الوقت- في الوقت الذي تسعى فيه الولايات المتحدة متحالفة مع الكيان الصهيوني لاضعاف الدور السياسي والعسكري لدمشق تأتي جملة من الزيارات والأحداث كرد حاسم على كل تلك الاستفزازات المقصودة وأولها تلك الزيارة اللي قام بها وزير الخارجية السوري الدكتور فيصل المقداد إلى طهران قبيل انعقاد القمة الثلاثية الايرانية التركية الروسية،
والتي كان لها صدى واسع في الأوساط الإعلامية وفي هذا الصدد أجرت مراسلة موقع الوقت التحليلي مقابلة مع الخبير الاستراتيجي والعسكري اللواء "محمد عباس" والتي ركزت من خلالها على الأسئلة التالية :
الوقت: ما أهمية رحلة وزير الخارجية السوري الدكتور فيصل المقداد في هذا الوضع؟
محمد عباس: يمكننا القول إن زيارة وزير الخارجية السوري الدكتور فيصل المقداد إلى طهران التي جاءت بشكل متزامن مع قيام القمة الروسية الإيرانية التركية، هذا التزامن في الزيارة يعني أن سورية قد شاركت في فعاليات هذا المؤتمر وإن يكن بشكل غير مباشر، الأمر الذي يشير إلى الأهمية الكبرى التي أعطاها المؤتمر لسورية وللوصول إلى حل للحرب في سورية وخاصة أن تركيا منغمسة ومتورطة في دعم الإرهاب ضد سورية، وتركيا تعلن أنها تحترم السيادة الوطنية السورية.
من هنا ندرك أهمية تصريحات سماحة السيد آیة الله خامنئي عندما أعلن أن سورية خط أحمر وأن القيادة الإيرانية لن تسمح أن تتعرض سورية لمزيد من الاعتداءات وخاصة ما يرتبط منها بعملية عسكرية تركية في الشمال السوري ستكون في مصلحة أمريكا ولن تكون في مصلحة تركيا وسورية .
هذه المؤشرات تدل على أن حضور وزير الخارجية السوري خلال انعقاد المؤتمر يعني أن حالة متطورة من النقاش ومن الإجراءات والقرارات قد اتخذت من أجل دعم الموقف السوري، وأيضاً من أجل الوصول إلى حل يمكن له أن يلجم أو يردع أو يمنع تركيا من الانغماس أكثر في العدوان على سورية .
الوقت: ما سبب هذه الرحلة بالتزامن مع زيارة الرئيس الروسي و الرئيس التركي لإيران؟
محمد عباس: تركيا التي تعتدي على سوريا من خلال الجيوش الإرهابية البديلة التي تعمل في الشمال السوري في محافظة ادلب وفي شمال محافظة اللاذقية وفي شمال محافظة حلب وأيضاً في محافظة الرقة ودير الزور والحسكة والوجود التركي يمثل إرهاباً حقيقياً واحتلالا للجغرافية السورية لأنه يستثمر بالجيوش الإرهابية البديلة المسماة جبهة النصرة وجيش الإيغور والشيشان والحزب التركستاني وغيرها من التنظيمات الإرهابية التي استقدمتها تركيا وزجتها في الجغرافية السورية .
بكل تأكيد الزيارة شكلت عنصراً إيجابياً من عناصر المشاركة في صنع القرار والمشاركة في تبادل الآراء وخاصة أن وزير الخارجية السوري ووزير الخارجية الإيراني كانا معاً على تواصل واتصال خلال انعقاد مؤتمر القمة الثلاثية ....وبالتالي ندرك تماما ً أن هناك إنجازات سوف تتحقق خلال الأيام القادمة وربما أهم هذه الإنجازات أن تركيا أدركت أن حليفي سورية أي إيران وروسيا لن يسمحا لتركيا بتنفيذ هذه العملية العدوانية بهذه البساطة، وهذا يعتبر بحد ذاته إنجازاً استراتيجياً كبيراً وخاصة إذا ما أدركنا أن سورية تقاتل على جبهة في الجنوب ضد العدو الإسرائيلي وجبهة في الشرق ضد العدو الأمريكي وجبهة في الشمال الشرقي ضد العدو الانفصالي المسمى "قسد" والذي يعمل لمصلحة أمريكا ويسرق النفط والقمح السوري ويسيطر على مناطق واسعة من الجغرافيا السورية.
وأيضاً العدو التركي الموجود في الشمال والعدو الأمريكي وحلف الناتو الموجود قبالة الشواطى السورية في البحر الأبيض المتوسط
وأيضا العدو الآخر المتمثل بالحصار الاقتصادي وما يرتبط بمعاناة المواطن السوري نتيجة تدمير البنبة الاقتصادية والخدمية وتخريب الكثير من عناصر التنمية وعناصر الاستقرار للمواطن السوري يضاف إلى ذلك مسألة اللاجئين السوريين الذين تستخدمهم تركيا للعداون على الدولة السورية، من خلال ابتزاز العالم باللاجئين وأيضاً من خلال عملية التتريك الممنهج، و التتريك الذي تنفذه تركيا من أجل أن تنتقل بهؤلاء اللاجئين لكي تمنحهم الجنسية التركية وتوطنهم في الجغرافية السورية ومن ثم تقول أن هؤلاء أتراك وليسوا سوريين وتمارس نفس العدوان كما مارسته في لواء اسكندرون
وكيليكيا ومنطقة عينتاب ودياربكر وهي كلها جغرافيا مقتطعة من الجغرافيةا السورية وأراضي سورية تم احتلالها من قبل الأتراك .
الوقت: ما هي إنجازات هذه الزيارة للحكومة والأمة السورية؟
محمد عباس: كلنا ندرك بأن هذه الزيارة تشكل عاملاً إيجابياً من عوامل دعم القدرات الاقتصادية وأيضا السياسية والسيادية للدولة السورية في مواجهة العدوان التركي والأمريكي والإٍسرائيلي أضف إلى ذلك أنه في العدوان الاقتصادي هناك تفعيل للخط الإئتماني ووصول النفط إلى الشواطى السورية و وضع حل لمشكلة نقص الوقود والمحروقات في سورية وخاصة أن سورية لم تعد تنتج ما يكفيها من النفط حيث كانت سوريا تنتج أربعمئة وخميسين ألف برميل من النفط يومياً واليوم تنتج أقل من خمسة وعشرين ألف برميل وبالتالي عجلة الاقتصاد والحياة في سورية متوقفة
نحن بكل تأكيد نشكر الأشقاء الإيرانيين على سرعة توفير المشتقات النفطية التي تصل تباعاً إلى ميناء بانياس من أجل وضع حد لهذه المعاناة الاقتصادية المتمثلة بعدم وجود الطاقة في مساحات كثيرة من الجغرافيا السورية ما أثر سلباً على المواطنين وعلى الحياة الاقتصادية وعجلة الاقتصاد السوري .