الوقت- شهدت أفغانستان تغيرات كبيرة منذ عودة حكم طالبان، وخاصةً في قطاعي التعليم والجامعة، وجزء كبير من هذه التغييرات يعود إلى العزلة الدولية لهذا البلد نتيجة حكم طالبان، وهذه العزلة أثرت على القطاع الأكاديمي والعلمي في أفغانستان أكثر من أي شيء آخر.
في الآونة الأخيرة، طلب "نظر محمد عرفان"، رئيس العلاقات الخارجية وترتيب المنح التعليمية بوزارة التعليم العالي التابعة لحركة طالبان، في زيارة إلى طهران، من السلطات الإيرانية التعاون في مجال تدريب الأساتذة الأفغان. كما طلب من السلطات الإيرانية التعاون مع الأساتذة الأفغان، في تدريب أساتذة المؤسسات التعليمية وموظفي الأقسام الأخرى.
وحسب وزارة التعليم العالي في طالبان، التقى عرفان بمسؤولي مركز الدبلوماسية الإيرانية. وجاء في الأنباء التي نشرتها وزارة طالبان، أن السلطات الإيرانية قالت إنه تم توفير مجالات التقدم والتعاون في قطاع التعليم العالي أكثر مما كانت عليه في الماضي.
إضافة إلى ذلك، ووفقًا لادعاء طالبان، فقد وعد مسؤولو مركز الدبلوماسية الإيرانية أيضًا بأنهم سيتعاونون مع طالبان في مجال التعليم العالي. هذا في حين أن طالبان قامت بمنع النساء والفتيات من الالتحاق بالجامعات خلال العام الماضي، ولا تقدم أي رد للمجتمع الدولي في هذا الصدد.
وكانت وزارة التعليم العالي التابعة للحكومة الأفغانية، قد قالت في بيان سابق إن أفغانستان بحاجة إلى تعاون إيران في مجال تطوير العلوم وازدهار جامعات البلاد.
المحادثات الأكاديمية بين إيران وأفغانستان
لطالما كانت الحوارات الأكاديمية والثقافية بين إيران وأفغانستان بارزةً خلال العقد الماضي، وفي السنوات العشر الماضية بدأ أول مؤتمر للحوار الثقافي بين إيران وأفغانستان، بحضور مسؤولين أكاديميين ومسؤولين ثقافيين من البلدين في ديسمبر 2017، في كلية الأدب الفارسي واللغات الأجنبية بجامعة العلامة الطباطبائي الإيرانية.
عقد هذا المؤتمر بعد عام من التعاون والتخطيط، من قبل معهد الدراسات الثقافية وكلية الأدب الفارسي واللغات الأجنبية ومعهد الدراسات الاستراتيجية بأفغانستان.
في بداية المؤتمر، أعرب الدكتور "فايز دين برست" السكرتير العلمي للمؤتمر عن ارتياحه للحوار بين شعبي أفغانستان وإيران وقال: إن "المحادثة وجهًا لوجه لمشاركة ثقافة شعبين لهما ماضٍ ومستقبل لا ينفصلان هو أمر عظيم ومبارك، والغرض الرئيسي من هذا الاجتماع هو فرصة لإجراء محادثة صادقة وعاطفية تركز على حياة الشعبين من أجل التفاهم الداخلي". وأضاف: "هذه المعرفة الداخلية هي من أجل الفهم المشترك لقضايا شعبين لهما روح وحضارة واحدة".
ومع ذلك، لم تتكرر مثل هذه المؤتمرات في السنوات التالية، وبعد بداية حكم طالبان في العامين الماضيين، يعدّ الاجتماع الأخير بين مسؤولي طالبان وإيران الخطوة الأولى الجادة للجانبين لتوسيع التعاون الأكاديمي والثقافي.
العلاقات العلمية بين شعبين يتحدثان لغةً واحدةً
من ناحية أخرى، تجدر الإشارة إلى أن العلاقات بين طهران وكابول كانت دائماً وديةً، وإيران هي إحدى الدول التي ساعدت هذا البلد في الغزو السوفيتي لأفغانستان، واستضافة إيران للمهاجرين الأفغان لمدة 40 عامًا أمر مهم أيضًا.
خلال العقود الأربعة الماضية، قام عدد كبير من المهاجرين الأفغان الذين يعيشون في إيران بتحسين معرفتهم العلمية في مختلف المجالات، وبعد عودتهم إلى أفغانستان يعملون في تخصصاتهم.
كما شهدت أفغانستان أكثر من 40 عامًا من الحرب، ولكن بالنظر إلى التحديات في هذا البلد، تم تنفيذ العديد من الأنشطة في مجال النهوض بالعلوم والتكنولوجيا والبحث. ويوجد حاليًا علماء وأساتذة جيدون يدرسون في أفغانستان، وقد أكمل العديد منهم دراساتهم في الجامعات الإيرانية.
علاوةً على ذلك، بالنظر إلى أن عددًا كبيرًا من الطلاب الأفغان قدموا إلى إيران للدراسة، وأن عددًا كبيرًا من الأفغان المقيمين في إيران دخلوا الجامعات الإيرانية من خلال المشاركة في الامتحان الوطني، فهناك قدرة عالية لقبول الطلاب الأفغان في الجامعات الإيرانية، وقد دعمت وزارة العلوم والبحوث والتكنولوجيا الإيرانية تسهيل هذه العملية.
وفي الوقت نفسه، تجدر الإشارة إلى أنه يمكن لإيران وأفغانستان اتخاذ تدابير فعالة لتوسيع التعاون التعليمي والبحثي؛ من بين هذه الإجراءات يمكننا أن نشير إلى إعطاء المنح الدراسية للطلاب الأفغان، وتوسيع المؤسسات العلمية والبحثية، وإنشاء مجمعات العلوم والتكنولوجيا ومراكز البحوث المشتركة، ونقل الخبرات.