الوقت - اختيرت الناشطة والطالبة الفلسطينية نردين محسن كسواني لإلقاء كلمة الخريجين، في حفل تخرج كلية الحقوق لجامعة مدينة نيويورك يوم 18 أيار/مايو ، فألقت كلمة قوية وهي تلتف بالعلم الفلسطيني والكوفية، تناولت فيها جوانب القضية الفلسطينية ومعاناة الفلسطينيين.
وقد تناقلت الكلمة كل الشبكات الإعلامية ووسائل التواصل الاجتماعي وتم عرض مقاطع منها في القنوات العربية، كما كان لنردين تصريحات مهمة حول العمل الطلابي الفلسطيني لكشف ممارسات الاحتلال الاسرائيلي.
حيث قالت نردين ، في كل عام يصوت الجميع من دفعة الخريجين على من سيكون المتحدث باسمهم. تم ترشيحي وصوّت لي غالبية الطلاب الذين تخرجوا معي. لقد كانوا داعمين للغاية في كل خطوة على الطريق، وكانوا يعرفون أنه إذا تكلمت فسوف أتصدى للظلم الذي نشهده في فلسطين وجميع أنحاء العالم.
وأضافت، كنت أواجه معركة على حرية التعبير في السنوات الثلاث الماضية في جامعة مدينة نيويورك، لكنهم أكدوا أن لدي الحق في التعبير عن الرأي المؤيد للفلسطينيين، لذلك لم يعترضوا ولا يمكنهم الاعتراض على حديثي عن تحرير الفلسطينيين. في حين أن نظام سلسلة جامعات مدينة نيويورك غالبًا ما يخضع للضغط الصهيوني، إلا أن كلية الحقوق على وجه التحديد كانت داعمة جدًا وواضحة في دعم حقي في الكلام. لقد قاموا بمراجعة الخطاب مقدمًا كبروتوكول تلتزم به الجامعة وأجازوه.
وأوضحت بالقول، في الكثير في الجامعات، عندما يتعلق الأمر بدعم فلسطين، يتم التركيز على قضية حرية التعبير. من المهم ألا نركز فقط على حريتنا في التعبير هنا في الولايات المتحدة، ولكننا نلفت الانتباه أيضًا باستمرار إلى كيفية قتل الفلسطينيين الذين يعيشون تحت الاحتلال بوحشية وضربهم وخطفهم وسجنهم، وأكثر من ذلك بكثير من مجرد التحدث علنًا ضد الاضطهاد. كثيرون مثل الشهيدة شيرين يستخدمون أصواتهم للتأكد من توثيق الجرائم الصهيونية وتغطية المعاناة الفلسطينية، لكن الجيش الصهيوني حريص على أن يجعلها تدفع الثمن بحياتها. من يحاول أن يسكت صوت الشعب الفلسطيني فهو يدعم الدولة الإسرائيلية التي تقتل الصحفيين وتستعمر الأرض الفلسطينية. الصهاينة يعاقبون كل من يسلط الضوء على النضال الفلسطيني.
وأضافت، رسالتي الرئيسية في قاعة مليئة بالمحامين هي أن العدالة يجب ألا تكون انتقائية ولا يمكننا تجاهل الظلم عندما نراه. لقد شاهد العالم الفلسطينيين وهم يواجهون الظلم منذ أكثر من 74 عامًا، ومن يتحدث عنه يُعاقب أو يُقتل. سواء كانت شيرين هي التي أصيبت برصاصة في الرأس لفضح جرائم الصهيونية، أو العديد من الطلاب الفلسطينيين الآخرين مثلي الذين يتعرضون للمضايقة والترهيب بسبب حديثهم ضد جرائم الحرب الإسرائيلية. إننا نشهد إبادة جماعية ضد الشعب الفلسطيني وعلينا أن نفعل كل ما في وسعنا لوقفها. يجب أن نخلق عالما يمكن للفلسطينيين وجميع المضطهدين أن يعيشوا فيه أخيرا بحرية وكرامة.
وتابعت، كان هناك ولا يزال الكثير من الهجمات الصهيونية عليّ وعلى المدرسة التي تتسامح مع هذا الخطاب. تم نشر العديد من المقالات في وسائل الإعلام الصهيونية التي تزعم أنه يجب معاقبة الجامعة الآن للسماح لي بالتحدث. ومع ذلك كانت الإدارة داعمة بشكل لا لبس فيه وأعلنت رسميا أنني سأكون المتحدث باسم دفعة الخريجين.
وتؤكد نردين أنها تريد استخدام القانون للرد على النظام الذي تم استخدامه ضدي وضد العديد من الفلسطينيين لمحاولة إسكاتنا. يجب محاسبة المنظمات الصهيونية التي تقوم بترهيب ومضايقة الطلاب الفلسطينيين. أريد أيضًا أن أساعد في حماية الحقوق والحريات والسلامة للفلسطينيين وأنصارنا من أجل التنظيم والتحرر الفلسطيني، سواء كان ذلك لحماية حقنا في الاحتجاج أو تحدي التمييز ضد الفلسطينيين، أريد أن أبتكر آليات للسماح لنا بدفع النضال الفلسطيني إلى الأمام".
والحركة الطلابية الفلسطينية تلعب دوراً في "إعلاء صوت المقاومة وثقافتها"، وتُعتبر "العمود الفقري" للثورة الفلسطينية من خلال انخراط كوادرها في "صفوف الأجنحة العسكرية" المقاوِمة للمحتل.
لانا عساف، وهي طالبة في الجامعة "العربية الأميركية" في جنين تحدثت عن دور الحركة الطلابية الفلسطينية في مواجهة المحتل، وقالت إن "الحركة الطلابية تمثل نبض الشارع، وهي الشعلة التي تحرك العمل الثوري"، مضيفةً إن الحركة الطلابية الفلسطينية تُعتبر "العمود الفقري الذي أوقف الثورة الفلسطينية على قدميها"، واصفةً إياها بـ "العقل واليد مجتمعتان في الانتفاضة الأولى والثانية".
وقالت عساف إنه "ليس هناك مستقبل جيد بوجود محتل، والطلبة داخل الجامعات بداخلهم روح التغيير نحو الأفضل عن طريق التثقيف السياسي والتوعية، والاشتباك والعمل الثوري".
وأشارت عساف إلى الانتهاكات التي يمارسها الاحتلال بحق الطلبة وعلى رأسها "الاعتقال السياسي"، إذ يستخدم اعتقال الطلبة كـ"أداة ترهيب لتخويف بقية الطلبة والحد من نشاطاتهم".
ولفتت عساف إلى "تركيز العدو على احتلال العقول، ونشر ثقافة الاستسلام"، وتضيف "في حال نجح الاحتلال في ذلك هنا نقول إن إسرائيل انتصرت، ولكن ما لم يحدث على مدى أكثر من 70 عاماً، لا يمكن حدوثه الآن ولا في المستقبل".
وتطرقت عساف إلى أشكال المواجهة بين الطلبة الفلسطينيين والاحتلال، وأشارت إلى أن "كل حملة اعتقالات تتبعها موجة اشتباكات بين الطلبة وقوات العدو، حيث تبدأ المواجهة بإقامة المتاريس وإشعال الإطارات، ثم انضمام الطلبة للخلايا الفدائية والجهادية المسلحة".
وأشارت عساف في حديثها إلى اقتحام الاحتلال لجامعة "بيرزيت" ومصادرته للأعلام التي رفعها الطلاب في ذكرى انطلاقة الجبهة الشعبية وحركة "حماس"، معتبرة أن "الاحتلال لا يريد رؤية أي شكل من أشكال المقاومة".
الطالب في العلوم السياسية وممثل "كتلة الوحدة الطلابية"، الذراع الطلابي للجبهة الديمقراطية في جامعة "بيرزيت"، وليد إبراهيم حرازنة، أشار إلى أهمية الحراك الطلابي في المقاومة الفلسطينية، قائلاً إن "الحركة الطلابية في الماضي، أي ما بعد نكسة 1967 ولغاية تأسيس السلطة الفلسطينية، شكلت رأس حربة المقاومة الفلسطينية في الأراضي المحتلة"، حيث إن للجامعات والكليات الفلسطينية "دور قيادي في التصدي والمواجهة وتنظيم الصفوف، وخلق أرضية العمل الفصائلي في الداخل المحتل".
وقال حرازنة إن مساهمات الحركة الطلابية في الانتفاضة الثانية لم تقتصر على "التعبئة الجماهيرية"، حيث انخرط الكثير من كوادرها في "صفوف الأجنحة العسكرية، وحملوا السلاح"، مضيفاً إن "ساحات الجامعات أصبحت أرضية تتنافس عليها الفصائل لتشكيل الخلاية العسكرية".
وشدد حرازنة على أن "الاحتلال ينتهج أسلوب العقاب الجماعي، حيث إن أي عمل مقاوم يقوم به فردٌ من فصيل ما، تكون تبعاته على كل الطلاب التابعين لهذا الفصيل".
خرجت الحركة الطلابية أكبر قيادات الأحزاب الفلسطينية وأهمها، من جورج حبش ووديع حداد إلى فتحي الشقاقي ويحيى عياش وغيرهم من القادة والكوادر الثورية الفلسطينية. القوى الطلابية في فلسطين المحتلة مستمرة في مقاومة الاحتلال، مقدمة الشهداء والأسرى، حتى وصلت إلى أن يكون الطلاب هم المحرك الرئيسي ضد الاحتلال في الضفة الغربية وحتى خارج الوطن المحتل، وهذا بطبيعة الحال، ما نشأت عليه الحركة الطلابية منذ عقود في فلسطين المحتلة، ويعبّر عنها وعن وجودها واستمرارها.