الوقت - انتشر نبأ استهداف مقر الموساد في أربيل، فجر الأحد، بسرعة في وسائل الإعلام العالمية. ففي هذا الهجوم، جرى تدمير مقر للموساد كما أفادت مصادر غير رسمية بمقتل عدد من الضباط الإسرائيليين في هذا الهجوم.
وعقب الهجوم، أصدرت العلاقات العامة في الحرس الثوري بيانا بهذا الصدد، أكدت فيه: "عقب الجرائم الأخيرة للكيان الصهيوني المزيف والإعلان السابق عن أن جرائم وأعمال هذا الكيان الخبيثة لن تمر دون رد، استهدفت الصواريخ القوية والدقيقة لحرس الثورة الإسلامية، الليلة الماضية، "مركز الصهاينة الاستراتيجي للتآمر والأعمال الشريرة".
وفي هذا الصدد، وصف بعض المحللين هذا الإجراء بأنه رد على الإجراءات الأخيرة للكيان الصهيوني ضد المنشآت النووية الإيرانية، واعتبره آخرون بمثابة رسالة لمسؤولي إقليم كردستان لإنكار وجود الكيان الصهيوني والموساد في هذه المنطقة حيث كانوا يتجاهلون تحذيرات إيران من التهديدات الأمنية التي يشكلها هذا الوجود.
وفي هذا السياق، أجرى موقع الوقت حواراً مع الخبير في شؤون غرب آسيا حسين رويوران، لدراسة الأبعاد المختلفة لهذه القضية، وفيما يلي نص الحوار:
هل لديكم تفاصيل دقيقة عن الخسائر التي لحقت بالعدو؟
ما أظهرته القنوات الكردية في إقليم كردستان هو أن الصواريخ أصابت المبنى وتم إطلاق ثمانية صواريخ دمرت المبنى، لكن لم يعرف بعد ما إذا كان الهجوم قد تسبب في وقوع إصابات أم لا. ولكن هناك وسيلة إعلامية واحدة تسمى "سكاي إنتن"، زعمت أن الكيان الصهيوني أعلن أنه سينتقم لدماء القتلى رداً على هذا الهجوم. لكن ليس لدي أي دليل على مصداقية ومزاعم هذه الوسيلة الإخبارية، لكنها المصدر الوحيد الذي يدعي أن إسرائيل قبلت أن يكون هذا المبنى مقرا للموساد وأنه لحقت فيه خسائر.
ما هو تقييمك لتأثيرات هذا الهجوم على قضية ردع اعتداءات الكيان الصهيوني في سوريا؟
الأمن القومي قضية مهمة وللأسف سمح إقليم كردستان للجماعات الإرهابية بالوجود والوصول إلى الحدود، وهذه المجموعة لديها خدمات ومراكز تدريب ومرافق وحتى مكاتب عامة في أربيل بإقليم كردستان، والتي من خلالها تهدد أمن إيران وأحياناً تنفذ عمليات إرهابية في أذربيجان الغربية وكردستان.
وهناك أيضا موضوع الكيان الصهيوني والموساد في هذا الصدد، والذي يتضح أنهما قاما بدور مهم في اغتيال شخصيات نووية وأعمال تخريبية داخل إيران. في مثل هذه الظروف، من الطبيعي أن إيران لن تتسامح مع الوجود المنظم للموساد في إقليم كردستان ولن تسمح لهم بالتخطيط وحشد القوات لتنفيذ أعمال إرهابية أو تخريبية في إيران. لذلك، إن هذا العمل هو عمل طبيعي للدفاع عن الأمن القومي لإيران، وهو ما قامت به الجمهورية الإسلامية الإيرانية.
كما يربط البعض هذا الإجراء باستشهاد ضابطين إيرانيين في سوريا، لكن أعتقد أن الهجوم الصاروخي على قاعدة الموساد للتجسس في أربيل كان أكثر أهمية من موضوع الانتقام، بل هو مرتبط بالأمن القومي الإيراني، وإيران بهذا الاجراء بعثت رسالة مهمة مفادها بأنها لن تتهاون في هذا الشأن.
لماذا نفذت إيران هذا الهجوم من أراضيها بينما كان بإمكانها استهداف مقر الموساد بطريقة أخرى؟
إن تحرك إيران لتوجيه الضربة من أراضيها يحمل رسالة مهمة، وقد سعت الجمهورية الإسلامية الإيرانية إلى إرسال رسالة واضحة وحاسمة ومباشرة لقادة إقليم كردستان لجعلهم يفهمون أن تصرف قادة هذا الإقليم لا تقبله ايران ولن تقبل هذه القضايا.
يحاول المسؤولون ووسائل الإعلام في شمال العراق انكار وجود الموساد والصهاينة في تلك المنطقة، ما هو مستوى الرصد الاستخباراتي الإيراني لأنشطة الموساد في العراق؟
حاول إقليم كردستان انكار هذا الوجود، لكن مؤشرات وجود الموساد والصهاينة في هذه المنطقة عالية لدرجة أن هذا الإنكار أصبح بلا معنى. كان وجود الإسرائيليين في إقليم كردستان عالياً جداً أثناء الاستفتاء، وحتى الإعلام الصهيوني وبعض وزراء الكيان كانوا حاضرين في الإقليم، وبيع النفط عبر منطقة جيحان التركية إلى إسرائيل عبر أراضي إقليم كردستان آخذ في الازدياد، هناك علاقات قائمة، وزيارة رئيس وزراء إقليم كردستان السيد بارزاني إلى إسرائيل، والتي تمت ليس مرة واحدة فقط بل عدة مرات، تم الحديث عنها في الإعلام كثيراً.
لذلك فإن الادعاء بأن هذا الاقليم لا علاقة له بالكيان الصهيوني ليس ادعاءً مقبولاً وكل المؤشرات تنفي هذا الادعاء. وسبب إنكار إقليم كردستان لهذه العلاقة مرتبط بالسياسة والخيارات، والمسؤولون في هذه المنطقة يبحثون عمليا عن تحقيق المصالح والانفصال، وبالتالي يحاولون الاعتماد على الكيان الصهيوني وبعض القوى الغربية ليتمكنوا من تحقيق هدفهم المتمثل في فصل المنطقة الكردية عن العراق.
كيف يمكن تقييم رد فعل المسؤولين العراقيين والرأي العام على الهجوم الصاروخي على أربيل؟
رد الفعل يجب أن ينظر إليه على مستويين: أي رد فعل المسؤولين في هذا البلد ورد فعل الشعب. بالنسبة لرد فعل الشعب فيمكن القول إن الجميع يدرك حقيقة أن كردستان العراق لها علاقات مع إسرائيل، وهذا واضح. وبخصوص رد فعل المسؤولين ، للأسف، لا يملك العديد من المسؤولين والحكومة الاتحادية العراقية سلطة نقل جندي في إقليم كردستان، ومسؤولو هذه المنطقة لا يعيرون أهمية إلى ما تقوله الحكومة الاتحادية.
بالتزامن مع الضربة الصاروخية على أربيل، فجر الأحد، كانت هناك أيضا هجمات شنتها تركيا في المنطقة، لكن السؤال لماذا التزمت سلطات الإقليم الصمت حيال تحرك تركيا وردت على ما تقوم به إيران؟ ينبغي القول إن ذلك يعود لأسباب سياسية تجبر مسؤولي الإقليم على ابداء سلوك ازدواجي، وإدانة بعض المسؤولين العراقيين لهذا الهجوم ترجع إلى مواقفهم السياسية، لأن لديهم مواقف مسبقة من إيران، ولهذا السبب، يتخذون موقفاً ضد إيران ويدينونها.