الوقت - أعلنت مصادر اعلامية عن ارتفاع عدد قتلى مجزرة مدرسة روب الابتدائية في مدينة أوفالدي بولاية تكساس الامريكية الى 21 شخصا، بينهم 18 طفلا، وثلاثة بالغين، إثر اطللاق النار عليهم من قبل فتى يبلغ من العمر 18 عاما، كان قد أطلق النار على جدته قبل ارتكاب المجزرة، كما أصاب ضابطي شرطة.
مجزرة المدرسة الابتدائية وقعت بعد عشرة ايام من قيام فتى أمريكي أبيض يبلغ من العمر 18 عاما على فتح النار بشكل عشوائي ليقتل 10 أشخاص ويصيب 3 آخرين اغلبهم من السود في متجر بقالة في بوفالو بمدينة نيويورك، قبل أن يسلم نفسه للشرطة، وصنفت الشرطة الحادث على أنه جريمة كراهية ذات دوافع عنصرية.
من الخطأ تشبيه هذه الحوادث المرعبة التي يشهدها المجتمع الامريكي، بحوادث قد تقع في مجتمعات اخرى، او التعامل معها كحوادث قد تحدث في اي مجتمع اخر، فمن الصعب ان تجد مجتمعا في العالم كالمجتمع الامريكي، فخلال شهر مايو/أيار 2022 فقط ، شهد هذ المجتمع 34 حادث إطلاق نار جماعي، و202 حادث من هذا النوع القاتل منذ بداية العام.
ان اعداد الوفيات الناجمة عن الأسلحة النارية تكاد تصبح علامة مميزة للحياة في امريكا، بإجمالي بلغ نحو 1.5 مليون قتيل بين الفترة من 1968 إلى 2017، وهو الرقم الذي يتجاوز بكثير أعداد قتلى حروب امريكا المختلفة حول العالم، منذ حرب الاستقلال الأمريكية عام 1775.
ففي عام 2020 فقط مات أكثر من 45.000 أمريكي بطلقة من مسدس، سواء كان ذلك عن طريق القتل المباشر أو الانتحار بأنفسهم، ليكون 2020 أكثر من أي عام آخر مسجل به عدد وفيات من الأمريكيين بالسلاح.
اللافت ان تلك الجرائم الصادمة غالبا ما تعود لأسباب عنصرية محضة، وبحسب موقع "بي بي سي نيوز"، ان الدافع وراء العديد من عمليات إطلاق النار الجماعية القاتلة في السنوات الأخيرة ، هو عقدة تفوق العرق الأبيض، وهذه الحقيقة تكشفت وبشكل سافر خلال ولاية الرئيس لامريكي السابق دونالد ترامب، حتى وصل الامر بمجلة "نيوزويك" الامريكية ان تنشر تحقيقا استقصائيا عنوانه "ملايين الأمريكيون غاضبون ومسلحون استعداداً للسيطرة على البلاد حال خسارة ترامب عام 2024″.
المجتمع الامريكي ليس كباقي مجتمعات العالم، فوفقا لدائرة الأبحاث التابعة للكونغرس الامريكي في عام 2009 ، هناك 310 مليون قطعة سلاح ناري بين افراد هذ المجتمع، ومن هذه الأسلحة 114 مليون مسدس، و 110 ملايين بندقية، و 86 مليون بندقية، وهذه الاعداد تضاعفت خلال السنوات الماضية لاسيما خلال ولاية ترامب، وهي ارقام تتجاوز عدد سكان امريكا.