الوقت- استغلت الولايات المتحدة المواجهات الدائرة بين القوى اليمنية المُوالية للتحالف السعودي - الإماراتي في محافظتَي شبوة وحضرموت، لتعزيز حضورها العسكري في قاعدتَي الريان والغيضة شرقيّ اليمن، إذ وصلت قبل أيام، في ثاني تطوّر من نوعه منذ نيسان الماضي، قوّة أميركية إضافية مؤلَّفة من 200 عنصر، إلى مدينة المكلا، مركز محافظة حضرموت.
وذكرت مصادر محلية أن القوّات الأميركية المتمركزة في مطار الريان استقبلت، مطلع الأسبوع الحالي، عتاداً عسكرياً شمل عدداً من المدرّعات وبطّاريات «الباتريوت»، آتياً من ميناء الضبة. وأشار المصدر إلى أن طائرات نقل عسكرية تقوم برحلات شبه يومية منذ نحو أسبوع بين مطارَي الريان والغيضة الذي يُستخدم كقاعدة عسكرية من قِبَل القوات السعودية منذ عام 2019، وأُنشئت داخله غرف عمليات أميركية - بريطانية مشتركة. وبالتوازي مع ذلك، تحدّثت مصادر محلّية في محافظة المهرة، عن وصول قوّة بريطانية إضافية، يُقدَّر عديدها بحوالى 100 عنصر، إلى مطار الغيضة.
هذا وكشفت مصادر في قوات الحكومة الموالية لـ«التحالف»، مساء الإثنين، عن تلقّيها بلاغاً من غرفة عمليات الغيضة، بضرورة مغادرتها مواقعها في ميناء نشطون الواقع على البحر العربي، مُرجعةً البلاغ المذكور إلى رصدها تحرّكات بحرية أميركية الأحد الفائت في المياه الإقليمية اليمنية، تَمثّلت في قيام عدد من الزوارق الحربية بعمليات استطلاع بالقرب من سواحل المهرة، وإجبارها الصيادين على وقف أعمالهم، وذلك أثناء عبور بارجة عسكرية أميركية تُدعى «يو أس أس نيتزي» في مناطق قريبة من سواحل محافظات شبوة وحضرموت والمهرة.
وسبق هذا سريانُ معلومات عن تحرّكات أجنبية قُبالة سواحل منطقة بلحاف التي يتواجد فيها ميناء تصدير الغاز اليمني المسال، في ما قد يكون متّصلاً بالمساعي الفرنسية - الأميركية لاستئناف إنتاج الغاز وتصديره، علماً أن السفارة الفرنسية نفت وصول أيّ قوات إلى الميناء الواقع في مديرية رضوم.
وجددت صنعاء على خلفية تلك التحرّكات والأنباء، الإثنين، تحذيرها الشركات الأجنبية من «مغبّة العبث بالثروة النفطية والغازية اليمنية» في المحافظات الخارجة عن سيطرة «أنصار الله»، مُحمّلةً «كلّ مَن يعرّض اليمن أو ثرواته للخطر، المسؤولية الناجمة عن ذلك، سواءً كان طرفاً أو شركة أو دولة أو تحالفاً»، وفق ما جاء في البيان الصادر عن اجتماع «المجلس السياسي الأعلى».
وبدوره رأى رئيس المجلس، مهدي المشاط، في كلمة خلال تَخرّج عدد من الدفع العسكرية أواخر الأسبوع الماضي، أن «التحرّكات العسكرية الأميركية في حضرموت تندرج في إطار مطامع واشنطن في اليمن»، متوعّداً بأن «صنعاء لن تتردّد في تنفيذ أقسى الضربات، ولا في اتّخاذ كلّ ما من شأنه حفظ حقّ شعبنا في العيْش الكريم والحرّ والمستقلّ».