الوقت - في كتابه الجديد، قدم بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الأسبق للکيان الصهيوني، سردًا لاقتراحه في عام 2013 إلى باراك أوباما، الرئيس الأسبق للولايات المتحدة، لمهاجمة المنشآت النووية الإيرانية.
وفي هذا الصدد، كتبت صحيفة هآرتس الصهيونية أن هذه هي المرة الأولى التي يؤكد فيها نتنياهو تقارير سابقة عن طلب تل أبيب من واشنطن مهاجمة المنشآت النووية الإيرانية.
وحسب كتاب "بيبي (اختصار لبنيامين نتنياهو): قصتي"، تقدم نتنياهو بهذا الطلب خلال زيارة باراك أوباما الأولى لفلسطين المحتلة. ووفقاً لصحيفة هآرتس، يبدو من رواية نتنياهو أن هذه ليست المرة الأولى التي يقدم فيها مثل هذا الطلب.
وحسب نتنياهو، لم يرد أوباما إيجابياً على هذا العرض، وقال: "لا أحد يحب جالوت. لا أريد أن أكون غوريلاً تزن 800 رطل تتجول في العالم بغطرسة. لقد فعلنا ذلك لفترة طويلة".
ولم يذكر نتنياهو في هذا الكتاب ما إذا كان قد قدم طلبًا مماثلاً لدونالد ترامب، الذي تربطه به علاقة أوثق كثيرًا من أوباما. وقبل هذا أيضًا، أدلى مسؤولون آخرون في الکيان الصهيوني بتصريحات حول مساعي هذا الکيان لمهاجمة المنشآت النووية الإيرانية.
ومنذ وقت ليس ببعيد، كتب إيهود باراك، رئيس الوزراء الأسبق للکيان الصهيوني، وبينما اعترف بوجود خطط لمهاجمة المنشآت النووية الإيرانية في السنوات الماضية، أنه لا توجد الآن وسيلة لتنفيذ مثل هذه الهجمات.
وأشار إيهود باراك، في ذلك المقال الذي نشر في آب/أغسطس من هذا العام في مجلة تايم، إلى أنه في السنوات الـ 12 الماضية، كان هناك احتمال لوضع خطة لخيارات عسكرية من شأنها أن تعيق برنامج إيران النووي، لكن الآن لا توجد مثل هذه الخيارات.
وجاء في المقال: "بعبارة أخرى، على عكس العمليات الميدانية التي كان يُنظر فيها منذ 12 عامًا، أو كان من الممكن النظر فيها قبل 4 سنوات - أي العمليات التي يمكن أن تؤخر بشكل كبير برنامج إيران النووي (دون مخاطر الحرب)- فالخيارات الحالية كلها تنطوي على خيار الحرب(خاصةً بالنسبة لإسرائيل)، في حين أن لديها القليل من القوة لتأخير برنامج إيران النووي."
في كتابه، أوضح نتنياهو أيضًا علاقته بترامب، وكتب أنه في الأيام الأولى لإدارة الرئيس الأمريكي السابق، كانت لديه خلافات مع جاريد كوشنر، صهر ترامب ومستشاره. وزعم أن كوشنر أبلغ سفير الکيان الصهيوني في الولايات المتحدة، أن على "إسرائيل" وقف بناء المستوطنات لمدة عامين.
وعندما زار ترامب فلسطين المحتلة بعد بضعة أشهر، في أول لقاء خاص له مع رئيس الکيان الصهيوني، اشتكى من أن بيبي لا يبحث عن السلام.
وكتب نتنياهو أنه سمع هذه القضية ليس من رؤوفين ريفلين، رئيس الکيان الصهيوني في ذلك الوقت، ولكن من السفير الأمريكي في فلسطين المحتلة، وبدأ على الفور العمل على تغيير رأي ترامب.
وفي صباح اليوم التالي، عرض على ترامب مقطع فيديو يتحدث فيه محمود عباس، رئيس السلطة الفلسطينية، باللغة الإنجليزية أمام جمهور دولي عن السلام مع "إسرائيل"، بينما يدعو في خطاب آخر بالعربية إلى تدمير الکيان الإسرائيلي. وزعم نتنياهو أن هذا الفيلم غيَّر رأي ترامب.
ملاحظة: الغوريلا التي تزن 800 رطل، مثل باللغة الإنجليزية يشير إلى شخص أو منظمة تعتبر نفسها قويةً، لدرجة أنها لا تهتم بالقانون أو حقوق الآخرين. هذا المثل مأخوذ من لغز ساخر حول سؤال يبدو جادًا، وهو "أين يمكن أن تجلس غوريلا تزن 800 رطل؟" والإجابة المضحكة هي: "في أي مكان تريد!"