الوقت - تصاعد خطط الاحتلال الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني وضد حركات المقاومة في الفترة الاخيرة ، مع استمرار التطبيع مع بعض الانظمةالعربيّة من جهة اخرى، جعل الصراع مع الكيان الصهيوني مفتوحاً فجميع حركات المقاومة تعيش اليوم في ذروة هذا الصراع التاريخيّ مع المشروع الصهيوني وتؤكد كل حركات المقاومة أن المصير واحد وأن حركات المقاومة ستعمل بكل إمكانيتها لمواجهه هذا الكيان اللقيط .فالاحتلال الإسرائيلي الذي ارتكب جرائم بحق الأسرى الفلسطينين ، وعمل بكل الطرق لزيادة معاناتهم في سجونه وتمادى كثيراً، جعل حركات المقاومة في البداية تطلق تحذيرات لهذا الكيان على أن استمرار الاحتلال بارتكاب الجرائم سوف يقابل بانتفاضة وستكون كل الخيارات مطروحة للمواجهة.
لقاء جمع ممثلي حركات المقاومة
بعد التحذيرات التي أطلقتها قوى وحركات المقاومة وخاصة حركة حماس خلال الأيام الماضية ، شهدنا لقاء لممثلي حركات المقاومة في العاصمة بيروت والهدف من ذلك التنيسق بين حركات المقاومة في مواجهة الكيان الصهيوني حيث التقى وفد قيادي من حركة حماس برئاسة رئيس مكتب العلاقات العربية والإسلامية خليل الحية، مسؤول العلاقات الفلسطينية في حزب الله حسن حب الله ومعاونه عطاالله حمود مساء الجمعة في بيروت.
ممثلو حركات المقاومة ، خلال اللقاء تطرقوا إلى الوضع في الداخل الفلسطيني وإلى المحاولات البائسة التي يقوم بها كيان الاحتلال للضغط علي الشعب الفلسطيني في الداخل ، حيث "أكدوا رفضهم لجميع المشاريع التي تواجه القضية الفلسطينية، داعين الدول المطبعة إلى التراجع عن خطواتها لأنها تضر بالقضية الفلسطينية ولا تخدم إلا الكيان الصهيوني."
أثناء لقاء ممثلي حركات المقاومة الاسلامية، كان موضوع الأسرى الفلسطنيين حاضراَ ، حيث وجه المجتمعون التحية للأسرى في سجون الاحتلال الذين يخوضون معركة جديدة في وجه سلطات الاحتلال، داعين إلى توسيع التضامن مع الأسرى والوقوف إلى جانبهم. وهنا يجب الإشاره إلى أن السياسة الصهيونية التي استخدمتها سلطات الاحتلال في التعامل مع الأسرى الفلسطينين تتنافى مع المواثيق والقوانيين الأممية لحقوق الإنسان ، والتي تكفل للأسير المعاملة المحترمة اللائقة به كإنسان، ولكن الكيان الصهيوني الذي يرزح في سجونه أكثر من 4500 أسير يتعمد وضع سجانه الفلسطنيين تحت ظروف صعبة رغم ادعاءته المتكررة بالتزامه بحقوق الانسان، فالمئات منهم يعانون من أوضاع صحية صعبة، ويعاني عدد كبير منهم أمراض مزمنة دون تقديم أي علاجات ،وكمثال يعاني بعض الاسرى من السرطان و الفشل الكلوي.
صمود حركات المقاومة
يتضح يوماً بعد آخر أن كيان الاحتلال الإسرائيلي يواجه ازمات حقيقية نتيجة صمود الشعب الفلسطيني ونتيجة تضحياته وتمسّكه بأرضِهِ وحقوقِه، وبسبب هذا المأزق الذي يعيشه الكيان نرى حالة القلق التي يعيشها الكيان اللقيط، فتفاقم القلق لدى الكيان الغاصب جعل الكيان يرتكب جرائم اكثر بحق أبناء الشعب الفلسطيني .
لذلك اليوم نحن فعلًا أمام حالة من المواجهة المتواصلة بين مشروعِ التحرر الفلسطيني ومشروع الهيمنة الصهيونية، فهذا الصراع متواصل، ولا مجال لأي حلول سياسيّة مع المشروع الصهيوني ، حيث إن هذا الكيان كيان عنصري يريد السيطرةَ على كامل الأراضي الفلسطينيّة، ويريد الهيمنةَ العسكريّةَ والأمنيّة والاقتصاديّة على الأمّة العربيّة والإسلامية بأسرها.
في هذا السياق شدد ممثلين حركات المقاومة التي جمعتهم بيروت على أن "على ثبات محور المقاومة وصلابته، في مواجهة كل الضغوط والتهديدات، وأنّ الآمال الكبيرة معقودة عليه."
وهنا يجب الإشاره الى أن حركات المقاومة الذي تمكّنت من تحقيق الكثير من الإنجازاتِ خلال العقدين الماضيين ، بسبب التنسيق الحاصل بينها و توحد الهدف تستطيع ايضاً ان تذل الكيان الصهيوني أكثر خلال المرحلة القادمة ، فسياسة الاستيطان وتهويد الأرض، الذي يستهدف التصفية الشاملة للقضيّة الفلسطينيّة بجميع أبعادها، جعل حركات المقاومة توكد على أن الخيار الوحيد لمواجهة الكيان الصهيوني هو الاتحاد لمواجه هذا المشروع الصلف، الكيان الإسرائيلي يقف اليوم أمام مقاومةٍ صلبةٍ ونشطةٍ ترفض الاستسلام وترفض الخضوع.
على صعيد اخر لا شكّ أنّ التحركات الشعبية لأبناء الشعب الفلسطيني هي تصعيدٍ أكبرَ وتأطيرٍ أعمق، لمواجهة المشروع الصهيوني وهي تمثل دعماً لإسناد المقاتلين من أبناء الشعب الفلسطيني ، خاصّة وأنّ صمود أبناء الشعب الفلسطينيّ يشكّل الأرضيّة الصلبة والمناسبة لصمود حركات المقاومة في ميادين القتال .
في النهاية يمكن القول أنه رغمَ كل الظروف الصعبة والتحديات الخطيرة، فإنّ الشعب الفلسطيني يقدم التضحيات الكبيرة، ويؤكد على التمسك بتحرير أرضه كاملة
من جهة اخرى فإن التنسيق بين حركات المقاومة والتاكيد على وحدة المصير وتصعيد المقاومة بجميع أشكالها ، والتاكيد على انه لا يمكن انتزاع حقوق الشعب الفلسطيني إلا عبرَ خيار المقاومة، هو ماسيغير موازين القوى مع العدوّ الصهيوني .
نرى اصرار الشعب الفلسطيني وحركات المقاومة على تحرير فلسطين، وليس القيام بعمليّة تسوية ومفاوضات مع هذا الكيان، كما كان يتم الترويج له في السابق عبر بعض الساسة الفلسطنيين ، الذين لم يدكور خطوره ماقاموا به على الشعب الفلسطيني حيث ظلوا سنوات طويلة يتحددثون بالسلام و الحوار وهو ما جعل الكيان الصهيوني يتمادي اكثر اما اليوم نحن أمام واقع جديد، وهذا الواقع سيكون لمصلحة الفلسطيني، حيث ان قوى المقاومة اليوم تعيش حالة من التنسيق الكبير ونقل التجارب وتقديم المساعدات والاستفادة من الخبرات الكبيرة التي تمتلكلها في مواجه الكيان الصهيوني بينما في المقابل يعاني الكيان من أزماتٍ عميقة وشديدة وتواجه تحديات كبيرة، ومن هنا يستوجب على الشعب الفلسطيني وحركات المقاومة أن نستثمر مثل هذه التحولات، وتعمل على تعزيز الكفاح المسلح ضد الصهاينة .