الوقت- خلال الفترة الماضية انتهت الهدنة في اليمن والتي كانت قائمة بين القوات المسلحة اليمنية التحالف السعودي الإماراتي والتي رعتها الأمم المتحدة ، سبق ذلك إقامة عروض عسكرية وخلال العروض العسكرية تم الكشف عن الأسلحة التي طورتها القوات المسلحة اليمنية والتي تم تصنيعها بواسطة القوة الصاروخية اليمنية ، حيث حذرت قيادة أنصار الله التحالف السعودي والقوات الاجنبية المتواجدة في اليمن مرات عديدة بأن الجيش اليمني واللجان الشعبية على اتم الاستعداد والجاهزية لمواجهة التحالف ومن يقف معه في حال تنفيذ عمليات عسكرية من قبل التحالف في اليمن او في حال انتهاء الهدنة في اليمن، لكن يبدو أن التعنت السعودي والرهانات الخاسرة والسياسية الفاشلة التي يتبعها التحالف السعودي جعلته يتجاهل تلك التهديدات التي صدرت من قيادة أنصار الله.
بعد انتهاء الهدنة في اليمن والتي كان من الواضح أن الطرف السعودي السبب في فشلها ومحاولة التحالف السعودي من جديد لممارسة غطرستة في اليمن واستمرار عدوانه العبثي غير المبرر له، قررت قيادة أنصار الله الرد على تلك الغطرسة السعودية والتي شنت الحرب على اليمن دون وجه حق، حيث قام الجيش اليمني بضرب القوات التابعة للسعودية في مدينة حضرموت.
ضربة تحذيرية
في ظل استمرار السعودية وإصرارها على تدمير اليمن ونهب ثرواته وبعد التهديدات التي أصدرتها قيادة أنصار الله للتحالف السعودي خلال الفترة الماضية، قام الجيش اليمني بتوجيه ضربة تحذيرية لمنع سفينة من نقل شحنة نفط من ميناء الضبة بمحافظة حضرموت، حيث قال المتحدث باسم القوات المسلحة التابعة لحكومة الإنقاذ يحيى سريع، في بيان نشره عبر حسابه على تويتر، إن "قواتنا المسلحة نفذت ضربة تحذيرية بسيطة، وذلك لمنع سفينة نفطية كانت تحاول نهب النفط الخام عبر ميناء الضبة بمحافظة حضرموت، بعد مخالفتها للقرار الصادر عن الجهات المختصة بحظر نقل وتصدير المشتقات النفطية السيادية اليمنية".وأضاف: "هذه الرسالة التحذيرية أتت منعاً لاستمرار عمليات النهب الواسعة للثروة النفطية وعدم تخصيصها لخدمة أبناء الشعب فيما يخص مرتبات موظفيه وتحسين الجوانب الخدمية له، وقد أتت هذه الرسالة التحذيرية بعد قيام الجهات المختصة بمخاطبة هذه السفينة وإبلاغها بالقرار استناداً إلى القوانين اليمنية النافذة وكذلك القوانين الدولية ذات الصلة، حينها تم التعامل مع السفينة بإجراءات تحذيرية حرصنا من خلالها على الحفاظ على سلامة وأمن البنية التحتية لليمن وكذا أمن السفينة وطاقمها".
من جهة أخرى قال المتحدث يحيى سريع إن قواتنا "لن تتردد في القيام بواجبها في إيقاف ومنع أي سفينة تحاول نهب ثروات شعبنا اليمني، وقادرة على شن المزيد من العمليات التحذيرية دفاعا عن شعبنا العظيم وحماية لثرواته من العبث والنهب، ونجدد التحذير لكل الشركات المحلية والأجنبية بالامتثال الكامل لقرارات حكومة الإنقاذ في العاصمة اليمنية صنعاء بالابتعاد عن أي مساهمة في نهب الثروة اليمنية".
ميناء الضبة النفطي
يسمى ميناء "الشحر" وهو أحد الموانئ الرئيسية لتصدير النفط في اليمن، حيث يقع الميناء على الساحل الجنوبي الشرقي لليمن على بحر العرب بالقرب من مدينة الشحر ويبتعد عن المكلا نحو 15 كم شرقا ويبعد عن مدينة عدن نحو 426 كم.الميناء مؤهل لتحميل وشحن السفن بالنفط الخام لأغراض التصدير من نفط خام مزيج من قطاع 14 بالمسيلة، ونفط شرق شبوة قطاع (10) ونفط حواريم (32) وغيرها من الحقول المجاورة (53، 51)، عبر خط يمتد على مسافة 138 كم بقطر (24-36) بوصة، يوجد في الميناء 5 خزانات السعة الكلية لكل خزان 5.000 برميل ويحتوي على أكبر خزان بسعة مليون برميل ،إنشاء الميناء عام 1993 وتقدر مساحة الميناء بنحو 1،790 مليون متر مربع غير شاملة نقطة التحميل العائمة حيث تقوم شركة كنديان نيكسن بتروليوم المحدودة صاحبة الامتياز في قطاع 14 بتحمل المسؤولية حول تشغيله.
الاسباب والدلالات
هناك العديد من الأسباب التي جعلت القوات المسلحة اليمنية تنفذ ضربة تحذيرية على ميناء الضبة النفطي بعد أسبوعين من التهديدات والتي سبق أن تم توجيهها بعد انتهاء الهدنة، حيث توعدت قيادات أنصار الله باستهداف شركات النفط والاماكن الحساسة ليس فقط في الداخل بل في العمق السعودي إذا ما استمر العدوان السعودي على اليمن، ومع السعي الحثيث الذي قامت به قيادة أنصار الله لم تنجح جهود الأمم المتحدة في التوصل إلى اتفاق لتجديد وتوسيع الهدنة التي انتهت بداية الشهر الجاري بسبب عدم قبول الطرف السعودي الإماراتي بالشروط الاساسية للهدنة.
ومن خلال الضربة التحذيرية التي نفذتها القوات المسلحة اليمنية على ميناء الضبة النفطي تتضح العديد من الرسائل التي وجهتها قيادة أنصار الله للتحالف السعودي حيث يتبين من خلال استهداف ميناء الضبة النفطي أن حركة أنصار الله تؤكد أنه لا يمكن السماح للتحالف السعودي أن يعبث بمناطق ومحافظات اليمن وينهب ثرواته ولن يُسمح بتواجد قوات أجنبية في اليمن سواء في الشمال أو الجنوب فكل المحافظات في اليمن لايمكن التفريط بها ابداً، فالقوات المسلحة اليمنية نفذت هذه الضربة التحذيرية البسيطة لمنعِ سفينة نفطية كانت تحاول تحميل النفط الخام عبر ميناء الضبة بمحافظة حضرموت، ولن تتردد في إيقاف ومنع أي سفينة في المستقبل.
السعودية "تدين وتستنكر "
أعلنت قيادة الجيش اليمني عن أن تنفيذها للضربات التحذيرية كان الهدف منها منع سفينة نفطية كانت تحاول نهب النفط الخام عبر ميناء الضبة بحضرموت. حيث إن السفينة خالفت قرارات حظر نقل وتصدير النفط وأشارت القوات المسلحة اليمنية إلى أن التعامل مع السفينة تم بحذر "حفاظا على البنية التحتية لليمن"، مؤكدة قدرتها على "شن عمليات تحذيرية أخرى للدفاع عن ثروات اليمن".
من جهتها، أدانت وزارة الخارجية السعودية، يوم السبت، الهجوم الذي نفذته القوات المسلحة اليمنية، بطائرتين مسيرتين استهدفتا ميناء الضبة النفطي في حضرموت أثناء رسو سفينة لشحن النفط الخام في الميناء.واعتبرت الخارجية السعودية، في بيان لها، أن ذلك "يعد خرقا سافرا لقرار مجلس الأمن رقم 2216، وانتهاكاً للقوانين والأعراف الدولية. وطالبت الحكومة السعودية كل الدول "باتخاذ إجراءات صارمة وقوية لإدانة هذا العمل ". وفي السياق نفسه حذرت السعودية من أنه "في حال لم يتم العمل بشكل قوي وصارم لإدانة وتلافي تكرار هذا السلوك والفعل فسيؤدي ذلك إلى آثار سلبية على عملية السلام في اليمن وعلى إمدادات واستقرار سوق الطاقة العالمي"، وفقا للبيان الصادر من قبل وزارة الخارجية السعودية.
تحذيرات يمنية سابقة
أصدر رئيس المجلس السياسي الأعلى في اليمن، مهدي المشاط، توجيهات بتحرير المخاطبات الرسمية النهائية لكلّ الشركات والكيانات ذات العلاقة بنهب الثروات السيادية اليمنية، من أجل التوقف الكامل عن عمليات النهب وفي 20 أيلول/سبتمبر، حذّر قائد حركة "أنصار الله"، السيد عبد الملك الحوثي، التحالف السعودي من مواصلة نهب الثروة الوطنية اليمنية، وأي شركة أجنبية تتواطأ معه.عقب ذلك، دعا المتحدث الرسمي باسم القوات المسلحة اليمنية، العميد يحيى سريع، الشركات الأجنبية "التي تنهب ثروات اليمن إلى أن تأخذ تحذير قائد الثورة على محمل الجد".
في الختام يتضح جلياً أن الهدف من الضربة التحذيرية التي قامت بها القوات المسلحة لم يكن إحداث أضرار كبيرة في السفينة النفطية التي كانت تعمل على نهب الثروات النفطية من قبل التحالف السعودي إنما حملت في طياتها العديد من الرسائل لتاخذ السعودية تهديدات القوات المسلحة اليمنية على محمل الجد وفي الوقت نفسه أكدت الضربة أنه لن يسمح للقوات الاجنبية التواجد في أي منطقة في اليمن سواء في الشمال او الجنوب وأن وحدة الارضي خط أحمر لن يتم التغاظي عنه أبداً، إضافة إلى ذلك فإن الضربة تؤكد قدرة القوات المسلحة اليمنية على تنفيذ ضربات موجعة وأكثر الماً للتحالف السعودي إذا ما استمر في غطرستة تجاة اليمن وشعبها.
