الوقت- على الرغم من أنه وخلال السنة الاخيرة الماضية كانت هناك محاولات وسعي لإيقاف الحرب في اليمن، حيث أعلنت صنعاء مرات عديدة موافقتها واستعدادها للتوقف عن استهداف العمقيين السعودي والإماراتي بشرط أن يتوقف العدوان على اليمن الذي فرضته دول العدوان دون أي مبرر، لكن في الواقع فإن دول العدوان لم تلتزم بالهدنة الأممية واستمرت بالسير في خط معاكس للجهود السياسية والاممية لوقف الحرب على اليمن.فتصرفات دول العدوان خلال كل الفترة الماضية أكدت بشكل واضح عدم التزامها بتنفيذ الهدنة التي أعلنتها الأمم المتحدة، بالمقابل كان هناك جهد كبير لحكومة الانقاذ الوطني في إنجاح الهدنة باعتبارها تفتح آفاقاً جديدة للسلام.
بعد كل التعنت السعودي الإماراتي خلال الفترة الماضية عادت صنعاء لتؤكد وتتوعد بتأديب دول التحالف مؤكدة أن امدادات الطاقة لن تكون آمنة وأن بيئة الاستثمار النفطي وغير النفطي في السعودية والإمارات لن تكون آمنة وأن الموانئ ايضاً لن تكون آمنة، حيث صرحت أن المعادلة القادمة في مواجهة التحالف ستكون أقوى. من خلال التصريحات التي تصدر من صنعاء يتضح جلياً أن القوات المسلحة اليمنية تقف أكثر من أي وقت مضى على أهبة الاستعداد والجهوزية والاقتدار القتالي العالي براً وبحراً وجواً، التصريحات التي تصدر من صنعاء تطرح العديد من التساؤلات، فهل تدرك دول العدوان جيداً جدية التصريحات التي تصدر من الجانب اليمني وما سيترتب عليها من ضربات موجعة للعمقين السعودي والإماراتي ؟ وأن ضرب المنشآت والمواقع الحساسة العسكرية سيكلف دول التحالف كثيراً؟ وأن السلاح الامريكي ووقوف امريكا إلى جانب دول العدوان لن يكسر إرادة اليمنيين ولن يقلل من عزمهم على ضرب الاماكن واستهداف السعودية والإمارات اذا ما استمرت في غطرستها.
"صنعاء لن تظل مكتوفة الأيدي"
يسبب استمرار قوى العدوان السعودي الإماراتي في غطرستها تجاه اليمن ونهب ثرواته لم يكن هناك خيار لدى الجهات الرسمية في حكومة الإنقاذ الوطني الا تقديم كامل الدعم المعنوي للقوات المسلحة اليمنية للتصدي لتلك التصرفات السعودية الإماراتية غير القانونية، ففي هذا الصدد أكد رئيس لجنة الدفاع والأمن بمجلس الشورى في اليمن "يحيى المهدي"، لن ينهي العدوان إلا القوة الضاربة وقصف الأهداف الاستراتيجية في عمق السعودية والإمارات. وقال نائب رئيس مجلس الشورى عبده الجندي إن سلطات صنعاء لن تظل مكتوفة الأيدي أمام ممارسات التحالف في جنوب اليمن متابعاً: “ما دامت طائراتنا المسيرة بلغت مديات بعيدة فالاحتلال في جنوب اليمن لن يبقى”.وأکد الجندي تعليقاً على الأحداث الأخيرة في المحافظات الجنوبية الواقعة تحت سيطرة التحالف أن “ما يجري في الجنوب مؤامرة خطيرة تهدد وحدة اليمن وسلامة أراضيه والملاحة الدولية”.كما اكدت فاطمة محمد عضو مجلس الشورى: على أن مجلسي النواب والشورى قد خولا الحكومة والقوات المسلحة بضرب كل الأهداف في دول العدوان وفرض الحصار عليها ما أمكن ذلك ومن الجدير بالذکر أنه سبق وأن كانت قيادات سياسية وعسكرية في قوات حكومة صنعاء قد وجهت للتحالف السعودي الإماراتي تحذيرات من استهداف منشآته الحيوية والاقتصادية اذا واصل فرض الحصار على اليمن ومنع اليمنيين من “حقوقهم المشروعة”.
هل يتحمل التحالف النتائج المترتبة على التصعيد ويدفع ثمن حماقته؟
عمل التحالف السعودي الإماراتي على منع إنهاء الحصار القائم منذُ سنوات على الشعب اليمني و وقف العمليات العسكرية وايضاً تحالف العدوان منع حصول أي انفراج للوضع في اليمن ومنع التحول نحو الحلول السياسة التي أمل الكثير بحصولها لإيقاف الحرب في اليمن ولذلك هنا تُطرح العديد من التساؤلات هل يتحمل التحالف النتائج المترتبة على التصعيد ويدفع ثمن حماقته؟
في الحقيقة فإن التعنت السعودي ومحاولته منع إنهاء الحرب على اليمن وعدم وقف العدوان ورفع الحصار وسحب قوات التحالف من اليمن والحسابات السعودية الخاطئة للحرب في اليمن ستكلف التحالف السعودي الإماراتي الكثير، فلا يحق للسعودية التدخل بهذه العنجهية في الشأن اليمني، أو التغوُّل العسكري، البري تارة والجوي تارة أخرى، وإذا كانت السعودية تبحث عن مَخرج للعدوان، فإن السبيل الوحيد أمامها هو الانصياع للمبادرات التي أطلقتها قيادات حركة “أنصار الله” مراراً وتكراراً، عبر وقف العدوان العسكري عن الشعب اليمني فوراً والا فإن التحالف السعودي سيكون أمام خيارات صعبة وخاصة بعد الدعم الذي صرحت به الجهات التابعة لحكومة الإنقاذ الوطني والتفويض للقوات المسلحة بضرب الأهداف الحساسة في العمقيين السعودي والإماراتي.
ما وراء التصريحات الاخيرة؟ وما الذي ينتظر التحالف ؟
من خلال التصريحات الاخيرة والتي صدرت من صنعاء بضرب الأهداف الحساسة داخل العمقيين الإماراتي والسعودي يتضح أن الجيش اليمني واللجان الشعبية على اتم الاستعداد والجاهزية لمواجهة التحالف ومن يقف معه في حال استمر التعنت السعودي والرهانات الخاسرة والسياسة الفاشلة التي يتبعها التحالف السعودي والتي جعلته يتجاهل كل تلك التهديدات التي صدرت من قبل القوات المسلحة اليمنية والتي حذرت دول العدوان السعودي من مغبة الاستمرار في حصار اليمن. وفي هذا الصدد يتضح أن القوات المسلحة اليمنية لن تقف مكتوفة الايدي أمام التجاوزات من قبل قوى العدوان السعودي الإماراتي وربما تكون هذه التحذيرات التي صدرت من صنعاء هي الاخيرة للتحالف السعودي.
في النهاية من الواضح أن التحالف السعودي الإماراتي سوف يستمر في التعنت وسيستمر في حصار الشعب اليمني وحرمانه من الاستفادة من ثرواته وأن التحالف السعودي يعمد بشكل واضح إلى زيادة الوضع المأساوي في اليمن الذي تسبب به، ومن جهةٍ اخرى إذا قامت القوات المسلحة اليمنية بتوجيه ضربات للعمقين السعودي والإماراتي فإنه سيترتب على تلك الضربات خسائر كبيرة لقوى تحالف العدوان.