الوقت - أكد دوريان باراك رئيس مجلس الأعمال الإماراتي الإسرائيلي: "ان دبي أصبحت بسرعة مركزا للشركات الإسرائيلية التي تتطلع إلى جنوب اسيا والشرق الأوسط والشرق الأقصى كأسواق لسلعها وخدماتها".
وقعت الإمارات وكيان الاحتلال يوم امس الثلاثاء في دبي على اتفاقية للتجارة الحرة بينهما، هو الأول من نوعه بين الكيان ودولة عربية. وتهدف الاتفاقية إلى توطيد العلاقات التجارية والاستثمارية وتحفيز التجارة البينية غير النفطية وصولا إلى عشرة مليارات دولار سنويا في غضون الأعوام الخمسة المقبلة.
وبحسب الاتفاق فإن ما يقرب من ألف "شركة إسرائيلية" ستعمل في الإمارات بحلول نهاية العام. وأكد دوريان باراك رئيس مجلس الأعمال الإماراتي الإسرائيلي: ان"دبي أصبحت بسرعة مركزا للشركات الإسرائيلية التي تتطلع إلى جنوب اسيا والشرق الأوسط والشرق الأقصى كأسواق لسلعها وخدماتها".
اما السفير الإماراتي لدى الكيان الاسرائيلي محمد ال خاجة فقال على تويتر إن توقيع اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة هو "إنجاز كبير"!.
اللافت ان هذه الاندفاعة الاماراتية نحو "إسرائيل" تتجاوز كل التوقعات حتى لدى "الاسرائيليين" انفسهم، فبعد مرور 44 عاما على اتفاقية "كامب ديفيد" بين مصر والكيان الاسرائيلي، لم يتجاوز حجم التبادل التجاري بينهما 330 مليون دولار. ومضى 28 عاما على اتفاقية "وادي عربة" بين الاردن والكيان، الا ان الاتفاقيات التجارية بينهما مازالت محدودة.
من الواضح ان هذه الاندفاعة الاماراتية نحو الكيان الاسرائيلي، لا يمكن تبريرها بدوافع تجارية، فهناك اهداف اكبر من هذه الدوافع بكثير، فلا نكشف سرا اذا قلنا ان اي تواجد "اسرائيلي"، تحت اي مسمى كان، في اي دولة عربية، هو تواجد من اجل خدمة الاهداف العدوانية للكيان الاسرائيلي، وهذه الحقيقة ادركها الشعبان المصري والاردني، وهو الادراك الذي حرم الصهاينة من التغلغل او التحرك بحرية في المجتمعين المصري والاردني.
اليوم عندما يعلن دوريان باراك ان 1000 شركة "اسرائيلية" ستعمل في الامارات وان دبي أصبحت بسرعة مركزا للشركات الإسرائيلية التي تتطلع إلى جنوب اسيا والشرق الأوسط والشرق الأقصى، فهذا يعني تواجد عشرات الالاف من "الاسرائيليين" في الامارات، وهذا التواجد الضخم لـ"الاسرائيليين" في دولة مثل الامارات، يؤكد ان المنطقة، وفي مقدمتها الامارات، ستكون مسرحا لمخططات ومشاريع "اسرائيل" الارهابية والتخريبية ضد دول وشعوب المنطقة.
ان تجربة اكثر من سبعة عقود، للدول والشعوب العربية، مع الوجود السرطاني للكيان الاسرائيلي، تؤكد ان هذا الوجود قائم على العدوان والقتل والتشريد والارهاب والفتن. وهذه الحقيقة اكدتها احداث يوم الاحد الماضي، عندما شاهد العالم بأم عينه، قبل يومين فقط من توقيع اتفاقية التجارة الحرة بين الامارت والكيان الاسرائيلي كيف خرج الالاف من هؤلاء "الاسرائيليين"، في مسيرة الاعلام "احتفالا بتوحيد القدس" تحت سيادتهم، وكيف دنسوا المسجد الاقصى، وكيف شتموا النبي الاكرم صلى الله عليه واله وسلم، وكيف هتفوا بالموت للعرب، كل ذلك حصل في ظل حماية الالاف من قوات الاحتلال المدججة بالسلاح، أي بموافقة السلطات التي وقعت معها الامارات اتفاقية التجارة الحرة، ومن المؤكد ان الالاف من هؤلاء الصهاينة سيكونون من ضمن كوادر الشركات "الاسرائيلية" التي ستغزو الامارات.