الوقت- بمناسبة عيد الأضحى المبارك، هنأ رئيس المكتب السياسيّ لحركة المقاومة الإسلاميّة "حماس"، إسماعيل هنية، الشعب الفلسطينيّ والأمة الإسلاميّة والعربيّة برمتها، وأعرب عن أمله في أن يشهد الشعب الفلسطينيّ والأمة الإسلامية العام المقبل تحرير المقدسات في فلسطين المحتلة والمسجد الأقصى المبارك، في ظل الظروف الاستثنائيّة التي تواجهها القضيّة الفلسطينيّة، والمتمثلة بـ "صفقة القرن" الرامية إلى تصفيّة أهم قضيّة عربيّة وإسلاميّة، والتطبيع الذي شكل طعنة في ظهر هذا البلد، إضافة إلى مخططات الاستيطان والضم التي لا تتوقف عن قضم ونهب أراضي الفلسطينيين، وكذلك الحصار والإجرام الإسرائيليّ الممنهج بحق أصحاب الأرض والمقدسات.
بعد الحرب الأخيرة التي شنّتها الآلة العسكريّة للكيان الصهيونيّ على قطاع غزة المحاصر، والتي تركت تل أبيب في صدمة من نتائجها على مختلف المستويات بعد الرد الحازم للفصائل الفلسطينيّة، أشار هنية إلى أن هذا العيد هو عيد تضحية ونصر، مؤكدا أنّ "الأمة الفلسطينيّة دخلت معركة تحرير الأرض ومقدساتها واستعادة حقوقها في جميع أنحاء هذه الأرض وخاصة القدس الشريف".
وعقب الضربة القوية التي وجهتها حماس والفصائل الفلسطينيّة للمحتل الصهيونيّ الباغي، والانتصار الكبير للفلسطينيين باعتراف الإعلام العبريّ نفسه، قال رئيس المكتب السياسيّ لحركة المقاومة الإسلاميّة حماس إنّ "إحدى نتائج معركة سيف القدس كانت نهاية 12 عاماً من حكم رئيس وزراء العدو، بنيامين نتنياهو"، مضيفاً إنّ "الأزمات الداخليّة للكيان ستؤثر بالتأكيد على وجوده".
ورغم تصاعد نبرة التهديد الصهيونيّة في الفترة الماضيّة للتخفيف من حجم الهزيمة الأخيرة، أوضح هنية أنّ الهدف من الأعمال والاعتداءات الأخيرة للمحتلين الصهاينة في المسجد الأقصى والقدس الشريف هو التستر على هزيمة العدو وتقليل الانهيار الكبير بعد انتصار المقاومة في معركة سيف القدس، التي اعتبرها الصهاينة حتى نصراً كبيراً للمقاومة، على الرغم من محاولة إخفاء ذلك من بعض المسؤولين، حيث حمل الانتصار رسائل تحدٍّ كبيرة، بالأخص في العاصمة الفلسطينيّة المحتلة، لردع عمليات اقتحام المسجد المبارك من قبل الصهاينة المتشددين، وصدّ محاولات سلب منازل الفلسطينيين.
وفي الوقت الذي تشدّد فيه فصائل المقاومة الفلسطينيّة على أنّ محاولة فرض أيّ معادلات جديدة من قِبَل الاحتلال على الفلسطينيين باتت وراء ظهورهم، وخاصة في ظلّ محاولة العدو القاتل فرض معادلة جديدة بشأن العديد من الملفات، حذر اسماعيل هنية الكيان الصهيوني من أي اعتداء على المسجد الأقصى والأماكن المقدسة بالقدس، مشيرًا إلى أن "حماس ملتزمة بالعهد الذي قطعته مع القدس وأهلها وتواصل الدفاع عنها"، بالتزامن مع ما يقوم به العدو من عمليات التهجير الجماعيّ بحق الفلسطينيين والاستيلاء على منازلهم، في استهداف علنيّ للهوية الفلسطينيّة المقدسيّة وللوجود الفلسطينيّ.
وبما أن حماس تُدرك جليّاً أنّ سلطات العدو التي تمنع أصحاب الأرض والمقدسات من ممارسة شعائرهم في عاصمة بلادهم، وتسعى بكل ما أوتيت من قوة لتحقيق حلم الصهاينة بأن تكون القدس عاصمة لمستوطنيهم وكيان احتلالهم، وتحاصر أبناء غزة وتمنع عنهم أبسط مقومات الحياة بل ترتكب مجازر جماعيّة بحقهم، شدد هنية على أن حماس تقف إلى جانب أهالي غزة وتلتزم بوعدها بكسر الحصار وإعادة بناء الخراب في هذه المنطقة ولن تسمح للعدو الصهيوني بتحمل التزاماته بموجب اتفاق وقف إطلاق النار، مجدداً موقف حماس الثابت في قضية تبادل الأسرى مع الكيان الصهيوني، حيث إنّ إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين من سجون الاحتلال الغاصب أصبح يخضع لـ "صفقة تبادل" أكثر منه استجابة مطلبية لواقع الأسرى الصعب.
في النهاية، ستبقى حماس وفية لأرض فلسطين وهويتها وتاريخها، حسب الرسالة المختصرة التي وجهها هنية للعدو الذي لُقّن دروساً لن ينساها على مختلف المستويات، بحيث بات الصهاينة يعترفون بإجرام وضعف كيانهم بأنفسهم، بعيداً عن الدعاية السوداء والتستر على قتلة الأطفال والنساء، وخاصة أن الفلسطينيين الذين يعيشون في الأراضي المحتلة عام 1948 خاضوا معركة بطولية ووقفوا إلى جانب أهل القدس في المعركة الأخيرة، لردع الكيان الصهيونيّ عن ممارساته العنصريّة والإجراميّة بحق الفلسطينيين ومقدساتهم.