الوقت- بعد الاعتداءات الاسرائيلية المتكررة على سوريا خلال السنوات الماضية، والتي جعلت من سماء سوريا ميدانا لطيرانها وهجماتها المتكررة.
وخلال تلك الاعتداءات احتفظت سوريا بحق الرد لأسباب مجهولة، ولكن على مايبدو أن سوريا كان لديها خطة مبرمجة لتلك الاعتداءات، فقد قامت سوريا مؤخراً بالرد على الطائرات الاسرائيلية من خلال المضادات الأرضية في سوريا.
هنا نرى أن سوريا تنتهج نهجا جديدا لمواجهة الاعتداءات الاسرائيلية لتوقفها عند حدها.
وفي هذا الصدد أجرى موقع الوقت الاخباري التحليلي مقابلة مع العميد "أمين حطيط"، واليكم نص المقابلة:
الوقت: قال فيصل مقداد ان دمشق سترد قريبا على العدوان الاسرائيلي، ما أسباب موقف وزير الخارجية السوري في هذا الوقت؟
العميد حطيط: عملت سوريا في معركتها الدفاعية وفقا لجدول الأولويات دائما وهي التي تحدده مع حلفائها في محور المقاومة وروسيا.
بينما عمل المعسكر الآخر على استدراج سوريا لتنحرف عن جدول تلك الاولويات التي كانت قد وضعتها سوريا، كما بينت الوقائع أن جدول الأولويات الميدانية التي اعتمدتها سوريا، كان ناجحا ومفيدا جدا.
ما سيدفع سوريا الى التورط في مواجهة عسكرية مع اسرائيل حتى لا تخرج عن جدول أولوياتها وبالتالي ان الاسباب الحقيقية لعدم الدخول بمواجهة مع اسرائيل كان نتيجة اعمالها العدوانية العائدة الى جدول الاولويات التي وضعته سوريا والتي لا تريد ان يتم استدراجها الى حيث تريد اسرائيل.
الوقت: لماذا لم تقدم سوريا مثل هذا الرد الحاد لاسرائيل حتى الآن؟
العميد حطيط: قال الوزير فيصل المقداد حول هذا الموقف ربطا بالمرحلة التي وصلت اليها المعركة الدفاعية أنه يعلم بأن الأمور تقترب من السقف الذي يتيح لسوريا وحلفائها بالرد على الاستفزازات والاعتداءات الاسرائيلية.
فكما ذكرت أن المرحلة، هي مرحلة متميزة ومتدرجة وفقا لجدول الأولويات، لهذا السبب بما أن الوزير المقداد عرف أن الوقت يقترب في جدول الأولويات العسكرية من مرحلة المواجهة والرد المؤثر على العدو الاسرائيلي، وهذا بالضبط مادفعه لاتخاذ هذا الموقف.
الوقت: ماهو نشاط أنظمة الدفاع الروسية ضد الهجمات الاسرائيلية، وهل لم تكن قادرة على شن 100 هجوم من قبل الكيان الصهيوني؟
العميد حطيط: لقد ساهمت روسيا بشكل فاعل ومؤثر في ترميم منظومة الدفاع السورية، والمساعدة الروسية كانت واضحة في هذا الأمر، والكل يعلم أن الارهابيين خلال السنتين الأولى و الثانية من الحرب الكونية على سوريا أقدموا على تدمير منظومة الدفاع الجوي السورية بنسبة تتجاوز 70-80% ،وباتت سوريا بجيشها وفضائها وأرضها وبرها وجوها مكشوفة أمام العدو الاسرائيلي.
لكن هذا الامر تغير وخاصة في السنوات الأربعة الاخيرة وباتت منظومة الدفاع الجوي التي ساهم الروس في ترميمها قادرة على معالجة القسم الأكبر من الاعتداءات الاسرائيلية ولذلك نجد أن نسبة تتراوح بين 70-80% من الصواريخ التي تطلق جوا أو برا من قبل العدو الاسرائيلي تسقطها هذا المنظومة وهذا يؤكد قدرة المنظومة على أداء وظيفتها بشكل صحيح.
الوقت: ماهي الأساليب السورية في الرد على الاعتداءات الاسرائيلية؟
العميد حطيط: تستطيع سوريا الرد على الاعتداءات الاسرائيلية ضمن سقوف متفاوتة؛
السقف الأول: هو رد من خلال منظومة الدفاع الجوي ضد الصواريخ.
السقف الثاني: الرد على استهداف الطائرات وهذا الأمر نجحت فيه كثيرا خاصة وأنه 90% من الاعتداءات الاسرائيلية باتت تنفذ من خارج الأجواء السورية لأن السماء السورية أصبحت مقفلة بوجه العدو الاسرائيلي.
والسقف الثالث: هو رد عبر الحدود أي استهداف الأهداف العسكرية الاسرائيلية خارج الحدود السورية سواء في الجو أو في البر، وقد نفذت سوريا هذا الرد باطلاق صاروخ دمر طائرة فوق فلسطين المحتلة ومرة أخرى دمرت صاروخ بر- بر كان قد وصل الى داخل فلسطين المحتلة.
وهنا نجد أن القدرات السورية متوافرة، انما المسألة هي مسألة وقت، أي إنها تنتظر الوقت المناسب الذي يجب عليها أن تقوم بالرد.
الوقت: ما مدى جدية الاسرائيليين في التعامل مع هذه التهديدات، وهل ستتحول الموازين في سوريا لمصلحة محور المقاومة؟
العميد حطيط: أولا: اسرائيل تعلم أن الوقت ليس في مصلحتها وهي خسرت حتى الآن ما أسمته معركة مابين الحروب وفشلت في ما ادعت أنها تريد أن تمنع حزب الله من امتلاك السلاح الكاسر أو أن تخرج القوات الايرانية أو قوات حزب الله من سوريا.
ثانيا: فشلت في التأثير على مجريات الميدان في سوريا والمستقبل يعمل ضد اسرائيل لذلك نعرف أن الاسرائيليين يخشون التطور الآتي مستقبلا لغير مصلحتهم لأن الوقت يعمل لمصلحة محور المقاومة بشكل مؤكد.