الوقت - ذكرت قناة فوكس نيوز الأمريکية مؤخراً أنه بعد التصريحات المعادية لأمريكا التي أدلى بها علي رضا دبير، رئيس اتحاد المصارعة الإيراني، "تعززت" إمكانية منعه من السفر إلى الولايات المتحدة لحضور حدث رياضي.
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية لشبكة فوكس نيوز، إن "قضايا التأشيرات لأي عضو في الفريق الإيراني تخضع لمخاوف قانون الخصوصية، وسيتم التعامل معها وفقًا للقانون الأمريكي".
جدل فوكس نيوز
قضية عدم إصدار تأشيرة أمريكية لـ "علي رضا دبير" رئيس اتحاد المصارعة الإيراني، اشتدت بعد حديث علي رضا دبير في 4 كانون الثاني/يناير، بالتزامن مع الذكرى الثانية لاستشهاد اللواء سليماني على يد القوات الأمريكية في العراق، عن "الالتزام العملي" بشعار "الموت لأمريكا".
وذكر رئيس اتحاد المصارعة الإيراني في هذه المقابلة أنه "نحن دائماً نهتف بشعار الموت لأمريكا، ولكن من المهم أن نضعه موضع التنفيذ. بعض الناس يتحدثون كثيرًا لكنهم لا يفعلون الكثير. علينا أن نثبت هذا الشعار عملياً".
إشارة دبير إلى الإثبات العملي لشعار الموت لأمريکا، ربما هي إجراء إيران ضد هذا البلد في مختلف القضايا، ولا سيما اغتيال واستشهاد اللواء سليماني، الذي حدث قبل عامين. وبطبيعة الحال، فإن رئيس اتحاد المصارعة الإيراني، مثله مثل غيره من المسؤولين الإيرانيين، يدعو إلى اتخاذ إجراءات قانونية والرد على هذا العمل الإرهابي من قبل حكومة الولايات المتحدة.
بعد نشر تصريحات علي رضا دبير، شككت فوكس نيوز في البطاقة الخضراء الخاصة بإقامته في الولايات المتحدة، في تقرير يشير إلى معارضة رئيس اتحاد المصارعة الإيراني للولايات المتحدة.
كما انتقل هذا الموضوع إلى المؤتمر الصحفي للمتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده، الذي دعا في 11 كانون الثاني/يناير إلى "عدم تسييس" القضايا الرياضية.
لا أحب أمريكا
على الرغم من مزاعم قناة فوكس نيوز الأمريكية بشأن البطاقة الخضراء لرئيس اتحاد المصارعة الإيراني، إلا أن هذا التقرير تبين خطأه وأعلن علي رضا دبير أنه لم يحصل على البطاقة الخضراء منذ سبع سنوات.
وقال دبير للصحفيين في مؤتمر صحفي: "أيها السادة، مثل العديد من الرياضيين في أولمبياد سيدني، حصلنا على بطاقات خضراء، وربما يمكننا الدراسة. حصل الكثير منهم على بطاقات خضراء في السبعينيات والثمانينيات، لکني لم أتابع الموضوع أبدًا وسحبت طلبي قبل بضع سنوات. أعدت البطاقة قبل 7 سنوات لكن بعض الناس كذبوا وكتبوا عن هذا الموضوع".
وأضاف دبير: "إنهم أغبياء لدرجة أنهم كتبوا بأني امرأة، وقد زادوا عمري إلى 80 عامًا! بالأمس، قامت السفارة الأمريكية بإرسال بريد إلكتروني إلى الاتحاد، قالت فيه لماذا أعدت بطاقتك الخضراء يا سيد دبير؟ إشرح لنا الأمر. هناك سألوني لماذا ألغيت البطاقة الخضراء، فقلت إنني لا أحب بلادكم. إسألوا الإيرانيين هناك عما إذا كانوا يحبون ذلك أم لا. كتبتُ بالأمس رسالةً قويةً إلى كل من السفارة الأمريكية في دبي واتحادهم. تم اصطحاب أحد مرافقينا إلى غرفة آمنة لمدة 5 ساعات، وقد أبلغت الأجهزة الأمنية بذلك بالأمس. فإذا كانت المباراة وديةً، فما هذا النوع من التعامل الودي؟ لن نذهب إلى الولايات المتحدة إذا لم يُمنح أحد المصارعين أو رفاقه تأشيرة دخول".
كما صرح رئيس اتحاد المصارعة الإيراني أن سبب هذا الجدل هو تصريحاته حول الشهيد اللواء سليماني، وقال: "القصة بدأت من موضوع الحاج قاسم سليماني. سأثني عليه بالتأكيد مرةً أخرى وقمت بإلصاق صورته هنا؛ يفعلون ذلك بي حتى لا يتحدث الرياضيون الآخرون. إذا ألصقت صورةً له في غرفتي، فسأتحدث عنه بالتأكيد".
أمريكا تسيس الرياضة
على عكس مزاعم المسؤولين الأمريكيين حول عدم تسييس الأحداث الرياضية، اتبعت الولايات المتحدة دائمًا في الممارسة العملية النهج الأكثر سياسياً تجاه التطورات الرياضية.
حالياً أثارت واشنطن قضية عدم إصدار تأشيرات لرئيس اتحاد المصارعة الإيراني، وقبل بضعة أشهر فقط، سلطت الضوء على مسألة إقامة دورة الألعاب الأولمبية الشتوية بمقاربة سياسية.
حتى أن الولايات المتحدة أعلنت أن الوفد الدبلوماسي الأمريكي لن يحضر أولمبياد الصين، وعلى خطى الولايات المتحدة، زعمت بعض الدول الأخرى أن مسؤوليها لن يشاركوا في الألعاب الأولمبية الصينية.
وفي وقت سابق، أثيرت شائعات عن مقاطعة شاملة للألعاب الأولمبية من قبل الإدارة الأمريکية الديمقراطية، والآن يبدو أن البيت الأبيض اقتصر على المقاطعة الدبلوماسية للألعاب. وهكذا، سيكون الرياضيون الأمريكيون حاضرين في بكين دون حضور المسؤولين السياسيين الأمريكيين حفلي الافتتاح والختام.
وفي الأسبوع الماضي أيضًا، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية "تشاو لي جيان" في مؤتمر صحفي، إن على واشنطن التوقف عن تسييس الرياضة وعرقلة الألعاب الأولمبية.
وفقًا لذلك، يبدو أن واشنطن تحاول الآن أكثر من أي وقت مضى استغلال الأحداث الرياضية لتحقيق أهدافها السياسية الخاصة، بينما يتعارض نهج الولايات المتحدة هذا مع الميثاق الأولمبي، الذي يدعو إلى عدم التدخل السياسي في الأحداث الرياضية.
بالطبع، الترابط بين الرياضة والسياسة في الولايات المتحدة له أيضًا خلفية تاريخية، حيث أنه في أولمبياد مكسيكو سيتي عام 1968، فاز توم سميث وجون كارلوس، العداءان الأمريكيان الأسودان، بالمركزين الأول والثالث في سباق 200 متر.
وعلى المنصة، مباشرةً بعد عزف النشيد الوطني للولايات المتحدة، احتجا على العنصرية في بلادهما بالقفازات السوداء والقبضات المشدودة. وإثر ذلك، طردت اللجنة الأولمبية الوطنية الأمريكية العدائين من قرية الألعاب، وهو ما قوبل بردود فعل سلبية واحتجاجات من العديد من الرياضيين السود الحاضرين في الألعاب.