الوقت- تعاود السعودية بناء علاقات متينة مع سوريا وقد بدا هذا واضحاً من خلال الزيارة الأخيرة لوزير الخارجية السوري فيصل المقداد للسعودية ولقاء نظيره حول هذه الزيارة ونتائجها وما انعكاستها على الواقع السوري، أجرت مراسلة موقع الوقت الإخباري التحليلي مقابلة مع الباحث والمحلل السياسي الأستاذ حسام طالب ودار الحوار التالي:
الوقت: ما هو الغرض من دعوة السعودية بعد وقت قصير من حضور سوريا للقمة العربية؟
طالب: دعوة سوريا تأتي في الإطار الطبيعي وسوريا اليوم عضو كامل العضوية في الجامعة العربية تحضر كل الاجتماعات تحضر كل اللقاءات ومعنية بكل ما يحصل في الجامعة العربية لذلك هذه الدعوة تأتي بشكل طبيعي، وبسياق عودة سوريا لاستئناف مقعدها وعملها في الجامعة العربية.
الوقت: ما المصلحة العليا التي ستجنيها السعودية من عودة العلاقات مع سوريا؟
طالب: بالتأكيد عودة العلاقات بين سوريا والمملكة العربية السعودية كما تحدث الوزير فيصل مقداد هي تفيد المنطقة ككل وعامل استقرار في المنطقة، بالتأكيد للمملكة العربية السعودية مصلحة كبيرة مصلحة أمنية ومصلحة سياسية، حتى على المستوى الاقتصادي أيضا لها مصلحة.
سوريا دولة " transit " والكثير من السلع السورية كانت تصدر الفواكه والخضار والمزروعات والكثير من السلع إلى المملكة العربية السعودية، أيضا هناك تبادل تجاري كان ما قبل الحرب واليوم يعيد تفعيله بين سوريا والمملكة السعودية والتي تمتلك الكثير من المواد والسلع التي تحتاجها سوريا، أيضا على المستوى الاقتصادي وعلى المستوى السياسي والأمني أيضاً ، لكون سوريا تتمتع بموقع مهم وموقع جيو سياسي في المنطقة لا يستطيع أحد تجاوزه.
الوقت: ما هي النتائج المتوقعة من الجانب السوري لهذه الزيارة ؟
طالب: النتائج باتت واضحة من خلال عدة زيارات، وعدة لقاءات بين المسؤولين السوريين والمسؤولين السعوديين، والنتائج تحتاج إلى وقت بالتأكيد المملكة العربية السعودية كما صرح الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي تدعم عودة سورية وسيطرتها على كامل أراضيها، وتدعم إعادة الإعمار وعودة اللاجئين.
كل هذه الأمور طبعا تحتاج إلى وقت أي لا نستطيع أن نلمس الواقع الذي يحتاجه الشعب السوري الاقتصادي مباشرة، لكن على المستوى الأمني بالتأكيد هناك واقع يظهر بالتعاون والتنسيق بين دولتين، وعلى الواقع السياسي أيضا هناك ملفات تبدأ سوريا والمملكة السعودية بحلها، ومنها لبنان ربما و عدة أمور لا نستطيع التنبوء بها حاليا، إلا أنه في الواقع ستحصل أمور في القريب من الأيام وسيكون لها نتائج مهمة.
الوقت: هل تتوقعون انعكاسات إيجابية من الناحية الاقتصادية على الداخل السوري؟
طالب: الجميع يسأل عن الواقع الاقتصادي، بالتأكيد الواقع الاقتصادي في سورية صعب، وهذا يعني أن نتائج الحرب على مدى 12 عاماً كانت كفيلة بتدمير الاقتصاد وتدمير البنية التحتية من قبل الجماعات الإرهابية والدول الداعمة لها واحتلال أمريكا لمنابع النفط والثروة السورية والشمال الشرقي لسوريا، ووجود الاحتلال التركي في الشمال الغربي لسوريا.
هذا بالتاكيد واقع اقتصادي صعب لكن النتائج تحتاج إلى وقت، يعني لا يمكن حل تدهور اقتصادي وحرب على مدى ١٢ عاماً بأسبوع أو أسبوعين، لذلك نحتاج إلى الوقت، وهذا الوقت بدأنا به وبدأنا برسم خارطة طريق بين المملكة العربية السعودية وبين سوريا للتبادل التجاري، كما قلنا لدعم الاقتصاد السوري بالاستثمارات، وهذا الأمر يشكل عامل ربح للمملكة العربية السعودية وسوريا فهي لديها أصدقاء في النهاية توجد إيران توجد الإمارات و الجزائر، أيضا هذه الدول بالتأكيد سيكون لها استثمارات في سوريا، وهذا الأمر كما قلنا دائما في الاقتصاد نحتاج إلى وقت، لأن إعادة بناء الاقتصاد أمر صعب جداً، ولكن يعني الوقت على المدى المتوسط وليس على المدى البعيد.
الوقت: الإعلام المعادي لم يرق له هذا الاجتماع وبدأ الضرب بالشأن الداخلي السوري.. ما تعليقكم ؟
طالب: بالتأكيد الإعلام المعادي لسوريا والإعلام الغربي بشكل عام هو الإعلام الذي يدير حتى بعض المنصات وبعض الصفحات بالتأكيد سوف يزعجهم أي تقارب في المنطقة ويزعجهم حل الخلافات في المنطقة، هم يريدون العالم العربي والشرق الأوسط بشكل عام دول متنازعة متصارعة يغزون الصراعات يغزون النزاعات فأي حل سياسي أي توافق بين الدول بالتأكيد يزعجهم، كما يزعجهم التقارب السوري السعودي، وأيضا يزعجهم التقارب الإيراني السعودي وعودة العلاقات.
هذا الأمر عائد لأسباب عديدة منها أن الغرب والدول الغربية تعتاش على الصراعات والنزاعات والسيطرة من خلال الفوضى على الدول، فعندما تكون هذه الدول في حالة استقرار بالتأكيد سيخف نفوذهم، ونلاحظ اليوم تراجع النفوذ الأمريكي في الشرق الأوسط بشكل عام بعد كل الحركة السياسية الايرانية السعودية الإماراتية السورية الجزائرية العراقية كل هذه الدول باتت اليوم وأيضا لاننسى الدور المصري باتت تعمل لتنفيذ مصالحها بعيداً عن الأمريكي، وهذا الأمر بالتأكيد لا يروق للأمريكي ولا يروق للغرب، هم يريدون دولا متنازعة دولا متناحرة دولا فيها حروب وفيها صراعات وفيها اقتصاد متدهور لذلك هذه العلاقات أكيد تزعجهم ويعني تضرب مشروعهم الأساسي في النهاية بالفوضى الخلاقة التي تحدثت عنها "كوندوليزا رايس" منذ سنوات طويلة.
