الوقت- اعتبر الخبير في تطورات غرب آسيا، أن استيلاء جماعة أنصار الله اليمنية على سفينة إسرائيلية بمثابة تحذير خطير للكيان الصهيوني وداعميه، وقال: "إن تل أبيب أمام خيارين: الأول، إنهاء هجماتها على غزة؛ والثاني، استمرار الحرب، ولا بد من معرفة أن الظروف سوف تزداد سوءاً على تل أبيب"، وفي مقابلة صحفية، قال رضا ميرابيان، أحد كبار الخبراء في قضايا غرب آسيا، فيما يتعلق باحتجاز سفينة إسرائيلية في البحر الأحمر: "عبد الملك بدر الدين، زعيم جماعة أنصار الله اليمنية، أعلن صراحة قبل أسبوع أننا سنحتجز سفن الكيان الصهيوني وسيتحرك مؤيدو هذا الكيان، لذلك تم احتجاز إحدى السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر".
وتابع: رغم أن مكتب رئيس وزراء هذا الكيان أعلن أن السفينة المحتجزة لا تنتمي لـ"إسرائيل"، إلا أن وسائل إعلام الكيان الصهيوني أعلنت أن السفينة المحتجزة مسجلة في "إسرائيل" وتعود لرجل أعمال إسرائيلي، لذلك ادعى الكيان الإسرائيلي وقال مكتب رئيس الوزراء إن السفينة التي تم الاستيلاء عليها لا علاقة لها بـ"إسرائيل"، ولكن هذا التصريح لا صلة له بالموضوع وهو عبارة عن ادعاء كاذب.
وفي إشارة إلى تأكيد زعيم أنصار الله على استمرار احتجاز السفن الإسرائيلية ومؤيديها، قال هذا الخبير في تطورات غرب آسيا: قال المتحدث باسم أنصار الله، أمس، أمام الكاميرات، إن الاستيلاء على السفن الإسرائيلية هو مجرد البداية وستستمر هذه العملية حتى تتوقف الحرب في غزة ولذلك، يجب على الكيان الصهيوني أن يتحمل عواقب الاستيلاء على سفنه.
وأكد: "في الواقع، أمام تل أبيب خياران: الأول، وقف هجماتها على غزة، والثاني، إذا استمرت الحرب، عليها أن تعلم أن الوضع سيزداد سوءاً عما هو عليه"، وقال عن تأثير استيلاء أنصار الله على السفينة الإسرائيلية على تطورات المنطقة: "إن احتجاز هذه السفينة هو إنذار جدي للكيان الصهيوني وداعميه، وعليهم من الآن فصاعدا أن يعلموا أن الإبحار في البحر الأحمر ليس آمناً بالنسبة لهم، ويجب أن يمتد أيضاً إلى مضيق باب المندب، وفي الوقت نفسه، فإن الكيان الصهيوني في حالة حرب ويواجه أزمة اقتصادية حادة، لذا فهو يحتاج إلى دخل من العملات الأجنبية، وغالبيته يأتي من تصدير واستيراد البضائع عبر البحر الأحمر".
وقال ميرابيان: "إذا تم حرمان الكيان الصهيوني من هذا الدخل من العملات الأجنبية، فإن التأثير سيكون أكبر بكثير داخل هذا الكيان وسيؤدي إلى تفاقم مشاكل إسرائيل، كما أنها ستؤثر على مؤيدي الكيان الصهيوني بحيث لن يجرؤ المؤيدون الآخرون على مساعدة إسرائيل بهذه السهولة".
وردا على سؤال هل ستؤثر تصرفات أنصار الله على مسارات السفن المحملة بالنفط في البحر الأحمر؟ قال هذا الخبير: "كل شيء ممكن لأن أنصار الله لم يقتصروا في عملياتهم على السفن الإسرائيلية، وأعلنوا بوضوح أن أي سفينة إسرائيلية أو مؤيدة لها تسافر في البحر الأحمر ستكون في خطر".
وقال هذا الخبير في شؤون اليمن عن تأثير عمل أنصار الله على مؤيدي الكيان الصهيوني: "رد فعل إنجلترا على استيلاء أنصار الله على السفينة الإسرائيلية، كان بمثابة تحذير من وكالة الشحن البريطانية للسفن حيث طلبت منها توخي الحذر عند السفر في البحر الأحمر، كما أصدرت وزارة الدفاع الأمريكية بيانا تحذيريا بشأن هذه القضية، وهذا يدل على أن الغربيين يأخذون تصرفات أنصار الله على محمل الجد، هذا على الرغم من أن زعيم أنصار الله سبق أن قال إن الأمريكيين أرسلوا لنا رسالة بعدم التدخل في حرب غزة، ولكننا لا نعير وعودهم أي اهتمام، وبالتالي فإن عملية أنصار الله في احتجاز السفينة الإسرائيلية ستترك أثرها بالتأكيد".
وفي النهاية قال ميرابيان: اليمن، يختلف كثيراً عن باقي الدول العربية الإسلامية، اليمن هي الدولة العربية الوحيدة التي اتخذت أعلى وأقوى موقف ضد الكيان الصهيوني ولا تتهاون مع أحد، وفي المعركة مع السعودية أثبت أنصار الله أنهم جديون جداً في مواقفهم".
إن الاستيلاء على السفينة الصهيونية في البحر الأحمر يشكل هزيمة كبيرة لهذا الكيان، ويمكن أن يغير معادلات الحرب في غزة، ويظهر تصرف أنصار الله أنه بالإضافة إلى الهجمات الصاروخية، دخلت المقاومة هذه المرة ساحة الصراع البحري مع العدو الصهيوني، كما أن قوات أنصار الله لديها القدرة على مهاجمة الصهاينة في البحر أيضا.
وبعد مفاجأة الكيان الصهيوني بعملية حماس، كان احتجاز السفينة الصهيونية في البحر الأحمر المفاجأة الثانية لهذا الكيان خلال الشهرين الأخيرين، ويظهر أن أجهزة مخابرات تل أبيب غير فعالة، وعلى عكس ادعاءات الصهاينة فإنهم حاليا لا يستطيعون التنبؤ بعمليات فصائل المقاومة، والآن أصبحت وكالات الاستخبارات الإسرائيلية عاجزة عن التنبؤ بالتحرك التالي لفصائل المقاومة، وهي تعلم أن عمليات القتل المستمرة في غزة لن تمر دون رد، وأن كابوس فتح جبهات مختلفة في المنطقة قد تم تفسيره الآن لقادة تل أبيب.
ويبدو أن الصهاينة مصدومون من تصرفات أنصار الله، وإذا كانوا لم يأخذوا تحذيرات صنعاء على محمل الجد حتى الأمس، فقد أدركوا الآن حقيقة أن المقاومة اليمنية لديها القدرة على تضييق المجال أمام الصهاينة من البر والجو والبحر، ومن هنا عليهم أن يخصصوا جزءاً من مؤامراتهم لصنعاء، حالياً، يتمركز ثلث الجيش الصهيوني في الجبهة الشمالية لمواجهة تهديدات حزب الله، وإذا أرادوا تخصيص آلاف أخرى للقضاء على تهديدات أنصار الله، فإنهم سيتلقون ضربات موجعة في غزة أيضاً.
سيكون لانعدام الأمن في البحر الأحمر عواقب اقتصادية خطيرة على الكيان الصهيوني، وحسب الإحصائيات، إن أكثر من 90% من تجارة "إسرائيل" الخارجية تتم عن طريق البحر، في حين أن نصف التجارة البحرية للكيان الصهيوني تتم عبر البحر الأحمر، وإذا تعطل هذا الشريان الحيوي، فإن "إسرائيل" ستكون في وضع خطير للغاية.
في الوقت الحالي، ونظرًا لعدم وجود احتمال واضح لانتهاء الصراع في غزة وحديث السلطات الصهيونية عن صراع طويل الأمد، فإن استمرار آلة الحرب في غزة يحتاج إلى دعم مالي، الذي يتم توفيره من خلال التجارة من البحر الأحمر والبحر الأبيض المتوسط.