجمعية العامة للأمم المتحدة السيد “دينيس فرانسيس”، لدعوته إلى إعلان الفظائع التي ترتكبها "إسرائيل" في غزة بمثابة إبادة جماعية في طور التكوين.
مطالبات حقوقية بفضح جرائم كيان الاحتلال
طالبت الرسالة التي قدمتها مجموعة من المدافعين عن حقوق الإنسان السيد فرانسيس، وممثلي الدول الأعضاء في الجمعية العامة للأمم المتحدة، المبادرة بإعلان موقف واضح بشأن أعمال الإبادة الجماعية التي ترتكبها "إسرائيل" في قطاع غزة منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي.
وأبرزت الرسالة أن عدد المدنيين الفلسطينيين الذين استشهدوا في قطاع غزة خلال شهرين تجاوز 23000 بينهم أكثر من 9000 طفلا وأكثر من 4600 من النساء، بما يشمل نحو 7 آلاف مفقود عالقين تحت أنقاض منازلهم أو مصيرهم مجهول، فيما أصيب أكثر من 46000 ألف آخرين بجروح.
وقالت الرسالة إن هذا العدد غير المسبوق من الضحايا في غزة يحدث جنبًا إلى جنب مع التدمير والاستهداف الواسع النطاق والممنهج لجميع أنواع البنية التحتية المدنية بما في ذلك المدارس والجامعات والمستشفيات وسيارات الإسعاف والمساجد والكنائس والمراكز الثقافية والمنازل والمباني السكنية الشاهقة والملاجئ، وحتى مرافق الأمم المتحدة ومبانيها.
وأشارت إلى التهجير القسري لمئات الآلاف من سكان غزة وفرض حصار كامل على القطاع بأكمله، بقطع جميع إمدادات الكهرباء والوقود ومنع دخول الغذاء والماء والدواء إلا بجزء بسيط لا يلبي الحد الأدنى.
وأكدت الرسالة أن هذه الأفعال مجتمعة تجعل غزة غير صالحة للسكن وتشكل إبادة جماعية واضحة تهدف إلى تدمير مجموعة ما جزئيًا أو كليًا؛ وخلق الظروف التي من شأنها أن يؤدي إلى انهيار الجماعة؛ وإلحاق أضرار جسدية أو عقلية خطيرة بالمدنيين.
ورصدت الرسالة مجموعة سمات واضحة لا تقبل الجدل لأعمال الإبادة الجماعية التي ترتكبها "إسرائيل" في غزة، تشمل القتل الجماعي، والتهجير القسري، والتجويع الجماعي المتعمد، وتدمير البنية التحتية الحيوية، إلى جانب الحرمان من إنقاذ الحياة والرعاية الصحية الحرجة العاجلة، ومقتل عدد كبير من الأطفال، وتزايد خطاب الإبادة الجماعية والتحريض على قتل وتجريد السكان الفلسطينيين من إنسانيتهم في غزة.
وأكدت الرسالة أن الدول الأعضاء في الجمعية العامة للأمم المتحدة، يقع على عاتقها واجب دعم ميثاق الأمم المتحدة والوفاء بولايته من خلال منع الأعمال التي تهدف إلى تدمير وجود مجموعة من الناس كليًا أو جزئيًا.
وشددت على أنه لا يوجد نقص في الأطر القانونية الدولية التي تعتبر تصرفات "إسرائيل" بمثابة إبادة جماعية قيد الإعداد، بما في ذلك اتفاقية الأمم المتحدة لمنع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها، ما يشير إلى الحاجة الملحة لأن يقوم المجتمع الدولي بمعالجة هذه الأزمة بشكل عاجل.
وأكدت الرسالة على رفض اعتبار الهجمات الإسرائيلية المميتة على غزة “عشوائية” أو أنها تسبب “أضراراً جانبية” إلى حد كبير، بل هي هجمات مستهدفة بالقنابل والصواريخ الموجهة بدقة.
ولفتت الرسالة إلى بيان العشرات من المقررين الخاصين التابعين للأمم المتحدة في 15 تشرين الثاني/نوفمبر 2023، والذي دعوا فيه المجتمع الدولي إلى وقف الإبادة الجماعية التي تحدث في غزة الآن.
وطالبت رسالة الحقوقيين، المجتمع الدولي بإعلان موقف واضح بشأن مسألة أعمال الإبادة الجماعية التي ترتكبها "إسرائيل" في غزة، بالإعلان عن هذه الأفعال على هذا النحو، وتوفير الوسائل اللازمة لوضع حد للفظائع التي ترتكبها "إسرائيل" ومحاسبتها.
مسلسل تدمير المستشفيات و المدارس في غزة منذ 7 أكتوبر
بعد أكثر من شهرين على اندلاع الحرب إثر هجوم غير مسبوق لحماس على "إسرائيل"، تحول الوضع في غزة لما يشبه الجحيم على الأرض حسب المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) فيليب لازاريني بعد عرض تسجيل مصور يظهر نسف مدرسة تابعة للوكالة تأوي نازحين.
من جهة أخرى اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلية مؤخراً مستشفى “كمال عدوان” في بيت لاهيا شمال القطاع، بعد حصاره وقصفه لعدة أيام، و من أبزر المستشفيات التي تعرضت للقصف الهمجي من جيش الاحتلال الاسرائيلي مستشفى المعمداني، المستشفى الأندونيسي، مجمع الشفاء الطبي، مستشفى القدس الطبي، مستشفى النصر للأطفال، مستشفى الرنتيسي للأطفال، مستشفى الصداقة وغيرها العديد من المراكز الطبية و المستشفيات في قطاع غزة
وكانت قوات الاحتلال الاسرائيلي قد ارتكب في يوم واحد مجازر في ثلاث مدارس شمال قطاع غزة، واستشهد وأصيب مئات الأطفال والنساء، في أبشع مجازر قوات التحتلال تضاف إلى سجله الإجرامي في حق الإنسانية، حماقة جديدة سوف تسجل أمام المحكمة الجنائية الدولية، في مسلسل حماقات الاحتلال الذي يزال مستمراً في حق الشعب الفلسطيني، حيث إن هذه المدارس تابعة لـ "أونروا" وتؤوي آلاف النازحين شمال قطاع غزة، و "أونروا" منظمة إغاثية تابعة للأمم المتحدة.
و تستخدم قوات الاحتلال في قصفها مراكز الإيواء قنابل حارقة تتسبب بحروق غير مسبوقة حسب مدير عام وزارة الصحة.
و يأتي هذا القصف لهذه المدارس كمسلسل لا يزال مستمرأن و يعد استهانة من كيان الاحتلال الاسرائيلي بالأمم المتحدة ، ومنظماتها الإغاثية ، وتعتبر جرائم حرب جديدة تستوجب معاقبة مرتكبيها، ويأتي استهداف المدارس والمستشفيات والمدنيين في شمال غزة وغيرها من المؤسسات في غزة، انتهاكاً للقانون الدولي، والإنسانية .
القطاع الصحي على شفا الانهيار
يواجه القطاع الطبي في غزة عجزا كبيرا في الكادر البشري، بعد أن استهدفت الغارات الإسرائيلية جزءًا كبيرًا من مستشفيات القطاع، وشردت جزءًا كبيرًا آخر، الأمر الذي حال دون قدرة الكادر البشري على الوصول إلى المرافق الصحية، حيث توضح تقارير صحية أن الكادر الطبي الحالي لا يتجاوز 30% من الكادر الأصلي، كما أن استهداف المنظومة الصحية أدى إلى تضرر 57 مؤسسة ومقتل العشرات من الطاقم الطبي، وتدمير 25 سيارة إسعاف.
ركيز كيان الاحتلال على قصف المنظومة الصحية ما أدى إلى وضع هذه المنظومة على شفا الانهيار، ما يؤكد أن قطاع غزة سوف يشهد كارثة صحية إذا استمر الحال، فالمصابون يفترشون الأرض ويقيمون داخل خيام نصبت أمام المستشفيات، بسبب الأعداد الكبيرة للإصابات التي تفوق قدرة المستشفيات الاستيعابية، إذ بلغت نسبة الإشغال السريري داخل المستشفيات 170 في المئة.
فيما تحولت المستشفيات إلى جانب المدارس مراكزاً لإيواء النازحين التي لم تسلم من آلة الحرب الصهيونية، فقد نزح مئات الآلاف باتجاه المستشفيات والمدارس، حيث يوجد في كل مستشفى ما بين 30 إلى 50 ألف نازح.. وتفتقر هذه الأعداد من النازحين إلى المياه والنظافة الشخصية وهو ما أدى إلى انتشار الأمراض الجلدية والأمراض المعدية والجدري المائي والإسهال والإنفلونزا بين النازحين في المدارس والمستشفيات.
ومن جانبه، قال المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، فيليب لازاريني لوكالة رويترز: «بينما نتحدّث، يموت الناس في غزة. لا يموتون من القنابل والقصف فحسب، بل سيموت العديد من الأشخاص قريبا أيضا جراء تداعيات الحصار المفروض على قطاع غزة، لأن الخدمات الصحية الأساسية تنهار والأدوية تنفد».
محاولات طمس الحقيقة
في محاولات فاشلة لطمس الحقيقة أقدم كيان الاحتلال الاسرئيلي على اغتيال 86 صحفياً خلال الحرب الوحشية على قطاع غزة بهدف اغتيال الرواية الفلسطينية ومحاولة لمنع وصول المعلومات والأخبار إلى الرأي العام الإقليمي والعالمي ما يمثل محاولة لترهيب الصحفيين في الميدان وإجبارهم على السكوت والصمت، لكن الصحفيين الفلسطينيين ساهموا بشكل غير مسبوق في فضح جرائم الاحتلال بحق المدنيين والأطفال والنساء وبكل شجاعة وجرأة وبطولة.
و في إطار محاربة الصحفيين الفلسطينيين، اعتقل جيش الاحتلال الإسرائيلي خلال الحرب على غزة 6 صحفيين ممن عرفت هوياتهم حتى الآن، في خرق واضح وفاضح لكل القوانين والمواثيق الدولية التي تمنح الصحفيين الحصانة القانونية خلال تغطية الأحداث الميدانية