الوقت_ مؤخراً، أعلنت قوات الاحتلال الإسرائيليّ، اعتقال منفذ عملية التفجير المزدوج الذي وقع في محطتي حافلات بالقدس في نوفمبر الماضي وأسفر عن مقتل شخصين وإصابة أكثر من 20 شخصاً، وقال جهاز الأمن التابع للعدو (الشاباك) والشرطة في بيان مشترك، إنّه بعد ما أسمته تل أبيب "نشاطاً استخباريّاً وعملياتياً" مكثفاً لقوات الأمن، تم اعتقال الشاب إسلام فروح، من قبل سلطات الاحتلال للاشتباه في قيامه بتنفيذ هجمات بالعبوات الناسفة في القدس، وذلك في ظل الزيادة الواضحة في معدل عمليات المقاومة على الأراضي الفلسطينيّة السليبة، عقب تفعيل وسائل المقاومة والمواجهة التي باتت خطرة للغاية على الكيان الذي تعيش أجهزته الأمنيّة ارتباكاً كبيراً بعثر كل أوراق المسؤولين الأمنيين، نظرًا لكثافة العمليات الفدائية ونجاحها في إنجاز ضرباتها الموجعة، مع ازدياد احتمالات أن ترتفع نسبة تلك العمليات أكثر في كل من القدس والضفة الغربية بسبب التمادي الإسرائيليّ الصادم في قتل وتعذيب أبناء هذا الشعب، بالاستناد إلى تقارير عبرية أكدت أن “الحكومة الإسرائيلية” حققّت رقما قياسيا من ناحية قتل الفلسطينيين خلال أشهر.
مع اتجاه فلسطين نحو التصعيد الأمنيّ الكبير الذي يصل إلى مستوى "الثورات المتقطعة"، وزيادة أعداد القتلى والمصابين في صفوف الاسرائيليين، نشرت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، معلومات نقلاً عن جهاز مخابرات الاحتلال "الشاباك"، يزعم فيها أنها اعترافات لمنفذ عملية القدس، لإحدى الشبان المقدسيين من سكان كفر عقب، على الرغم من إشارة الصحيفة إلى أن الشاب فروخ، يحمل الهوية التابعة للاحتلال، ودرس هندسة الميكانيك في كلية إسرائيلية، وتخرج منذ سنوات، وكان يوصف بأنه خجول وهادئ وقليل العلاقات الاجتماعية، حيث يحاول جهاز “الشاباك التغطية على فشله الأمني في احباط العملية المزدوجة التي نفذها المقاومون الفلسطينيون في العاصمة الفلسطينيّة القدس مؤخرًا، وقد اعترف مسؤولون أمنيون بالفشل الإسرائيليّ بقولهم: "إنّ أي هجوم لا يتم احباطه هو فشل".
وتتحدث المعلومات أن الشاب فروخ غير مرتبط بالفصائل الفلسطينية، أو بأي جهة أجنبيّة، لكنه يحمل فكر تنظيم الدولة، وفقاً لمزاعم الشاباك، في ظل الزيادة الكبيرة في معدل عمليات المقاومة الفدائيّة على الأراضي الفلسطينيّة، وتأكيد مختلف الأوساط التابعة للعدو، أنّ المناطق التي شهدت تفعيل وسائل المقاومة والمواجهة باتت خطرة للغاية على الكيان الذي تعيش أجهزته الأمنيّة ارتباكاً كبيراً بعثر كل أوراق المسؤولين الأمنيين، نظرًا لكثافة العمليات ونجاحها في إنجاز ضرباتها الموجعة، ناهيك عن تعرض حكومة العدو لانتقادات لاذعة نتيجة لجرائمها ولجهوزيتها القتالية والأمنيّة في القدس والضفة الغربية.
وفي الوقت الذي لفتت فيه الصحيفة إلى أن الشاب قام بالعمل وحده، ودون مساعدة من أحد، عبر تجهيز العبوات في داخل خندق صغير حفره بمنطقة جرداء ونائية قرب رام الله، شكل صعوبة للشاباك في الوصول إليه، يظهر حجم الارتباك الإسرائيليّ الشديد عقب الأحداث الأمنيّة الأخيرة في فلسطين، حيث إن عملية فرديّة –بزعمهم- أحدثت تلك الفجوة الأمنية في العاصمة الفلسطينيّة القدس، فكيف إذا خُطط لعمليّة أُخرى بشكل منظم، في ظل تأكيد مصادر إسرائيلية مختصة أنّ الحكومة الجديدة للكيان لن تكون بأي حال قادرة على وقف عمليات المقاومة الفلسطينية ضد جنود الاحتلال والمستوطنين الإسرائيليين، وهذه التصريحات دقيقة للغاية حيث إنّ المقاومة لم تعد كالسابق وباتت تتطور كماً ونوعاً، مع ارتفاع احتمالات أن تنفجر الأوضاع أكثر وأكثر بسبب التمادي الإسرائيليّ الصادم والتبؤات بزيادة ذلك في عهد الحكومة الفاشية القادمة.
ويدعي إعلام العدو، أنّ الشاب المقدسيّ اعترف خلال التحقيقات معه –وكلنا نعرف التحقيقات الإسرائيليّة-، أنه ذهب للنوم بعد تنفيذ تفجيري القدس، وعاد بصورة طبيعية إلى مكان عمله، ولم يبد أي أفعال تثير الشكوك بما قام به، زاعماً أنّ خطة الشاب كانت تقوم على تفجير ثلاث عبوات، في الوقت ذاته، لكن العبوة الثانية انفجرت متأخرة بنصف ساعة عن الأولى، أما الثالثة فلم تنفجر بسبب خلل، في ما يعرف بمفرق راموت بالقدس المحتلة، فيما تشير الوقائع إلى عدم رغبة واستعداد الكيان الصهيونيّ لأدنى تغيير في منهجه، وقد أثقبت حكومات العدو المختلفة مسامعنا بأنّها ستضاعف المراقبة وهي جاهزة لإفشال ما تزعم أنّه "إرهاب" و"إرهابيين" في فلسطين الرازحة تحت نير إجرامها واعتداءات مستوطنيها، لكن التصعيد الأمنيّ الحاليّ في القدس والضفة الغربية والذي حذّر منه بشكل متكرر مسؤولون إسرائيليون عديدون تحسسوا خطر تصرفات حكوماتهم الطائشة والسياسة الصهيونيّة العدوانية، يجعل من التراب الفلسطينيّ ساحة فعالة ومستمرة لعمليات المقاومة التحرريّة.
وتكمن المشكلة الإسرائيليّة في "الاستهزاء" بعقلية من جلبتهم من أصقاع الأرض لاحتلال فلسطين، وقد نشرت سلطات الاحتلال صورا قالت إنها للمكان، والأدوات التي استخدمها فروخ في صناعة العبوات الناسفة التي استخدمها في تفجيري القدس، زاعمة العثور على رشاش من طراز كارلو، محلي الصنع، وطلقات ذخيرة، بين المعدات والعبوات التي كان الشاب يستخدمها في تصنيع وتجربة القنابل التي عمل عليها، حيث تعتقد تل أبيب أن عرض مثل تلك التقارير ربما يجعلها قوية أمنيا في نظرهم، لكن السياسة الصهيونيّة الفاشلة ظهرت نتائجها بشكل كبير مؤخرا، حتى باعتراف الإعلام العبريّ والمحللين والقياديين العسكرين الصهاينة، مع إقدام العدو على خطوات تصعيديّة كثيرة، لم تفلح أبدا في كبح جماح الشعب الفلسطينيّ وثورته المشتعلة.
من ناحية أخرى، تتصاعد عمليات المقاومة الفلسطينيّة، نتيجة جرائم قوات الاحتلال الإسرائيليّ الدموية، كما أنّ المسؤولين الصهاينة لا يملكون بالفعل حلولاً لمواجهة هذه المقاومة الجديدة والفريدة من نوعها على الساحة الفلسطينية، وبالأخص فيما يتعلق بعمليات الطعن والدهس، بعد أن أثبت المقاومون الجدد أنّهم قادرون على فرض معادلاتهم على العدو القاتل والسلطة الفلسطينية الخانعة، والدليل هو الحملة الإسرائيليّة الفاشلة ضدّهم نتيجة أمرين الأول أنّهم غير منظمين بمقرات ومؤسسات محددة والثاني أنّهم منتشرون بكثرة في كل شارع وحيّ، ما يعني أن الواقع لم يتغيّر وما زالت "إسرائيل" واستعمارها العسكريّ يعيشان فشلاً ذريعاً في وأد ثورة هذا الشعب الذي يتعرض للإبادة في أرضه.
في الختام، لن يجني الكيان الصهيونيّ اللقيط من الشوك العنب، وإن تصعيد عمليات المقاومة من تفجيرات وإطلاق النار ومحاولات دهس ضد قوات الاحتلال وعصابات مستوطنيه، تعني أن الشعب وفصائل المقاومة الفلسطينية بكل تشكيلاتها يقفون صفاً واحداً في الدفاع عن فلسطين، ولن يسمحوا للعدو بأن يستفرد بأبناء فلسطين وأرضها، وقد بات واضحاً من التغطية الإسرائيلية لهذا الخبر، أن المقاومة في القدس والضفة المحتلة تأخذ منحى تصاعديا مختلفا عن كل ما سبق وبوسائل مختلفة فكل فلسطينيّ بات يجد في نفسه فصيلاً مقاوماً لكنس هذا الاحتلال من أرضه، وبينما يحاول العدو الغاشم احتواء الوضع يزداد الأمر صعوبةً عليه، فيما يدعو المقاومون بشكل مستمر إلى تصعيد المواجهة ضد الكيان ومستوطنيه.