الوقت-قال المندوب الصيني في مفاوضات فيينا، وانغ كوان، أن المفاوضات الآن في مراحها الأخيرة، آملاً أن تتحقق خطوات للأمام في هذا المسار.
وتابع المندوب الصيني بالقول: "نحن على بعد خطوة من الاتفاق، وهذا ما نسعى اليه جميعاً وبجهد".
وأشاد كوان بجهود إيران التي وصفها بـ"الكبيرة"، وذلك من خلال اتباع نهج مباشر للغاية في المفاوضات، قائلاً: "هذا يعني أنهم وضعوا كل الأمور على الطاولة، بناءً على القرار السياسي".
وقال بيان صادر عن مكتب الرئاسة الفرنسية، اليوم الأربعاء، إن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ونظيره الصيني شي جين بينغ اتفقا على ضرورة تكثيف جهودهما المشتركة للتوصل إلى اتفاق نووي مع إيران.
وفي سياق متصل، حذّر وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان، الأربعاء، من أنّه إذا لم يتمّ التوصّل في غضون بضعة "أيام" إلى اتفاق في فيينا بين إيران والدول الكبرى حول البرنامج النووي الإيراني فإنّ العالم سيواجه "أزمة" انتشار نووي حادّة، حسب تعبيره.
وقال لودريان أمام مجلس الشيوخ الفرنسي إنّه "كلّما تقدّمنا أكثر، كلّما زادت إيران من سرعة إجراءاتها النووية، وكلّما قلّ اهتمام الأطراف بالانضمام إلى خطة العمل الشاملة المشتركة (اتفاق 2015)".
وتابع: "نحن بلغنا اليوم نقطة التحوّل، والأمر ليس مسألة أسابيع إنّما مسألة أيام"، لكنّ الوزير الفرنسي شدّد في الوقت نفسه على أنّ التوصّل لاتفاق أصبح "في متناول اليد".
وشدّد لودريان على أنّ بقية الأطراف الموقّعة على الاتفاق (بريطانيا وفرنسا وألمانيا والصين وروسيا، وكذلك الولايات المتحدة التي انسحبت منه في 2018) توصّلت إلى "تفاهم" بشأن الاتفاق الواجب إبرامه في فيينا وكل ما يبقى الآن هو موافقة إيران عليه.
وقال "نحن بحاجة الآن إلى قرارات سياسية من الجانب الإيراني، وأمامنا خياران واضحان، إما أزمة حادة، أو القبول بالاتفاق".
وترمي المحادثات الجارية في فيينا للتوصّل إلى اتفاق يعيد كلاً من واشنطن وطهران للالتزام بمفاعيل خطة العمل الشاملة المشتركة، الاتفاق الذي أبرمته الدول الكبرى مع إيران في فيينا في 2015 لضمان سلمية البرنامج النووي الإيراني مقابل رفع العقوبات عن طهران.
الجدير بالذكر أن أوساطاً غربية مشاركة في مفاوضات فيينا قالت للميادين إن "الحوار مع الجانب الإيراني وصل إلى مراحل حاسمة ومفصلية وأن الأمور قد تترجم بسرعة إلى اتفاق نهائي، في حال قرر الجانب الإيراني وقف شروطه وطلباته التي لا نستطيع تقديمها أحياناً".
وقالت هذه الأوساط أن "98% من الخلافات قد توصلنها إلى مخارج وحلول لها، وما تبقى هو فقط ما يصرّ الجانب الإيراني على تحقيقه، ورفضت الأوساط تحديد مهلة زمنية لنهاية العملية التفاوضية لكنها أكدت أن "الهدف هو اختتام المفاوضات قبل نهاية الشهر الجاري".
كما أكد أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني، في وقت سابق، أن "نكث أميركا المؤكد للعهود هو أهم عامل يهدد أي اتفاق"، قائلاً أن "الإلغاء الحقيقي للحظر يعني أن إيران تتمتع بفوائد اقتصادية موثوقة ومستدامة"، مشيراً إلى أن "التحقق من إلغاء الحظر، وتقديم الضمانات يعد جزء لا يتجزأ من اتفاق جيد".
وقد استؤنفت الجولة الثامنة من مفاوضات فيينا بشأن رفع الحظر عن إيران بحضور وفود إيران ومجموعة 4+1 في العاصمة النمساوية، الخميس 10 فبراير/شباط، بعد انقطاع استمر 11 يوماً لتشاور الوفود مع عواصمها.