الوقت_ في إطار الهجمات الإباديّة التي ينفذها الكيان الصهيونيّ الغاشم، استشهد مؤخراً عدّة فلسطينيين وأصيب عشرات آخرين، عقب تصعيد جديد لقوات الاحتلال بالضفة الغربية، ما اعتبر أنّه جزء من سلسلة الاعتداءات الإسرائيليّة الممنهجة بحق أهالي الضفة الغربيّة المحتلة منذ عام 1967، إضافة إلى مواصلة سياسة الاستيطان والقتل المروعين بما يخالف القوانين الدوليّة والإنسانيّة، ومع دعوات المقاومة الفلسطينية للرد بالتصعيد، وتلويحها بـ "سلاح الانتفاضة"، من المتوقع ارتفاع العمليات الفدائيّة والطعن والدهس كردٍ من الفلسطينيين على الجرائم النكراء التي ينفذها العدو، باعتبارها أحد أساليب المقاومة والمواجهة في المنطقة التي تمادت فيها قوات المحتل ضد أرواح الفلسطينيين وثرواتهم ومقدساتهم، والأخبار الآتية من فلسطين السليبة خير برهان على ذلك.
تصعيد إسرائيليّ خطير
لا يختلف اثنان، على أن حسابات العدو الإسرائيلي خاطئة بامتياز في الضفة الغربية وحتى غيرها، ولكن بما يخص تلك المنطقة بالتحديد فإن السياسية الصهيونيّة تجعل من السكان "قنابل موقوتة"، مع إقدام تل أبيبب على خطوات تصعيديّة كثيرة ستؤدي بلا محالة إلى انفجار الأوضاع بشكل كبير، نتيجة ارتكاب أبشع الجرائم الإرهابيّة في قتل وإعدام وتعذيب الفلسطينيين، والدليل إعلان وزارة الصحة الفلسطينية عن استشهاد الشقيقين ظافر وجواد ريماوي (21 و22 عاما على التوالي) برصاص قوات الكيان، في قرية كفر عين شمال مدينة رام الله، ناهيك عن استشهاد الشاب رائد النعسان (21 عاما) بعد إصابته في الصدر برصاصة أطلقها جنود العدو خلال مواجهات في قرية المغير عقب اقتحامها، كما استشهد الشاب مفيد إخليّل متأثرا بجروحه، وأصيب أكثر من 20 آخرين خلال يوم واحد، نتيجة هجمات قوات الاحتلال في بلدة بيت أُمر شمال مدينة الخليل.
كل تلك الجرائم، وغيرها الكثير من الأرشيف الاحتلاليّ الدمويّ، تشير إلى تصعيد خطير للغاية هدفه إبادة هذا الشعب وإغراقه بدماء أطفاله، حيث وصل الإجرام والاستخفاف الصهيونيّ بأرواح الفلسطينيين لحد الأفلام الهوليوديّة، وقد أثبت التاريخ والواقع أنّ الصهاينة يتمادون أكثر فأكثر في عدوانهم الذي لا يمكن أن توقفه إلا القوة والوحدة والمقاومة، والدليل على ذلك هو قتل الفلسطينيين بشكل مباشر وبمختلف الطرق دون أيّ رادع قانونيّ أو إنسانيّ أو أخلاقيّ، وقد تفجرت المواجهات بين أصحاب الأرض وقوات الاحتلال خلال اقتحام دوريات عسكريّة بيت أمر لتأمين خروج مركبتين عسكريتين تعطلتا بعد دخول البلدة، وبرر الاحتلال الإعدام الميدانيّ الذي ينفذه بالرد على ما يزعم أنّها "أعمال شغب عنيفة"، مقرا باستخدام الرصاص الحيّ ضد الفلسطينيين، فيما أفادت القناة 13 العبريّة بأن مجندة أصيبت في عملية الدهس التي وقعت قرب مستوطنة "كوخاف يعقوب" شرق رام الله.
وفي هذا الخصوص، باتت قضية تصعيد المواجهة بشكل كبير مع الكيان ضرورة حتميّة، وبالتحديد في الضفة الغربيّة، في ظل ارتفاع حدة الإجرام والاستيطان الصهيونيّ، وتدعو فصائل المقاومة الإسلاميّة بشكل مستمر أبناء الشعب الفلسطينيّ في الضفة والقدس والداخل المحتل إلى إشعال الأرض الفلسطينيّة المحتلة تحت أقدام جنود الاحتلال رداً وثأراً لدماء شهداء فلسطين وحماية لأبناء الضفة الغربيّة المحتلة والمستهدفة، لأنّ قوات الاحتلال لا تكف عن استهداف وقتل وتهجير الفلسطينيين، فمنذ ولادة الكيان غير الشرعيّة قام على العنف المفرط والإجرام غير المعهود، ويوماً بعد آخر يزداد ظلماً وعدواناً حتى وصل إلى قمة الإجرام والإرهاب، بعد أن فرضه المستعمرون على العالم وعلى المنطقة، والتاريخ أكبر شاهد على الوحشيّة والدمويّة الصهيونيّة في فلسطين والمنطقة.
نتائج مزلزلة
لأنّ "إسرائيل" تريد بقوتها العسكريّة حسم المعركة في الساحة الرئيسة للمواجهة في فلسطين، ولأن قواتها تواصل جرائم الإعدام والقتل بدم بارد بحق الشبان الفلسطينيين أينما وجدوا في كل محافظات الضفة الغربيّة المحتلة، لابدّ لصاحب العقلية الإجراميّة والإرهابيّة أن يلقن درساً –لابد أنّه قريب- ويمكن أن يكون أكثر مما يتخيل الإسرائيليون، حيث إنّ الضفة المحتلة كانت ولا تزال وقوداً لثورة الشعب الفلسطينيّ التي لن تتوقف إلا برحيل المحتل عن كامل الأراضي الفلسطينيّة، ما يرفع من احتماليّة وقوع "ثورة مزلزلة" بوجه الاحتلال وعصاباته.
"ردنا على هذه الجرائم سيكون مقاومة جديدة وانتفاضة متواصلة"، هذا ما يجمع عليه الشعب الفلسطينيّ الذي يسعى بكل ما أوتيّ من قوة لمحاربة إجرام وعربدة وتغول الصهاينة في أراضيه، ولهذا أعلنت القوى الوطنيّة والإسلاميّة الإضراب العام في محافظة رام الله والبيرةـ حدادا على أرواح الشهداء، داعين إلى تصعيد المقاومة بشكل أكبر، فيما شدّدت حركة المقاومة الإسلاميّة حماس على أنّ دماء الشهداء لن تذهب هدرا، وستكون وقودا لانتفاضة فلسطينية جديدة في وجه الاحتلال.
وبالاستناد إلى أنّ الفلسطينيين لن يقفوا مكتوفي الأيدي أمام جرائم الاحتلال، وسيواجهونه بالمقاومة بكل أشكالها، بيّنت حركة الجهاد الإسلاميّ أنّ الاحتلال لن يهنأ بالأمن على حساب الدم الفلسطيني، داعية إى دعم المقاومين واحتضانهم، فمع كل عدوان جديد تنفذه الآلة العسكرية الصهيونيّة القاتلة، يقترب تحول الضفة الغربيّة إلى "غزة أُخرى" لردع العدوان الهمجيّ الإسرائيليّ، حيث إنّ الصهاينة مؤمنون بأنّهم سيسحقون كل فلسطينيّ ومطالب بحقوقه، والتهم جاهزة كعادتها "إرهابيّ"، "قاتل"، "متشدد".
"تصعيد عدوان الاحتلال في الضفة ينذر بانتفاضة وغضب واسعين في كل الأرض الفلسطينية"، هذا ما حذرت منه الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، داعيّة إلى توسيع دائرة الاشتباك مع جيش الاحتلال والمستوطنين، فيما نّددت السلطة الفلسطينيّة بجرائم القتل اليومية للكيان معتبرة أنّها "إعلان حرب على الشعب الفلسطينيّ وتدمير لكل شيء"، وهذا أيضاً ما أشارت إليه منظمة التحرير الفلسطينية التي أكّدت أنّ عمليات القتل التي تنفذها قوات الاحتلال في الضفة سلوك فاشيّ واستباحة للدم الفلسطيني بتعليمات سياسية.
نتيجة لكل ما ذُكر، يجمع الفلسطينيون كما غيرهم –باستثناء الصهاينة- على أنّ التصعيد يَحمل مخاطر كبيرة، ويشكل إعلان حرب واضحة، وبالتالي يجب على المجتمع الدولي أو ما يسمى بذلك توفير الحماية للشعب الفلسطينيّ، والتدخل لوقف آلة الموت الإسرائيلية من أركان الحكومة المنصرفة والقادمة، حيث الحرب على الفلسطينيين وصلت من جديد إلى "المربع الأحمر"، لهذا ستشعل كل نقطة يوجد فيها جنود الاحتلال ومستوطنوه، لمنع محاولة إنهاء الوجود الفلسطينيّ عبر كل الوسائل.