الوقت- في ظل الأعمال الاسرائيلية الحمقاء التي يقومون بها،حيث قاموا بقتل امرأة تقوم باداء عملها الاعلامي ونقل الأحداث الى مشاهديها على القناة التي تعمل بها بدم بارد، ولم يكتفوا بذلك فقد قاموا بمهاجمة نعشها ولم يحترموا حُرمة الموت حتى، كذلك لم يكتفوا بتلك الفوضى والحماقات وفي الحقيقة تعجر الكلمات عن وصف أعمالهم الشّنيعة التي يقومون بها، فوصل بهم الأمر لمهاجمة منزلها بعد استشهادها، انها الشهيدة الحيّة شيرين أبو عاقلة.
وفي هذا الصدد أجری مراسل موقع الوقت الاخباري التحليلي مقابلة مع مدير مركز القدس للدراسات والمحلل السياسي المختص بالشأن الاسرائيلي الاستاذ "عماد أبو عواد" من فلسطين، واليكم نص المقابلة:
الوقت: كيف تصفون شخصية شيرين أبو عاقلة وماهي نشاطاتها في فلسطين؟
عماد أبو عواد: عندما نتحدث عن الاعلام، نتحدث عن البدايات فالبدايات الاعلامية القوية في كل الوطن العربي كانت في قناة الجزيرة، وعندما نتحدث عن قناة الجزيرة التي دخلت كل بيت فلسطيني نتحدث عن مراسلي تلك القناة، أما عن شيرين فقد دخلت كل منزل فلسطيني منذ مايزيد على 25 عاما، وأصبحت جزءاً لا يتجزأ من هذا المنزل.
ومن خلال مئات أو ربما آلاف التقارير التي قامت شيرين باجرائها، هي عمليا احتكت بشريحة واسعة من الجمهور الفلسطيني، الأمر الذي حولها لأخت وبنت بالنسبة لغالبية الشعب الفلسطين الذي عرفها عن قرب.
وحقيقة كان لها مجموعة من النشاطات الانسانية الطبية كالمشاركة في حماية المسجد الأقصى من الاعتداءات المستمرة عليه وكذلك علمها الأخلاقي والانساني الدائم، من خلال الدعم الذي تقدمه للمؤسسات وتركيزها على القضايا الاجتماعية السياسية الثقافية.
اضافة إلى أنها ساهمت بكشف الوجه القبيح للاحتلال فبالتالي كانت شيرين رحمها الله من المميزين في هذا المجال.
الوقت: لماذا أقدم الكيان الصهيوني على قتلها؟
عماد أبو عواد: هنا لا بد من التأكيد على أن القتل هو جزء من عقلية الاحتلال، حتى أنه كان هناك تقارير تشير الى أن قتل الفلسطيني يؤدي الى ردود أفعال أكبر، إضافة الى النصائح الدائمة لتخفيف عمليات القتل.
لكن على اعتبار أن القتل هو جزء من العقلية اليهودية، واليوم تقريبا أكثر من 40% من ضباط الجيش ينتمون للصهيونية الدينية، ويأتمرون بأوامر الحاخام وليس بأوامر الجيش.
بالتالي قتل شيرين بالدرجة الأولى ينبع من هذه العقلية، ثانيا في الاونة الأخيرة اسرائيل بدأت تشعر بأن التغطية الاعلامية لأعمالها على الأرض ساهمت بشكل أو بآخر أولا بكشف جرائمها، إضافة الى وجود ردات فعل أكبر عند الفلسطينيين.
ما أدى الى وجود عميات بين الحين والآخر في مناطق مختلفة، والأمر الثالث والأهم من وجهة نظري عند الحديث عن مخيم جنين، ان اسرائيل تريد أن ترتكب مجازر هناك وتريد أن تقوم بحماقات كبيرة وبالتالي هناك ضرورة لتغييب الاعلام.
لذلك لاحظنا أنهم قاموا بقتل شيرين أبو عاقلة بغض النظر هل هو يعلم أنها شيرين أم صحفية أخرى أم صحفي آخر، لكن الهدف كان تركيز الأنظار باتجاه قتل الصحافة والاعلام من أجل أن يقوم بممارساته فيما بعد، وهذا ما دفعه لقتل شيرين وبعد يومين عادوا الى المخيم وكانت التغطية الاعلامية أقل لأن الجمهور عمليا منشغل في هذه القضية.
وهنا نستنتج أن عملية القتل لها أهداف كثيرة، اهمها برأيي منع وصول الصورة داخليا وعالميا.
الوقت: كيف قام الكيان الصهيوني باثارة الفوضى في استشهادها؟
عماد أبو عواد: ان الكيان هو كيان غير شرعي وبالتالي فإن مهمته الثابتة هي اثارة الفوضى، ومحاولة تخريب البيت الفلسطيني قدر المستطاع، ولا شك أن قتل شيرين أدى الى ارتباك وصدمة والشعور بالحزن داخل كل بيت فلسطيني، وأدى نوعا ما دعيني أقول أن تقوم الوسائل الاعلامية الكبرى باتخاذ خطوة الى الوراء بالنسبة للتغطية الاعلامية.
وبالنسبة لنا هذا يشكل فوضى ليست بالقليلة.
الوقت: لماذا هاجم الكيان الصهيوني جنازتها؟
عماد أبو عواد: الكيان الصهيوني يعتبر أن الفضيحة أثناء مهاجمة الجنازة أسوأ من الفضيحة عند قتلها، اذاً فان هجومه له عدة أسباب وهي:
السبب الأول مدينة القدس بالنسبة له هي منطقة حساسة، وفي الآونة الأخيرة المظاهر الفلسطينية بدأت تطغى على المدينة بدءاً برفع الأعلام، حراك الشباب، المسيرات، وبالتالي عندما رأى أن المسيرة كبيرة والأعلام الفلسطينية مرفوعة، وفي ظل حكومة تُتّهم أنها حكومة يسارية وضغط اليمين الكبير من المعارضة على هذه الحكومة على الرغم من أن رأسها يمين وجسدها وذيلها يعتبر في اليسار، ذهبت هذه الحكومة باتجاه الجريمة من أجل أن تقول إنها حكومة يمينية وأننا لن نسمح بوجود مظاهر فلسطينية داخل المدينة المقدسة ولتثبت أن السيادة في المدينة المقدسة لاسرائيل.
لذلك هم يبحثون دائما عن السيادة وعلامة النصر في المدينة لذلك قاموا بالهجوم على الجنازة بشكل فاضح.
الوقت: ما أضرار الكيان الصهيوني من استشهاد شيرين أبو عاقلة؟
عماد أبو عواد: أضرار الكيان الاسرائیلی بعدة مسارات، المسار الأول باعتقادي أن يكون هناك ردة فعل كبيرة من الفلسطينيين بعد اغتيالها بمعنى وجود نوع من العمليات ضد اسرائيل بسبب هذا الاغتيال وهذا الأمر وارد.
الأمر الأهم الذي ظهر بين أقطاب الشارع الفلسطيني المختلفة بعد اغتيال شيرين أبو عاقلة. هو صورة اسرائيل التي تزداد سوءا أمام شعوب العالم وأمام المؤسسات الدولية، ولكن لابد من التنويه الى قضية أن الاحتلال يحمي ظهره، بمعنى أنه يشعر بأنه لن تكون هناك عقوبات لأن هناك مجتمع دولي منافق ومجتمع دولي يقف في النهاية مع دولة الاحتلال ويعتبر أن مصالحهم مشتركة.
ومن هنا يمكن الاجمال بأن الأضرار هي على مستوى الشرعية و على مستوى الصورة، و ممكن وجود ردات فعل داخلية فلسطينية، لكن على مستوى العقوبات من الدول هو ما زال يأمن هذه الجانب.