الوقت- المدينة التي تعرف باسم الجبهة العصية على الاحتلال التي تسببت بأرق للكيان الصهيوني على مدى سنوات، خُلّدت في صفحات التاريخ ببطولات شبابها وجيش المقاومة الفلسطينية.
صبرت على مدى سنوات تحملت فيها كل أنواع العذاب من الكيان الغاصب وها هي الآن شامخة، ومحط فخر لكل المقاومة في جميع أنحاء العالم.
وفي هذا الصدد أجرت مراسلة موقع الوقت الاخباري التحليلي مقابلة مع الكاتب والمحلل السياسي والاقتصادي الاستاذ "رضوان قاسم".
قال المحلل السياسي اذا أردنا أن نعرف ماهي خلفية معسكر جنين ضد الصهاينة، علينا أولا أن نتحدث عن جنين.. ما هي جنين؟ فعند الحديث عن جنين يعني الحديث عن فلسطين والعكس صحيح عند الحديث عن فلسطين يعني الحديث عن جنين.
وأكد على أن جنين هي رئة فلسطين هي جنين رحم فلسطين، جنين الجينات التي من خلالها نعرف ماتحمل هذه الجينات للشعب الفلسطيني من عطاء وتضحيات وثورة، من حياة ممكن أن تكون داخل هذا الجنين الفلسطيني.
فلسطين والشعب الفلسطيني هم صورة مصغرة في جنين وجنين هي الصورة الأكبر والأشمل عن كل فلسطين وعن كل الشعب الفلسطيني.
وأضاف نعرف أن معسكر جنين هو معسكر الدرع الواقي لكل فلسطين لأنه كما ذكرت أنها رئة فلسطين فان توقفت الرئة عن التنفس فيسموت الجسد. إضافة الى أن كل ذرة تراب في جنين تحمل في طياتها دماء شهداء سقطوا على أرض فلسطين أحيت من خلالها تراب أرض فلسطين، فان ماتت تربة فلسطين ماتت تربة جنين وان ماتت تربة جنين ماتت تربة فلسطين وماتت الحرية وماتت الحياة.
وتابع أضف الى أن خلفية معسكر جنين هي خلفية لكل شيء اسمه مقاومة ولكل شيء اسمه حرية، ولكل شيء اسمه حياة تريد أن تبقى صامدة في وجه أي عدو غاز وأي محتل غاصب، أكان صهيونيا أو غير ذلك.
وأكمل قائلا: إنها معسكر له خلفية أساسية في حماية المقاومة وردع أي هجوم أو اعتداء على المقاومة لأنها تعتبر خط الدفاع الأول لفلسطين وللمقاومة، فاذا سقط الدفاع الأول سقطت كل مقومات وانجازات المقاومة.
معسكر جنين بحد ذاته الفتيل الذي ممكن من خلاله أن تتفجر كل مافي داخل هذا الشعب من حرية ومن تضحية ومن عطاء.
من هنا ننطلق من معسكر جنين ونعرف أنها روح فلسطين وروح القضية الفلسطينية وروح المقاومة التي من خلال جنين تكون هي الشمعة المضيئة في درب تحرير أرض فلسطين في وجه أعدائها وبالتحديد الصهاينة لأن كل مايحصل في منطقتنا بسبب هذا الوجود السرطاني الصهيوني الموجود في داخل فلسطين، لكن جنين هي الخنجر الذي يغرز في صدر هذا السرطان حتى يقتلع من أرض فلسطين الطاهرة.
أكد رضوان قاسم على أن جنين مهمة في خط المقاومة وفي مساحة المقاومة في أرض فلسطين، الاسرائيلي يعرف تماما أن أي بقعة من فلسطين هي جنين، ولكن أيضا جنين هي كل مقاومة فلسطين، لذلك ينظر الى جنين على أنها بؤرة لهذا التحدي وبؤرة لهذه المقاومة التي ستكون ناراً تحرق العدو.
حيث إن جنين هي السحر للهب ووهج المقاومين في كل أرض فلسطين من شرقها الى غربها ومن شمالها الى جنوبها، بغض النظر حتى في عرب 48 في الداخل الفلسطيني المحتل تعتبر جنين أنها الشعلة والوجهة والقِبلة لجميع المقاومين الفلسطينيين، أينما كان وجودهم في أرض فلسطين المحتلة.
وتابع لهذا نرى أن الاسرائيلي دائما يتوجّس من اسم جنين ومقاومة جنين، لأن لهب جنين مشتعلة في كل فلسطين وفي كل الأراضي الفلسطينية، لأنه اذا انطلقت المقاومة وهي دائما منطلقة في جنين تشعل أرض فلسطين تحت أقدام هذا المحتل وتسلب منه هناء عيشه والطمأنينة وتجعله لا يعرف النوم وتجعله يدرك ان مصيره الى زوال.
وهذا ليس بجديد فتاريخ المقاومة في فلسطين هو في جنين وجنين كما قلت هي رمز لهذه المقاومة منذ أن وجد هذا الاحتلال في أرض فلسطين المحتلة ظهرت جنين كأنها المنارة التي تدير درب المقاومين التي مازالت نيّرة منذ اليوم الأول للاحتلال على أرض فلسطين.
وما قبله ايضا الاحتلال البريطاني، فكأن جنين منارة المقاومة والشعلة التي أضاءت طريق المقاومين حتى أصبحت جنين رمزاً لا يمكن تخطيه أو حجب النظر عنه.
وأشار الى أنه أينما كان في أنحاء العالم تسمع أن مقاوما خرج من جنين، فلسطينيا ضحّى من جنين، شهداء من جنين، طفل حمل الحجارة من أرض جنين، حتى حجر جنين بيد المقاومة يعتبر قنبلة أو صاروخاً يتجه ليدمر المحتل الغاصب.
وأردف لذلك فان تاريخ المقاومة فی جنين هو منذ وجود الاحتلال، وهذا هو سبب رمزية جنين الخاصة عند الشعب الفلسطيني كبارا وصغارا، عندما يعرف فلسطينا عن نفسه داخل فلسطين أو خارجها يقول مباشرة أنا من جنين،وهذا دليل على أنها المنارة للفلسطينيين والشعب المقاوم في هذه الأمة ان كانوا عربا أو مسلمين.
وعندما يتحدثون عن تاريخ المقاومة في جنين يعرفون أنها المدرسة والجهة التي تنطلق منها جامعات التحرر في العالم ومن خلال مقاومة الاحتلال منذ وجوده على أرض فلسطين المحتلة.
وصرّح المحلل السياسي: وفيما يخص قدرة جنين في قيادة جيش المقاومة كما سبق وذكرت، ويمكن أن تكون رأس الحربة في هذه المقاومة، ليس فقط في فلسطين، بل هي احدى رموز المقاومة في كل محور المقاومة وكل أحرار العالم لأن ما قدمته جنين من شباب وكبار وصغار في مواجهة العدو جعلها رموزاً من رموز المقاومة فلا بد ان تكون في قمة القيادة لجيش المقاومة ضد هذا العدو الصهيوني.
ويجب ان أقول حقيقة عندما يريد الاحتلال الاسرائيلي التوجه الى أي مكان في فلسطين أو في الأراضي المحتلة التي يسيطر عليها من الممكن ألا يتملكه الكثير من الخوف، ولكن عندما تقول له ان عليه التوجه الى جنين تجده يرتجف من خوفه ويتمنى الموت لأنه يعلم انه ذاهب لجحيم هلعه رغم أسلحته التي يمتلكها، ورأينا مؤخرأ أمثله من أبطال فلسطين وأبطال المقاومة، عندما أتى الاحتلال الصهيوني وأراد أن يدخل جنين لاعتقال شقيق الشهيد البطل الذي قام بعمليته العسكرية مؤخرا، رأينا كيف خرجت المقاومة.
لهذا قلت لك أن كل ذرة تراب على أرض جنين تحمل دم شهيد يمد المقاومة بحياة أطول، لهذا السبب وجدنا المقاومة كيف تعاملت بشراسة والرصاص بالرصاص حتى الحجر كان مقابل آليه عسكرية.
و علينا أن ننتظر المستقبل لأن الآتي سيكون له رمزية خاصة وسنشهد الكثير والمزيد من العمليات ضد الاحتلال لأنه على ما أعتقد أن بداية النهاية بدأت لهذا الاحتلال ولهذا الكيان الغاصب والمؤقت، وبدأ العد العكسي لها، فوجود هذا الكيان على أرض فلسطين أصبح على المحك.