الوقت - عقب تحذيرات تركيا من استعدادها لشن مرحلة جديدة من العمليات العسكرية في شمال سوريا ، وتصاعد التوترات والأزمات في المنطقة ، تشير تقارير وأدلة إلى تصاعد الاشتباكات العسكرية بين الجماعات الإرهابية المدعومة من تركيا في إدلب وريفها.
حيث قتل تسعة أشخاص، (السبت)، في اشتباكات بين مجموعتين مواليتين لتركيا شمال غرب سوريا، حسب الميادين. وأصيب العشرات في هذه الاشتباكات بين الجبهة الشامية وأحرار الشام.
ووقعت هذه الاشتباكات في محافظة إدلب التي تعتبر مركزا لفصائل المعارضة السورية. ولم تنحصر الاشتباكات بالأيام الأخيرة، بل هي مستمرة منذ أسابيع في المناطق التي يسيطر عليها الإرهابيون المدعومون من تركيا في شمال سوريا.
وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان، أعلن الشهر الماضي، عن بدء سلسلة اشتباكات واسعة النطاق بين عناصر الجماعات الإرهابية المتنافسة في إدلب ومحيطها. غالبية الاشتباكات الرئيسية بين ما تسمى جماعة "الجبهة الشامية" المرتبطة بمجموعة من الإرهابيين المسلحين المعروفين بـ "ثائرون" والمرتبطين بإرهابيي حركة أحرار الشام في القرى المحيطة بالباب واعزاز وعفرين وإدلب.
الجبهة الشامية هي جماعة إرهابية تتمركز حول حلب وتشكلت في كانون الأول 2014. الفرع الشمالي للجبهة الشامية جزء من الجيش الوطني السوري المدعوم من تركيا.
وسبق لغرفة عمليات الفتح المبين ، التي تضم حركة أحرار الشام وكتائب الشام ومجموعات أخرى في إدلب ، أن حشدت لمواجهة جبهة الشام وثوار الشام في شمال وشرق حلب في أنحاء مناطق عملية غصن الزيتون ومناطق درع الفرات الجيش التركي.
وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان قد أفاد مؤخرا بمقتل سبعة أشخاص في هذه الاشتباكات ، بينهم ثلاثة مدنيين وأربعة مسلحين مدعومين من تركيا على أطراف حلب، وإصابة تسعة مدنيين.
وحسب المرصد، فقد امتدت الاشتباكات إلى تسعة مواقع: الغزاوية ، مخيم الحدث ، قرية أولان ، حي النهضة ، مخيم روابي ، بلدة سوسيان ، براته، ابلة ، تل بطال. من جهة أخرى، طالب أهالي مخيمات اللاجئين التي انتشرت فيها الاشتباكات بفتح ممرات آمنة إلى مناطق بعيدة عن مناطق النزاع.
وحسب تقارير إعلامية محلية، نجحت تحرير الشام الإرهابية (جبهة النصرة سابقاً) التي تعتبر لاعباً رئيسياً في تطورات ادلب، خلال الاشتباكات بين أحرار الشام والجبهة الشامية وتراجع الجبهة الشامية، في الاستيلاء على معبر الغزاوية بين إدلب وعفرين.
استنساخ الإرهابيين في إدلب
تحولت إدلب في السنوات الأخيرة إلى مركز رئيسي لتجمع الإرهابيين الأجانب المنخرطين في الأزمة السورية ، والتي لا تزال خارج سيطرة الحكومة المركزية في دمشق ، ولا تسمح الدول الغربية والعربية وتركيا تحت ذريعة حدوث ازمة انسانية وافتعال الاجواء الدعائية تطهير ادلب من رجس المجموعات الإرهابية، وتحولت هذه المحافظة التي يسيطر عليها الارهابيون الى مناطق منفصلة عن بعضها البعض الأمر الذي أدى إلى مضاعفة الضغط على السكان المدنيين بطرق مختلفة.
وفي هذا الصدد ، وحسب المونيتور، فإن هيئة تحرير الشام بدأت تحفر منذ فترة طويلة خندقاً في محافظة إدلب لفصل مناطقها عن المناطق الخاضعة لسيطرة إرهابيي الجيش السوري الحر في ريف حلب الشمالي والشمالي الشرقي.
وامتدت عملية الحفر التي بدأت مطلع أيار قرب مخيمات أطمة شمال إدلب ، إلى بلدة جينديرس على أطراف عفرين شمالي حلب.
وحسب المونيتور، سيمتد هذا الخندق مسافة 20 كيلومترا من بلدة أطمة قرب الحدود التركية شمال إدلب إلى أطراف بلدة دارة عزة. وفور انتهاء العمل لن يتمكن سكان إدلب وضواحي حلب من التنقل بسهولة بين هاتين المنطقتين. عليهم عبور معبرين يفصلان مناطق تحرير الشام عن مناطق الجيش الحر. ويخضع المعبران الواقعان في الغزاوية شمال دارة عزة ودير بلوط بالقرب من أطمة لسيطرة هيئة تحرير الشام. وسيمر الخندق عملياً عبر العديد من مخيمات اللاجئين، وسيتعين على العديد من العائلات نقل خيامهم إلى موقع آخر في شمال إدلب في غضون شهر.
وأعلن مسؤولو هيئة تحرير الشام عن بناء هذا الخندق لمنع تهريب المخدرات ودخول عناصر تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) من مناطق سيطرة الجيش الحر، إلا أن الجماعات المعارضة الأخرى تعتقد أن الدافع الحقيقي لتحرير الشام هو ترسيخ هيمنتها في إدلب. ففي كانون الثاني 2019 ، بدأت تحرير الشام هجوما واسع النطاق ضد مجموعات المعارضة المنافسة في هذه المنطقة للسيطرة الكاملة على إدلب.
وقال أبو أحمد، وهو نازح من مخيم أطمة شمال إدلب وكان يهرب الوقود من مناطق الجيش الحر إلى إدلب، لـ "المونيتور" إن هذا الخندق سيعزز احتكار هيئة تحرير الشام للمواد الغذائية والوقود وغيرها من البضائع التي يسعرها تجار تابعون لهذه الهيئة في ادلب. لأن البضائع والوقود في مناطق سيطرة الجيش الحر أرخص من إدلب.
ومن ناحية أخرى، سيجعل حفر الخندق تحرير الشام تواجه هروب السكان المحليين من إدلب إلى مناطق سيطرة الحكومة المركزية. حيث أصدر الرئيس السوري بشار الأسد مؤخرا مرسوما بالعفو عن جميع الإرهابيين الذين لم يرتكبوا جرائم. الأمر الذي دفع العديد من المعارضين المسلحين إلى تسليم أسلحتهم.