الوقت-أكد "إسماعيل هنية"، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، في حديث لشبكة "الجزيرة"، أن المقاومة تجلت في عملية "سيف القدس". وأن طبيعة المواجهة مع العدو قد تغيرت، والمقاومة باتت الآن تتحدث عن تحرير فلسطين. ووصف هنية للمسار الذي سلكته المقاومة منذ نشأتها يقترب الآن من تحرير التراب الفلسطيني كامل. الطريق الذي وصل إلى القوة، والقوة تقود العدو المحتل الآن خطوة بخطوة إلى ركن العزلة.
تصنيف أسلحة المقاومة
وحسب إسماعيل هنية، قررت المقاومة الفلسطينية، بعد فحصها للميدان، أن تحصل على ثلاثة أنواع من الأسلحة والقدرات، فخططت لامتلاك هذه الأسلحة، وهي تملكها الآن وتقوم بجعلها محلية الصنع.
سلاح رادع
اسلحة المقاومة الرادعة هي صواريخ مقاومة. توفر الصواريخ، لأن لديها القدرة على استهداف العدو من مسافة بعيدة، نوعًا من الردع الذي لا يستطيع العدو مجابهته بأي طريقة. لأن الصاروخ الذي يتم نشره في وقت قصير وبتكلفة منخفضة، يمكنه استهداف عمق أراضي العدو. وبالنظر إلى المدى المتزايد لصواريخ المقاومة في السنوات الأخيرة ووصول صواريخ المقاومة إلى أقصى شمال فلسطين المحتلة، لا بد من القول إن هذا السلاح الرادع يشمل كل أراضي العدو في نطاقه. ولا بد من القول إن سلاح ردع المقاومة قد بسط ردعه ليشمل كل فلسطين.
سلاح المقاومة الاستراتيجي
وأشار إسماعيل هنية إلى أنفاق المقاومة كسلاح استراتيجي للمقاومة. ويستخدم هذا السلاح في مختلف المجالات. على الأرض عندما ينوي العدو الهجوم فإن الأنفاق تفاجئ العدو. وحتى في مجال استخدام صواريخ المقاومة، فإن الأنفاق تعمل كوسيلة لإطلاق نار لا يمكن كشفها، كما أنها تُبقي قوات وقدرات المقاومة مخفية عن استهداف العدو. هذه هي أنفاق المقاومة التي تنهض بالاستراتيجية العسكرية للمقاومة وتحمي المقاومة من المحتلين. من دون الأنفاق، لن تدوم المقاومة طويلاً ضد العدو.
أسلحة ضد دبابات العدو ودروعه
وأشار إسماعيل هنية في حديثه إلى الأسلحة المضادة للدبابات والمدرعات باعتبارها السلاح الثالث الذي تحتاجه المقاومة، والتي أصبحت الآن في أيدي المقاومة بالكامل، وستعمل على القضاء على مركبات العدو المدرعة. ويمكن أن يكون لهذا السلاح، الذي رأينا أمثلة على استخدامه في الحروب السابقة، مفاجأة خفية أيضًا. هذا يعني أنه قد يكون لديه مقاومة أسلحة جديدة مضادة للدبابات، مما يدل على أنها أصبحت محلية.
استكمال خطة دفاع حماس
وفي هذا الجزء من خطابه، صرح هنية صراحةً بأن خطة دفاع حماس قد تمت الموافقة عليها من قبل أعضاء داخل قطاع غزة وخارجه، وتم الانتهاء منها الآن بدعم من إيران وبعض الدول العربية والإسلامية. وهذا يعني أنه بانتهاء هذه الخطة تكون المقاومة مهيأة بشكل كامل في المجال الدفاعي ولديها قدرات دفاعية لم تظهر بعد وستظهر نفسها في المستقبل. كما في عام 2012، بعد اغتيال الشهيد "أحمد الجابري"، تمت الموافقة على إطلاق النار على تل أبيب وتنفيذه.
استهداف المقاومة في الحروب الماضية
ووصف رئيس مكتب حماس أهداف المقاومة في الحروب السابقة، وأشار إلى خطوط المقاومة حتى الآن، ووصف وضع كل حرب حتى عملية سيف القدس.
حرب 22 يوما، حرب الثبات
ووصف حرب 2009، التي دارت على مدى 22 يوماً في قطاع غزة والتي أخفق فيها العدو في تحقيق هدفه النهائي بتدمير المقاومة، بالحرب، لأن المقاومة بصلابتها وثباتها وسلاحها البسيط وقلة أسلحتها أجبرت العدو على التراجع وإنهاء الحرب. ولو لم تصمد المقاومة في تلك الحرب، فربما لم يبق من المقاومة الفلسطينية شيء.
حرب الأيام الثمانية، ساحة المعركة
في عام 2012 عندما اغتال العدو أحمد الجابري قائد كتائب القسام، بدأت المقاومة هجماتها ضد العدو، وبينما لم يكن العدو مستعدًا لهجوم على هذا المستوى، انطلقت حرب شاملة انتقاماً لاستشهاد قائده الشهيد. لم يعتقد الصهاينة أن هذه الحرب ستستمر أكثر من يوم واحد، لكن المقاومة بفرض نفسها على العدو سعت إلى قتال طويل في ساحة المعركة. كانت هذه الحرب نقطة تحول للمقاومة الفلسطينية في نضالها ضد المحتل.
حرب 51 يوما، هزيمة العدو
حرب 2014، التي استمرت 51 يومًا، كسرت تمامًا رهبة العدو المحتل. في المقام الأول، لم يتخيل العدو حتى أن المقاومة التي استمرت 51 يومًا ستفرض عليه كل هذه الهجمات الشديدة. خلال 51 يوما من القتال، سعى العدو ثلاث مرات يائسا لمساعدة الوسطاء الإقليميين والدوليين لوقف إطلاق النار، ولكن دون جدوى، وكانت المقاومة هي التي لم تنه الحرب حتى حققت أهدافها وفرضت شروطها على العدو. من ناحية أخرى، أدى استخدام التكنولوجيا الجديدة والأسلحة وقدرات المقاومة في مختلف مجالات الحرب الإلكترونية والسيبرانية والطائرات بدون طيار والبحرية والبرية إلى إزعاج العدو بشدة وإرباكه.
معركة سيف القدس، تمرين على تحرير فلسطين
ووصف إسماعيل هنية معركة سيف القدس بأنها تمرين على تحرير كل فلسطين، وهذا البيان يعكس حقيقة أن العدو يحاول الاختباء أكثر فأكثر كل يوم. كانت معركة سيف القدس هي أول هجوم للمقاومة ضد الكيان الصهيوني، والتي نفذت على نطاق واسع في جميع أنحاء فلسطين. المقاومة في هذه المعركة تحدت العدو وأخبرته أنه من الآن فصاعدا تتسلط المقاومة على رؤوس المحتلين لمعاقبتهم على أي اعتداء. إن استمرار هذا الردع سيؤدي بالتأكيد إلى تحرير فلسطين. لأنه إذا استمر ردع القوة فستكون المقاومة هي التي ستملي مطالبها على العدو من الآن فصاعدًا، وإرادة المقاومة ما هي إلا تحرير فلسطين، وعلى الصهاينة أن يكونوا مستعدين للطرد من فلسطين. والدليل على ذلك هو أنهم يحاولون بكل الوسائل تهدئة الوضع حتى لا يكون هناك صراع. من ناحية، يسعى الأمريكيون إلى تهدئة الأوضاع في فلسطين والمنطقة، ومن ناحية أخرى، تحاول دول مثل بريطانيا وأستراليا محاصرة المقاومة من خلال تسمية حماس وحزب الله بالإرهابيين.
ما يحدث الآن، ولا يريد العدو الاعتراف به، هو أن المقاومة اليوم، وصلت إلى نقطة لم يعد فيها العدو قادرًا على الإكراه والعدوان، وتحول إلى سياسة "الهجوم والهروب" و" "الهجوم دون اعتراف".