الوقت- زيادة خيالية في المساعدات العسكرية المقدمة للكيان الصهيوني تضمنتها الميزانية الأمريكية المصادق عليها لعام 2023 وقد بلغت 3.3 مليارات دولار سيتم تخصيص 500 مليون دولار للدفاع الصاروخي، ومنها القبة الحديدية، و72.5 مليون دولار للحماية من الطائرات دون طيار والإنفاق مقابل 225 مليون دولار كمساعدات للشعب الفلسطيني يتم تقديمها خجلاً من الرأي العام العالمي.
وحسب صحيفة يديعوت أحرنوت العبرية، المبالغ التي خصصت لمساعدات الفلسطينيين ستزيد بنحو 6 ملايين دولار عن العام الماضي، بعد أن تقرر تحديدها بمبلغ 225 مليون، وبزيادة 40 مليون دولار أكثر من الميزانية الأصلية المطلوبة.
وأضافت الصحيفة، ستخصص هذه الأموال للمشاريع والمساعدات الإنسانية والتنمية الاقتصادية بالضفة الغربية وقطاع غزة. وتابعت الصحيفة، بينما خصصت الولايات المتحدة في العام المقبل 3.3 مليارات دولار لإسرائيل للمساعدة الأمنية. وأشارت إلى أن “هذا العام شهد تعهدًا بتمويل إضافي جديد بقيمة 6 ملايين دولار لمصلحة إنشاء برنامج منح للأمن السيبراني في إسرائيل”.
والجدير ذكره أنه حدث نقص في مخزون صواريخ القبة الحديدية لدى جيش الاحتلال في أعقاب مواجهة "سيف القدس" في مايو 2021، وهو ما دفع وزراة حرب الاحتلال بطلب تمويل عاجل لمنظومة صواريخ القبة الحديدية لمواجهة التحديات والأخطار، حسب المؤسسة الأمنية الصهيونية. ويُشار إلى أن تكلفة الصاروخ الواحد لمنظومة القبة الحديدية من نوع "تامير" تبلغ 30 ألف دولار، حيث يستخدم لاعتراض الصواريخ متوسطة المدى.
وتشكل المساعدات الأميركية للكيان الإسرائيلي 55% من جميع المساعدات الأميركية للعالم، وبلغت منذ عام 1948 حتى العام الماضي قرابة 130 مليار دولار، فيما تفيد تقديرات أخرى أنها وصلت إلى 270 مليار دولار.
ومن جهتها، هنأت المنظمة اليهودية الأمريكية "منتدى السياسة الإسرائيلية" السلطات الإسرائيلية بالموافقة على الميزانية في الكونغرس، على اعتبار أن زيادة الميزانية الأمريكية المخصصة لإسرائيل ستعزز في الواقع دعم الولايات المتحدة لإسرائيل وتضمن مستقبلها كدولة آمنة ويهودية وديمقراطية تتجه في النهاية نحو ما يسمى "حل الدولتين".
هدف مخفي من تقديم مساعدات للفلسطينيين
على الرغم من أنه لا يمكن مقارنة المساعدات التي تقدمها امريكا للشعب الفلسطيني مقابل تلك التي تقدمها للكيان الصهيوني و لتعزيز أمنه العسكري إلا أن المساعدات المقدمة للشعب الفلسطيني أيضا تندرج تحت هدف تعزيز الأمن الإسرائيلي حيث إن التقليص الأمريكي الكبير في ميزانية وكالة "الأونروا" من شأنه أن يخلق فراغا في توفير الخدمات الأساسية في قطاع غزة، حيث يعتمد معظم السكان على الوكالة الأممية، حيث زعموا أن هذا الأمر سيقوي شوكة حركة حماس في القطاع. وهي المخاوف الأمنية الإسرائيلية التي جاءت فور إعلان إدارة ترامب قرارها بتقليص نحو 200 مليون دولار في المساعدات للفلسطينيين وسط تقليصات في تمويلها لـ"الأونروا" أيضا.
لماذا تستمر الولايات المتحدة في تقديم المساعدات للكيان الصهيوني؟
بدأت هذه العلاقة سنه 1967 بعد حرب الأيام الستة (نكسة حزيران) عندما مهد البنتاغون لعلاقات جديدة، كان الجيش الصهيوني قوي حينها فقد لاحظ البنتاغون ذلك ومنذ ذلك الوقت أصبحت دولة الكيان الابن المدلل للولايات المتحدة الأمريكية بالشرق الأوسط.
وما أعلن عنه اليوم في الميزانية الأمريكية لعام 2023 ما هو إلا جزء بسيط من حقيقة المساعدات الأمريكية لتثبيت الكيان الصهيوني الغاصب حيث يبلغ مجموع قيمة المساعدات المالية التي تقدمها الولايات المتحدة إلى دولة الكيان 121 مليار دولار سنوياً وأكثر، هذه المساعدات المالية تعطى بشكل رئيس للجيش الصهيوني للحفاظ على أمن دولة الكيان ومن اجل الصراع الفلسطيني الصهيوني.
هناك نهج ثابت لدى جميع الإدارات الأمريكية، الجمهورية منها والديمقراطية، يتمثل في الدفاع عن «الكيان الإسرائيلي» في جميع المحافل الدولية وعدم الاستعداد لممارسة أي شكل من أشكال الضغط على قادة الكيان الصهيوني مهما كان موقف المجتمع الدولي بأسره، فموقف الكيان الاسرائيلي هو القول الفصل بالنسبة للإدارات الأمريكية المختلفة، وبالتالي فإن أي تفاؤل بإمكانية تغيير الموقف الأمريكي من قضية الصراع، لا يتماشى مع ما يريده ويرغب فيه الكيان الاسرائيلي ليس سوى شكل من اشكال الغباء السياسي وجري وراء السراب الأمريكي. الولايات المتحدة الأمريكية لا تخفي التزامها بما تسميه أمن «إسرائيل» وضمان تفوقها العسكري في المنطقة وتمارس عمليا سياسة الدعم شبه المطلق للسياسة العدوانية تجاه الدول والشعوب العربية، بل إن الولايات المتحدة الأمريكية نصبت نفسها مدافعا شرسا عن السياسة «الإسرائيلية»، الأمر الذي شجع قادة الكيان الصهيوني على التمادي في تعاطيهم بوقاحة مع المجتمع الدولي و قتل و تشريد الشعب الفلسطيني متكئين على الدعم السياسي والدبلوماسي والعسكري غير المحدود الذي توفره الإدارات الأمريكية، الديمقراطية منها والجمهورية بلا استثناء، فهناك علاقة زواج كاثوليكي بين الولايات المتحدة الأمريكية والكيان الإسرائيلي
منذ أن تسلمت الولايات المتحدة الأمريكية مهمة الدفاع عن الكيان الصهيوني وتعهدت بتوفر الحماية لها، في أعقاب إنجاز المهمة البريطانية التي تمثلت في إنشاء الكيان الصهيوني على أرض فلسطين عام 1948، والولايات المتحدة لم تتخل عن هذا الالتزام ولم تنحرف عنه قيد أنملة وهي في جميع المحطات والمناسبات تؤكد هذا الموقف الثابت، ولا تربطه أبدا بمدى تجاوب وتعاون قادة الكيان الصهيوني أو تعاطيهم مع ما يمكن وصفه بالجهود الأمريكية لإحلال السلام في المنطقة، فهذا الدعم وهذه الحماية غير المسبوقة في تاريخ الدول، تحولت إلى ما يشبه الدين الأبدي في أعناق قادة الولايات المتحدة الأمريكية.
فلا غرابة أبدا في إغداق الولايات المتحدة الأمريكية المساعدات السخية على الكيان الصهيوني وليس هناك ما يدعو للدهشة من رفع أمريكا حجم هذه المساعدات، بل سترفعها في المرات القادمة بكل تأكيد لأن احتياجات الاحتلال الاسرائيلي في تصاعد مستمر كي تغطي تكاليف سياستها العدوانية الرافضة لأي شكل من أشكال إحلال السلام مع الطرف الفلسطيني، وهذا يعني استمرار الصراع لأن الشعب الفلسطيني باختصار ليس لديه ما يخسره من ذلك وليس لديه أيضا ما يمكن أن يقدمه كي يرضي أمريكا والكيان الصهيوني فاستمرار هذا الصراع له تكاليفه وأثمانه، والكيان الصهيوني من دون المساعدات الأمريكية السخية لا يمكن أن يصمد في وجه متطلبات واستحقاقات هذا الصراع.
الولايات المتحدة الأمريكية أثبتت أنها غير مستعدة على الإطلاق لممارسة أي شكل من أشكال الضغط على قادة الكيان الصهيوني للقبول بصيغة دولية لإحلال السلام مع الفلسطينيين، لأن هؤلاء القادة يرفضون حتى الآن رفضا قاطعا الاعتراف بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وخاصة تلك المتعلقة بحقه في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، وأمريكا تعرف طريق الوصول إلى ذلك جيدا، وهو إجبار قادة الكيان الصهيوني على الانصياع للإرادة الدولية، لكن واشنطن لن تفعل ذلك أبدا.
أهم أشكال الدعم الذي تقدمه الولايات المتحدة للكيان الإسرائيلي:
أولا: – المساعدات العسكرية
– من ميزانية الدفاع الأمريكي يعطي الكونغرس الأمريكي 3مليارت دولار سنوياً (من دافعي الضرائب الأمريكان).
– تعطي الولايات المتحدة الأمريكية المزيد من الدعم عن طريق تمويل برامج البحث العسكري، ففي سنة 2014 تم استثمار 504 ملايين دولار في البحث العسكري الأمريكي الصهيوني وفي تطوير أنظمة الدفاع المضادة للصواريخ، ومن بين هذه الأنظمة نظام القبة الحديدية الذي كلف الولايات المتحدة 720 مليون دولار.
– صفقات أسلحة متطورة تقدر بملايين الطائرات والأجهزة الكترونية وأجهزة تجسس ومراقبة.
– من حق دولة الكيان مليار دولار من مخزون الأسلحة الأمريكية الذي يمكن لدولة الكيان الوصول إليه في أوقات الطوارئ.
ثانياً: المساعدات غير العسكرية
قدمت الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية مساعدات لدولة الكيان أكثر من أي دولة أخرى بالشرق الأوسط في بناء مكتبات وجامعات ومراكز طبية وغير ذلك..ومازالت تقدم تحت ذريعة محاربة الإرهاب من حزب الله بلبنان وحماس بغزة وإيران، فدولة الكيان غير مستعدة لحل الدولتين أو إنشاء تفاهمات في ظل الدعم الأمريكي غير المحدود رغم ما تقوم به من أفعال وجرائم بحق الإنسانية.
شروط أمام تقديم مساعدات للفلسطينيين
القانون الامريكي الذي يمنح إسرائيل مليارات الدولارات دون أي ذكر لسياسة إسرائيل، هو نفسه ما يفرض شروطاً صارمة على المساعدات الخجولة الممنوحة إلى السلطة الفلسطينية.
حيث يحظر منح المساعدات إلى الفلسطينيين إذا بذلوا مساعي أحادية للحصول على وضع دولة عضو في هيئات الأمم المتحدة، أو اللجوء إلى المحكمة الجنائية الدولية لاتهام إسرائيل بارتكاب جرائم حرب.
علاوة على ذلك، يكلف التشريع الإدارة بالعمل على منع ما يوصف بـ"تحريض" الفلسطينيين ضد إسرائيل. و يتضمن كذلك، خلال مدة لا تتجاوز 90 يوماً من سريان هذا القانون، يجب على وزير الخارجية تقديم تقرير إلى اللجان الملائمة في الكونغرس، على أن يذكر تفاصيل الخطوات التي اتُّخذت من جانب السلطة الفلسطينية للتصدي للتحريض على العنف ضد الإسرائيليين ولتعزيز السلام والتعايش المشترك مع الكيان الإسرائيلي.