الوقت - انطلقت أعمال الدورة الـ78 للجمعية العامة للأمم المتحدة بحضور كبار المسؤولين من الدول الأعضاء في هذه المنظمة. وألقى السيد إبراهيم رئيسي، الرئيس الإيراني، الذي سافر إلى نيويورك على رأس وفد رفيع المستوى من المسؤولين السياسيين والاقتصاديين، كلمةً كممثل للجمهورية الإسلامية.
في بداية حديثه، أدان رئيسي الاتجاه المعادي للإسلام في الغرب، وأكد أن الفصل العنصري الثقافي بأصواته المختلفة من حرق المصحف لا يليق بالإنسان المعاصر.
وأعلن رئيسي: تبدأ الدورة الجديدة للجمعية العامة فيما يشهد العالم تغيرات غير مسبوقة وصانعة للتاريخ، إن ما يضمن المستقبل المشرق للبشرية هو الاهتمام بالقيم السامية التي تقود الإنسان إلى الكمال والكرامة، ولا يوجد ما هو أفضل من كلام الله تعالى في تعريف الإنسانية والقيم الإنسانية السامية.
وفي جزء من هذه الكلمة، قال رئيسي إن معادلة الهيمنة الغربية لم تعد تصلح للعالم، وأضاف: لقد فشل مشروع أمركة العالم، إن الديمقراطية الغربية تقترب من نهايتها، وقد لمس شعوب غرب آسيا المعنى الحقيقي للديمقراطية الغربية.
وكالعادة، انعكس خطاب الرئيس الإيراني في الجمعية العامة للأمم المتحدة على نطاق واسع في وسائل الإعلام في المنطقة والعالم، وقامت كل من وسائل الإعلام هذه بتغطية أجزاء من هذا الخطاب.
الأصداء في الإعلام العربي
سلطت شبكة "الميادين" اللبنانية الضوء على ما قام به الرئيس الإيراني برفع نسخة من القرآن الكريم، وذكرت أن الرئيس الإيراني أدان الإساءة إلى القرآن الكريم.
ونقلت هذه الشبكة عن الرئيس الإيراني قوله: "إن معاداة الإسلام والتمييز الثقافي في المجتمعات الغربية، بما في ذلك حرق القرآن الكريم وحظر الحجاب، لا تليق بتقدم الإنسان المعاصر".
وذکرت "الميادين" نقلاً عن رئيسي: إن الهيمنة الغربية لا تتوافق مع واقع العالم المعاصر، وحاولت الليبرالية تعميم القيم الأمريكية، لكنها أصبحت قديمةً عفا عليها الزمن.
وتابعت هذه الشبكة اللبنانية تقريرها، وكتبت: "دعا الرئيس الإيراني إلى تغييرات اقتصادية وسياسية في العالم، وقال إن بعض الدول تحاول خلق الفتنة في أنحاء مختلفة من العالم، إن سياسة إيران تقوم على حسن الجوار، واستقرار المنطقة سيكون متوافقاً مع مصالح جميع دولها، واعتبر الرئيس الإيراني الوجود الأجنبي في المنطقة هو أصل المشكلة، وأمن الجيران جزء من أمن إيران".
كما تطرقت قناة "الجزيرة" القطرية إلى كلام الرئيس الإيراني عن دول الجوار، وذکرت نقلاً عن رئيسي: "قال الرئيس الإيراني إن يدنا ممدودة إلى جميع دول الجوار لفتح آفاق جديدة من الأمل والنجاح للمنطقة بأكملها، ونحن نرحب ترحيباً حاراً بأي يد تمتد إلينا، نحن نؤمن إيماناً راسخاً بأن الجار المستقل والقوي سيكون فرصةً للمنطقة بأكملها، وفي الوقت نفسه، فإن أي وجود أجنبي في المنطقة من القوقاز إلى الخليج الفارسي هو أصل المشكلة".
وأعلنت القناة القطرية أن الرئيس الإيراني اعتبر الکيان الصهيوني المصدر الرئيسي للإرهاب، وقال إنه يجب تشكيل حكومة فلسطينية شرعية تكون عاصمتها القدس الشريف.
ومن بين الأجزاء الأخرى من كلمة الرئيس الإيراني التي لفتت الجزيرة الانتباه إليها، الجزء الذي مفاده بأن الأسلحة النووية لا مكان لها في عقيدة الجمهورية الإسلامية الإيرانية، ونقلت الجزيرة عن الرئيس الإيراني قوله: "طهران تدعم أي مبادرة تؤدي إلى وقف الأعمال العدائية والحرب في أوكرانيا".
وسلطت صحيفة "الشرق الأوسط" الضوء على كلام الرئيس الإيراني حول التطورات في أوكرانيا والتعاون مع روسيا، وذكرت: اعترف رئيسي بأن إيران وروسيا تربطهما علاقات قوية، بما في ذلك التعاون الدفاعي، لفترة طويلة، لكنه نفى إرسال أسلحة إلى موسكو منذ بداية الحرب، وقال إنه إذا كانت لديهم وثيقة تفيد بأن إيران أعطت أسلحةً أو طائرات مسيرة للروس بعد الحرب، فيجب عليهم تقديمها.
کما تطرقت "وكالة الأناضول للأنباء" في تقريرها لخطاب الرئيس الإيراني، إلی ذلك الجزء من الخطاب الذي أكد على نهاية حقبة الهيمنة الأمريكية على العالم، وكتبت: "استغل إبراهيم رئيسي خطابه في الأمم المتحدة لمهاجمة سياسات الولايات المتحدة وحلفائها الغربيين، وقال إن العالم يتغير وسط ظهور نظام دولي جديد ومسار لا رجعة فيه".
تغطية واسعة لخطاب رئيسي في وسائل الإعلام الغربية
وسائل الإعلام الغربية، التي شنت دائماً حرباً دعائيةً ضد الجمهورية الإسلامية بما يتماشى مع سياسات حكوماتها، سلطت الضوء على الأجزاء المعادية للغرب في خطاب الرئيس الإيراني.
في عكس جزء من كلام الرئيس الإيراني، كتبت "وكالة فرانس برس": دعا إبراهيم رئيسي إلى رفع العقوبات الأمريكية عن إيران بعد توقف مفاوضات العودة إلى الاتفاق النووي، معتبراً أن هذه العقوبات لم تؤد إلى النتائج المرجوة.
كما نقلت هذه الوسيلة الإعلامية الفرنسية تصريحات الرئيس الإيراني حول التدخل الأمريكي في الأزمة الأوكرانية، وقالت: "اتهم الرئيس الإيراني الولايات المتحدة بتفاقم الحرب في أوكرانيا، وقال إن طهران تدعم اتفاق السلام".
بدورها ركزت وكالة رويترز للأنباء على جانب آخر من خطاب الرئيس الإيراني، وذكرت: "قال الرئيس الإيراني إن على الولايات المتحدة إثبات حسن نيتها وإرادتها في إحياء الاتفاق النووي لعام 2015، الذي انسحبت منه واشنطن في عام 2018".
وركزت صحيفة "الغارديان" على جزء آخر من كلمة الرئيس الإيراني، وكتبت أن بإعلانه هزيمة جهود المخابرات الأمريكية لتدمير الحكومة الإيرانية، أكد أن المستقبل لمحور الجمهورية الإسلامية، وأن عصر الغرب قد انتهى.
وشرحت هذه الصحيفة كلام رئيسي في هذا الصدد، وأضافت: "صرح رئيسي أن العالم ينتقل إلى نظام دولي جديد ومشروع أمركة العالم قد فشل، وذكر أن الغرب يواجه أزمة هوية ووظيفة، لأنه يرى العالم غابةً ونفسه حديقةً جميلةً.
وتناولت وكالة "أسوشيتد برس" للأنباء، في تقريرها لخطاب الرئيس الإيراني، لأول مرة مسألة الحرب في أوكرانيا، وجاء في تقرير وكالة أسوشيتد برس حول خطاب إبراهيم رئيسي في الجمعية العامة للأمم المتحدة: "نفى الرئيس الإيراني إرسال أي أسلحة إلى موسكو لدعم الحرب في أوكرانيا، في حين تزعم الولايات المتحدة أن هذا البلد يعمل مع روسيا لبناء طائرات دون طيار".
كما نشر الموقع الإخباري للأمم المتحدة نفس الجزء من كلمة الرئيس الإيراني، وكتب: "وفقًا للسيد رئيسي، بينما يبحث النظام الناشئ للدول غير الغربية عن علاقات اقتصادية وسياسية أوثق مع بعضها البعض، فإن العالم يصل إلى مفترق طرق حاسم".
وحسب تقرير هذا الموقع، قال رئيسي: "إن المنظور العالمي يغير النمط تجاه النظام الدولي الناشئ، وهو مسار لا يمكن الرجوع عنه. ومع صعود القوى غير الغربية، أصبح هناك أمل جماعي في نظام عالمي جديد وعادل، وتؤيد جمهورية إيران الإسلامية تحقيق أقصى قدر من التقارب الاقتصادي والسياسي، وهي مهتمة بالتفاعل مع المجتمع الدولي على أساس مبدأ العدالة".
جهود الصهاينة لحرف الأنظار
وسائل الإعلام الصهيونية، التي ركزت بشكل خاص على خطاب الرئيس الإيراني، فضلت حرف الأنظار بدلاً من تناول جوهر الخطاب، وركزت المحور الرئيسي على طرد ممثل هذا الکيان خلال خطاب الرئيس الإيراني من قاعة المحاضرات بالأمم المتحدة.
موقع "إسرائيل ناشيونال نيوز" الصهيوني ودون أدنى إشارة إلى طرد ممثل هذا الکيان، وصف ما حدث بخروج الممثل من القاعة خلال كلمة إبراهيم رئيسي، وكتب: "غادر جلعاد إردان، سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة، قاعة الجمعية العامة فور بدء خطاب إبراهيم رئيسي"، هذا فيما كتبت كل وسائل الإعلام العالمية أن ما قام به إردان خلال خطاب رئيسي، دفع رجال الأمن المتواجدين في القاعة إلى إخراجه من القاعة العامة.
وزعمت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" في تقرير مفصل لخطاب رئيسي في الجمعية العامة للأمم المتحدة: "حث إبراهيم رئيسي الولايات المتحدة على إظهار حسن النية لإحياء الاتفاق النووي الذي تخلت عنه واشنطن في عام 2018".
والنقطة المثيرة للاهتمام في تقرير هذه الوسيلة الإعلامية الصهيونية، هي اعترافها بطرد ممثل هذا الکيان من قاعة الجمعية العامة، واعتقاله مؤقتاً لبضع دقائق من قبل القوات الأمنية المتواجدة في القاعة أثناء خطاب الرئيس الإيراني.