الوقت_ دعم المقاومة في فلسطين هو دعم للأمة العربية كلها في هذا الوقت العصيب، هذا ما ركّز عليه مثقفون مصريون نددوا بالعدوان الإسرائيلي الدموي على “جنين”، داعين إلى دعم المقاومين في فلسطين بالسلاح وبالكلمة سواء بسواء، ففي الفترة الأخيرة، بات أبناء هذا الشعب في الضفة الغربية المحتلة، وعلى وجه الخصوص داخل مخيماتها يتعرضون للقتل الوحشيّ المستمر من قبل قوات الاحتلال العسكريّ التي تمادت بجرائمها ضد الفلسطينيين وثرواتهم ومقدساتهم، وارتكبت وما تزال أبشع الجرائم الإرهابيّة في إعدامهم وملاحقتهم وتعذيبهم، الشيء الذي أوصل رسالة للعالم بأنّ الشعوب العربية وبالأخص نخبتها ليست كبعض الأنظمة الخائنة، وقد ظهر هذا الأمر جليّاً من خلال أكثر من موقف عكس رغبة الجماهير العربية بمحاربة الصهاينة ودعم الفلسطينيين.
نشرت مواقع إخباريّة عربية استطلاعاً لآراء بعض المثقفين من داخل معرض القاهرة الدولي للكتاب، حيث عبروا عن غضبهم من العربدة الصهيونيّة، داعين إلى دعم المقاومة بالكلمة والمال والسلاح، وقد أوضح الشاعر المصري المعروف عبد الستار سليم أن العدوان الإسرائيلي على جنين ليس جديداً، مبيناً أن الإسرائيليين شيمتهم الغدر، وهم معتدون باحتلالهم الأرض الفلسطينية، وذلك في ظل جرائم جيش الاحتلال الذي لا يتوقف عن عمليات الاجتياح واعتقال الفلسطينيين والقتل بدم بارد.
وبشأن رأيه في موقف المثقفين المصريين، قال الشاعر المصريّ: "إن موقفهم واضح وصادق ولكن الكلمة ليست هي السلاح"، مشدّداً على أنّ دعم المقاومة الفلسطينية بالكلمة ليس كافيّاً، ودعا إلى مساندة المقاومة الفلسطينية بالسلاح، كما ذكّر بقول الراحل جمال عبد الناصر: "ما أخذ بالقوة لا يسترد بغيرها"، واختتم بقوله: "لابد من تكاتف الكلمة والسلاح لإعادة الحق لأصحابه، وردع المعتدين"، بعد أن بات واضحاً للجميع أنّ الجرائم التي يرتكبها العدو في الضفة المحتلة تجعل من كل فلسطيني مشروع مقاوم وشهيد، وبالتالي كل فرد من أفراد المجتمع الفلسطينيّ يجد في نفسه الكفاءة أن يعبر عن إرادة الشعب الفلسطيني ورفضه للاحتلال، وأكبر دليل على ذلك هو العمليات الفدائيّة التي تعتبر بمثابة تعبير عن رد الشعب الفلسطيني على جرائم الاحتلال الإسرائيليّ.
وبالتزامن مع مواصلة سياسة الاستيطان والقتل المروعين التي تنتهجهما الحكومة الإسرائيليّة الفاشية بما يخالف القوانين الدوليّة والإنسانيّة، بيّن الأديب رفقي بدوي أن افتتاح معرض القاهرة الدولي للكتاب كان دائماً مناسبة للهجوم على الكيان الإسرائيلي والنيل منه وفضح ممارساته، ودعم الكفاح الفلسطيني، وانتقد الصمت المطبق هذا العام للمثقفين المصريين مما يحدث من انتهاكات دموية ضد الشعب الفلسطيني في جنين، وقتل الأطفال والنساء بدم بارد، حيث إنّ المثقفين المصريين والأدباء والجمهور في عهد الرئيس الأسبق مبارك قالوا كلمتهم ضد هذا الكيان الهش المسمى” إسرائيل " برأيه، مشيراً إلى غياب الدعم الثقافي والفني للقضية الفلسطينية في معرض القاهرة الدولي للكتاب، وخاصة أنّ أغاني "الشيخ إمام" كانت دائما وأبدا تشعل الحماس في قلوب الشعوب العربية من المحيط إلى الخليج، فيما يدرك الجميع أنّ العصابات الصهيونيّة لا يمكن أن تتوقف عن إجرامها وعنصريّتها وقضمها لأراضي الفلسطينيين وتهجيرهم سوى بصد عدوان العصابات الصهيونية التي تعبر أنّ الفلسطينيين هم ضيوف في "إسرائيل" وأنّ الجرائم التي يرتكبونها بحقهم بمثابة استعادة لحرياتهم السياسية فيها.
بالمقابل، ثمّنت وفاء إبراهيم أستاذ علم الجمال والعميد الأسبق لكلية البنات جامعة عين شمس، موقف المثقفين المصريين في الماضي الذين وقفوا وقفة رجل واحد ضد الاعتداءات الصهيونية، معتبرة أن موقفهم كان في منتهى الحزم والوضوح في إدانة الدموية الإسرائيلية، وذكّرت في معرض حديثتها بمقال ”هذه الأفعى” لأستاذها الدكتور الراحل زكي نجيب محمود والذي هاجم فيه ضراوة الممارسات الإسرائيلية الدموية، وذلك في ظل استمرار الاقتحامات الإسرائيليّة، وارتكاب الجرائم المتكررة بحق أبناء الشعب الفلسطيني، في محاولات يائسة من الاحتلال لوقف تصاعد أعمال المقاومة، وتثبت عجزه وفشله الذي مني به نتيجة ضربات المقاومين في كل مكان، وحتى اللحظة لم يفهم الاحتلال أنّ استمراره بارتكاب الجرائم والانتهاكات في فلسطين، لن يثني أبناء الشعب الفلسطيني ومن خلفهم المقاومين والأحرار عن خيار وطريق المقاومة، والذي بات خيارهم الوحيد لمواجهة الوحشية والفاشية الصهيونية، والرد على جرائم الاحتلال بحقهم، فيما تعيش "إسرائيل" الآن أزمات متكررة ومتفاقمة، بصنع المقاومة الفلسطينية، إذ بات الاحتلال يعتبر "المقاومة الجديدة" الوجع الحقيقي الذي يؤرقه باستمرار، طالما أنّ فلسطين المصنع الذي ينتج الأبطال والفدائيين.
في الختام، إنّ موقف المثقفين المصريين يعبر بالمطلق عن آراء جل المثقفين العرب والشعوب العربية ويكشف الصورة البشعة والدمويّة للكيان، كما أنّ ما تُسمى "اتفاقية السلام" التي وقّعها العدو الغاصب مع مصر عام 1979، لم تنفذ بعد على أرض الواقع، ما يبرهن من جديد أنّ الروح النضالية والمقاومة المتجذرة مازالا عالقين في قلوب وعقول النخب والشعوب، ليمنع تحقيق المخططات الصهيونيّة العدوانيّة، ويقف في وجهها على الدوام، ولا ننسى أن قضيّة فلسطين هي قضية العرب جميعاً، وبالأخص بعد أن خضعت الدول المُطبعة الخانعة لإرادة الإدارة الأمريكيّة التي تُمثل "وتين" الكيان الصهيونيّ الذي خُلق ليفصل العرب عن بعضهم ويمثل مصالح واشنطن والدول الغربيّة في المنطقة، وإنّ موقف المثقفين المصريين مؤثر للغاية ويساهم في تحريك الكثير من التيارات الفكرية والآراء المناصرة في العالم العربيّ ويساند بشكل كبير المقاومة الفلسطينية.