الوقت- في الأيام الماضية، أفادت وسائل الإعلام العبرية اليوم بتطور في عمليات تعلم صناعة العبوات الناسفة في الضفة الغربية. وأوضحت قناة الـ 12 العبرية أن تهريب عبوات احترافية إلى الضفة الغربية أصبح مسألة وقت قريب، كما أشارت القناة إلى أن طريقة تفجير العبوة في نابلس شمال الضفة خلال مواجهة مع الجيش الإسرائيلي تشير إلى تطور عمليات التعلم التي تنفذها المنظمات في الضفة الغربية، وأشارت إلى أنه تم إلقاء العديد من العبوات كل ليلة ضد جنود الجيش، وحتى الآن، فإن معظم هذه العبوات بدائية وتم تصنيعها بناءً على المعرفة والمساعدة من قطاع غزة ولبنان برعاية إيران، وأخيرًا، أوضحت أنه بالنسبة للجيش، يبدو أنها مسألة وقت حتى يتسنى لهم تهريب عبوات محترفة إلى الضفة الغربية، والتي ستكون أكثر تأثيراً وخطورة على كيان الاحتلال الإسرائيلي.
رسائل جديدة للكيان الإسرائيليّ
لنتذكر أن جيش الاحتلال الإسرائيلي أعلن الخميس الماضي عن إصابة ضابط وثلاثة جنود في تفجير عبوة ناسفة قرب مقر قوة عسكرية راجلة شرق نابلس، وأفاد مُتحدث باسم جيش الاحتلال بأن العبوة الناسفة انفجرت قبيل منتصف الليل بالقرب من مجموعة من الجنود أثناء تأمينهم لطريق جانبية، وذلك في إطار تأمين مسيرة مئات المستوطنين الذين كانوا يعتزمون اقتحام قبر يوسف شرق نابلس، يأتي هذا في سياق تصاعد وتوسع عمليات المقاومة في الضفة الغربية، وأكد إحسان عطايا، عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين وممثلها في لبنان، أن تهديدات قادة الاحتلال الإسرائيلي باستئناف سياسة الاغتيالات ضد قادة المقاومة تهدف إلى إيصال رسائل إلى الجمهور الإسرائيلي، منها ضرورة التوحيد واحتواء الانقسامات الداخلية كوسيلة لمواجهة التهديدات الخارجية.
وبالتالي، إن التهديدات التي يطلقها الاحتلال تشير إلى تفاقم الأزمة الداخلية في العدو الصهيوني نتيجة للصراعات الداخلية وتعقيداتها. إضافة إلى ذلك، يعيش الاحتلال حالة من الارتباك والاستنزاف نتيجة لتصاعد عمليات المقاومة والمواجهات في الضفة الغربية. وخاصة أن التهديد باستئناف عمليات الاغتيال ضد قادة المقاومة يأتي على الرغم من علم الاحتلال بأن أي عملية اغتيال ستواجه برد من قبل المقاومة، ما قد يؤدي إلى اندلاع معركة عسكرية لا تخدم مصلحته، ويرى محللون أن هذا التهديد موجه بشكل رئيسي للاستهلاك المحلي ويهدف إلى توجيه رسائل إلى الداخل الصهيوني، بهدف إشعار الصهاينة بخطورة التهديد الخارجي كجزء من محاولة لاحتواء التوترات الداخلية التي يمر بها العدو.
وفي حال دخول العدو في معركة عسكرية ضد المقاومة، فإن نتائج المعركة لن تتماشى مع تقديراته وتوقعاته، بل ستكون صادمة بالنسبة للعدو ومخيبة لآمال قادته، وسيجد العدو نفسه عاجزًا أمام تقدم قدرات المقاومة الفلسطينية التي لم يعد يمكنه تحمل تصاعد نشاطها في الضفة الغربية، وفي حال دخول العدو في معركة عسكرية ضد المقاومة، ستكون نتائج المعركة مفاجئة بالنسبة للعدو وستخيب توقعاته، حيث سيصبح عاجزًا أمام تطور قدرات المقاومة الفلسطينية، والتي لم يعد يمكنه تحمل تصاعد وتيرة عملياتها في الضفة الغربية، كما أن ظاهرة المقاومة في الضفة واجتثاثها وضرب قدراتها المتنامية، وكسر إرادة أبطالها اليوم أصبح من الماضي، حيث إن العدو قد فشل فشلاً ذريعًا في محاولاته المتكررة لإنهائها، ذلك لأن المقاومة في الضفة اليوم تتمتع بعزيمة أقوى وإصرار أكبر وجذور أعمق، وتطور أكبر من أي وقت مضى.
وعلى هذا الأساس، إن العدو اليوم لم يعد بإمكانه أن يحقق هدفه الخبيث وينال من المقاومة مهما فعل، إذ إن قطار المقاومة السريع، الذي انطلق في معركة "سيف القدس"، يسير على سكة لا تتزحزح، وقد أرست دعائمها المتينة عملية "نفق الحرية"، التي تأتي ذكراها السنوية الثانية في السادس من هذا الشهر (أيلول/سبتمبر)، والتي شارك فيها أبطال مبدعون، جميعهم من جنين، إنهم يدركون أنهم بخروجهم المعجز من سجن "جلبوع" سيوجهون ضربة أمنية قاسية لقادة العدو، وفي الوقت ذاته سيزرعون بذور المقاومة المباركة، التي نحصد ثمارها الطيبة كل يوم.
وحول اللقاء الذي جمع اليوم الأمين العام لحزب الله، سماحة السيد حسن نصر الله، والأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، زياد نخالة، ونائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، الشيخ صالح العاروري، يبدو أن اللقاء يحمل رسالة واضحة للعدو. فهو يفيد بأن المقاومة مستعدة ومتأهبة وعلى أتم الاستعداد للرد القوي على أي عدوان صهيوني محتمل، وأنها ستفاجئ العدو بما لا يتوقعه، وفيما يتعلق بإجراءات "بن غفير" ضد الأسرى، أكد عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد أن المقاومة لن تتخلى عن الأسرى وستقف بجانبهم وستبذل قصارى جهدها من أجل تحريرهم وتحرير القدس وفلسطين.
دلالات واضحة وتنسيق عالٍ
بهدف اتخاذ القرارات اللازمة والمناسبة، أكد البيان المشترك لمحور المقاومة على أهمية التنسيق المستمر ومتابعة جميع المستجدات السياسية والأمنية والعسكرية، وخلال الاجتماع، تم تقييم الوضع في الضفة الغربية وتناولت النقاشات تصاعد حركة المقاومة في هذه المنطقة، وتم تأكيد أهمية التنسيق والتواصل اليومي والمستمر بين حركات المقاومة، بشكل خاص بين فلسطين المحتلة ولبنان، وفي السياق ذاته، عُقد اجتماع لوزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، في بيروت، مع قادة المقاومة الفلسطينية من حركتي حماس والجهاد الإسلامي، وتم استقبال الوزير الإيراني من قبل الأمين العام لحزب الله بحضور السفير مجتبى أماني، تم خلال هذا اللقاء مناقشة أحدث المستجدات والتطورات السياسية في لبنان والمنطقة.
ويأتي الاجتماع الثلاثي بين السيد حسن نصر الله، زياد نخالة، وصالح العاروري في ظل تهديدات من رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، الذي هدد بملاحقة قادة المقاومة في "غزة والضفة وفي كل مكان آخر"، وتم تداول صورة لنائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس صالح العاروري وهو يرتدي الزي العسكري ويمسك ببندقيته، وذلك ردًا على تهديدات نتنياهو باغتياله، وذكرت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن هذا الظهور بالزي العسكري يهدف إلى التأكيد على دوره في قيادة الجهود العسكرية وأنه جزء من مقاتلي المقاومة الذين يستعدون للتضحية من أجل القضية.
في هذا السياق، لاحظ موقع "زمان إسرائيل" أن اسم صالح العاروري أصبح محل تداول وانتشار واسع في الآونة الأخيرة، وليس ذلك مقتصرًا على الأروقة الأمنية فقط، بل أيضًا في وسائل الإعلام العالمية، وخاصة في وسائل الإعلام العربية، ويأتي ذلك في الوقت الذي تشهد فيه الأراضي الفلسطينية المحتلة زيادة في عمليات المقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين، وتصاعدت التوترات مع حكومة نتنياهو التي تُعتبر عنصرية وفاشية، وتواصل حربها ضد الأرض والإنسان والمقدسات الفلسطينية.
في الختام، التعاون بين أطراف وحدة المقاومة يتجلى كقوة فعّالة ومؤثرة لمصلحة فلسطين، ويشكل جسرًا قويًا يربط بين مختلف الفصائل الفلسطينية وداعميها، ويوفر هذا التعاون حماية ودعمًا ضد الظروف الصعبة التي تواجهها القضية الفلسطينية، ويعبر عن تضامن قوي وإرادة مشتركة لتحقيق العدالة والحرية للشعب الفلسطيني، وعلى مر السنوات، أثبتت أطراف وحدة المقاومة قدرتها على مواجهة التحديات بشجاعة وعزيمة والالتزام بمواصلة النضال من أجل تحقيق حقوق الفلسطينيين، ويسهم هذا التعاون في تعزيز قدرات المقاومة الفلسطينية وزيادة فرص تحقيق الأهداف الوطنية والاستقلال، ويظل التعاون بين أطراف وحدة المقاومة ذا أهمية كبيرة في التصدي للتحديات المستقبلية والمضي قدمًا في النضال من أجل تحرير فلسطين وجعلها عادلة ودائمة ومستقلة، وهذه الوحدة تجسد الأمل والإصرار على تحقيق العدالة والسلام في الشرق الأوسط وتحقيق حقوق الفلسطينيين المشروعة.