الوقت -حرص لاعبو المنتخب المغربي في منافسات كأس العالم لعام ٢٠٢٢ على حمل العلم الفلسطيني والتلويح به في كل احتفال بعد المباريات ، إلى جانب العلم المغربي.
ويسعى المغاربة من خلال الخطوة إلى تأكيد تمسّكهم بالقضية التي تستحوذ على وجدانهم.
فرغم تطبيع الحكومة المغربية مع اسرائيل ، إلا أن جمهور المغرب حمل علم فلسطين في كل مباريات منتخبه وردد ”الحرية لفلسطين“ و ”فلسطين عربية“.
وفي أحد الفيديوهات، ظهر صحفي إسرائيلي حائراً إثر رفض الجمهور المغربي إجراء مقابلات معه، ما دفعه إلى سؤالهم "ألم نوقّع اتفاق سلام"؟
واحتفل لاعبو المنتخب المغربي لكرة القدم، بفوزهم على البرتغال، برفع الأعلام الفلسطينية.
وتغلّب المنتخب المغربي على البرتغال في المباراة ، ليحقّق بذلك المفاجأة الكبرى في البطولة، وليصبح أول منتخب عربي يصل لهذا الدور من كأس العالم عبر التاريخ.
وحمل عددٌ من لاعبي المغرب الكوفية والأعلام الفلسطينية، أثناء احتفالهم مع الجماهير عقب انتهاء المباراة.
وأظهرت مقاطع فيديو عدداً من اللاعبين توشحوا بالعلم الفلسطيني إلى جانب العلم المغربي في الاحتفالات مع الجماهير المتواجدة في ملعب المباراة.
كذلك رفع عدد من لاعبي منتخب المغرب علم فلسطين في أوج احتفالاتهم بالتأهل إلى الدور الـ16 من مونديال قطر 2022 عقب فوزهم على كندا 2-1 لحساب الجولة الـ3 من دور المجموعات على ملعب الثمامة.
وأيضاً أثناء فوزهم على إسبانيا بركلات الترجيح احتفل لاعبو المنتخب المغربي وهم يحملون الأعلام الفلسطينية.
وانتشرت عدة صور ومقاطع فيديو للاعبي "أسود الأطلس" عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وهم يحتفلون وفي أيديهم علم فلسطين.
وظهر جواد الياميق، مدافع "أسود الأطلس" ونادي بلد الوليد الإسباني، وهو يمسك بالعلم الفلسطيني ويطوف به أرجاء الملعب، قبل أن ينضم إليه بعض من أفراد الطاقم الإداري للمنتخب المغربي.
كما ظهر الثنائي سليم أملاح وعز الدين أوناحي وهما يضعان العلم الفلسطيني على كتفيهما ويسيران في ملعب الثمامة الذي احتضن مباراة المغرب وكندا.
ووثق مقطع فيديو آخر اثنين من اللاعبين المغاربة وهما يحملان العلم الفلسطيني، أثناء احتفالهما مع جماهيرهما التي ملأت مدرجات الملعب.
كما حافظت الجماهير المغربية على عادتها في هذه البطولة، وواصلت حمل ورفع الأعلام الفلسطينية، التي زينت أفراحهم بهذا الإنجاز في تاريخ الكرة المغربية.
وهتف الفلسطينيون والعرب معهم “الله يحفظ هذا الغول” وذلك احتفاء بتأهل المنتخب المغربي لمباريات نصف النهائي في مونديال قطر.
وقالت بيثان ماكيرنان وكويك كيزرمنباوم، في تقرير لصحيفة “أوبزيرفر” من رام الله، إن المقاعد في ستاد الثمامة بالدوحة كانت مليئة للنصف، إلا أن المقاهي والحانات في رام الله كانت ممتلئة بانتظار صافرة البداية لمباراة ربع النهائي بين المغرب والبرتغال.
واجتمع فلسطينيون من كل الأطياف في مطعم لمتابعة أول منتخب عربي يتأهل لربع نهائي المونديال،
ولم يتظاهر المعلقون العرب بالموضوعية، عندما صرخ معلق فلسطيني عبر الراديو: “الله يحفظ هذا الغول”، ووصف معلق على قناة “بي إن سبورتس” تضييع المغرب لفرصة بأنها “جريمة حرب”.
ولم يُنظر للإنجاز المغربي التاريخي، كنجاح وطني وإفريقي وعربي، بل دفعة لفلسطين.
وقال النائب العربي في الكنيست أحمد الطيبي، ومشجع كرة القدم المتحمس، قال لمجلة “زائد 972”: “كان حضور فلسطين واضحا في كل ملعب، ورفع العلم الفلسطيني في كل مكان” مضيفا: “بعد سنوات من الشعور بأن القضية الفلسطينية لم تعد مهمة للعرب، كانت الشعوب العربية واضحة أنها مركزية للأمة العربية”.
وأقيمت احتفالات في جميع أنحاء الضفة الغربية وغزة مساء يوم السبت بعد فوز المغرب على البرتغال ،
وأفاد موقع “واللا” الإخباري بأن السائقين أطلقوا أبواق سياراتهم في أم الفحم، وتم توزيع الحلوى في شوارع الطيبة احتفالا بفوز المغرب.
ومع ذلك، وردت أنباء عن اشتباكات متفرقة في القدس الشرقية بين الشرطة والسكان المحليين، الذين اتهموا الشرطة باستخدام القوة المفرطة لفض الاحتفالات.
وقال أحد السكان المحليين الذي لم يذكر اسمه لموقع “واينت” الإخباري: “قامت الشرطة بتفريق المحتفلين واستخدمت العنف. احتفلنا مثل أي مكان آخر، لكن للأسف أرادوا حرماننا من الفرح الذي جلبه لنا المنتخب المغربي”.
وقال رافي نيدام، الرئيس التنفيذي لفريق أشدود لكرة القدم، لموقع “واللا” الإخباري: “أنا سعيد، ليس لأنني من أصول مغربية، ولكن بشكل أساسي لأنني أدعم المستضعف والمغرب لعب بذكاء باستخدام الأدوات التي يمتلكها. أنا أحب الرجل الصغير الذي يلعب كرة القدم ضد العظماء وأنا لا أستبعد فوزهم بكأس العالم. نجاحهم يجب أن يلهم كرة القدم الإسرائيلية”.
“من الواضح أنه ليس من المشجع أن نراهم يندفعون للاحتفال مستخدمين العلم الفلسطيني، لكني لا أعرف ما إذا كان ذلك موجهًا ضدنا”.
وفي غزة، احتشد الفلسطينيون بالمقاهي وفي صالة للألعاب الرياضية تحولت إلى مكان مجاني لمشاهدة مباريات كأس العالم، وهم يهتفون مبتهجين بالنصر،
وحمل البعض ملصقات عليها الأعلام الفلسطينية والمغربية وشعار كتب عليه “شعب واحد، دولة واحدة”.
وشهدت الضفة الغربية مشاهد مماثلة، حيث نزل الفلسطينيون إلى الشوارع وأطلقوا أبواق سياراتهم ولوحوا بالأعلام الفلسطينية والمغربية.
وفي نابلس، أظهر مقطع فيديو نُشر على مواقع التواصل الاجتماعي مجموعات من الفلسطينيين وهم يرددون “المغرب!” تحت أعين الجنود الإسرائيليين في الجهة المقابلة من الشارع.
وفي ميدان “ياسر عرفات” في رام الله، رقص الآلاف ووزعوا الحلوى عند انتهاء المباراة، “فيما انطلقت أبواق السيارات وأصوات الألعاب النارية والرصاص خلال الليل”، حسبما ذكرت صحيفة الغارديان.
وتتمتع المغرب بعلاقات ثقافية ودينية عميقة مع اسرائيل،وتم تعزيز هذه العلاقات بشكل أكبر في أعقاب “اتفاقات إبراهيم”، التي شهدت تطبيع الرباط لعلاقاتها مع إسرائيل في عام 2020.
إلا إنّ الإحصائيات عام 2020، أي عندما وقع المغرب اتفاق التطبيع مقابل اعتراف واشنطن بمغربية الصحراء، أظهرت أنّ 80% من المغاربة رفضوا الاعتراف الدبلوماسي بإسرائيل.