الوقت- بعد انتصار الثورة الإسلامية، حدث تغيير كبير في هيكل واهداف مجموعات المقاومة في جميع أنحاء المنطقة. حيث اعتمدت العديد من الجماعات التي عملت في فلسطين وأماكن أخرى في المنطقة قبل انتصار الثورة الإسلامية على "القومية العربية" كدعم لأنشطتها الانتخابية.
في الواقع، كان هناك شعور بين مجموعات المقاومة بأنها تستطيع خلق نوع من التلاحم والتنسيق والالتقاء بين الدول والجيوش العربية بالاعتماد على العنصر المشترك "للقومية العربية". وهكذا أصبحت هذه القضية بمفردها تحديا كبيرا في طريق المقاومة، حيث اختزل هذا الموقف قضية "الصراع الإسلامي الصهيوني" إلى "الصراع العربي الإسرائيلي".
وفي هذا الصدد، تم اجراء مقابلة مع "سيد طاهر الهاشمي"، المفكر وأحد القادة الشيعة المصريين وعضو الندوة العالمية لأهل البيت (ع)، وفيما يلي نص الحوار:
نحن الآن عشية يوم القدس العالمي. وفي غضون ذلك، يحاول قادة الأنظمة العربية منع دولهم من إحياء هذا اليوم العظيم. كيف تقيمون هذا الوضع؟
الهاشمي: منذ فترة طويلة، كانت الدول الإسلامية والحرة في جميع أنحاء العالم تعد الأيام إلى يوم القدس العالمي. لقد شعرت بهذا عن كثب حيث ان الجميع يعلم أن يوم القدس العالمي هو يوم حاسم فهو يوم إلهي.
وحدد الإمام الخميني(ره) الجمعة الأخيرة من شهر رمضان الكريم يوما عالميا للقدس لمواجهة الظالمين والمحتلين والمتغطرسين. وبهذا العمل، أفسد حسابات الصهاينة. وأولئك الذين يحاولون التقليل من أهمية يوم القدس العالمي بأي شكل من الأشكال هم في الواقع مرتزقة للكيان الصهيوني.
وفي غضون ذلك، يحاول الخاسرون الداخليون والخارجيون، الذين ترهبهم القوة الفارغة للكيان الصهيوني، من النهار إلى الليل التلميح إلى أن يوم القدس العالمي لا جدوى منه. ويمكنكم أن تروا جيدا أن الأشخاص الذين يثيرون مثل هذه القضايا لا مكان لهم بين الشخصيات المحترمة في العالم الإسلامي. إن مطبعي العلاقات مع الكيان الصهيوني هم الذين يخيفون الشعوب من إحياء يوم القدس العالمي.
رأينا مؤخرا أن المقاومة تمكنت من استهداف منشآت ديمونة النووية والاستراتيجية في الأراضي المحتلة. ما هي برأيك انجازات هذه العملية الاستراتيجية للمقاومة في المنطقة؟
الهاشمي: حققت العملية العسكرية ضد المنشآت العسكرية والاستراتيجية للكيان الصهيوني العديد من الإنجازات. كشف الصاروخ الذي ضرب بالقرب من منشأة ديمونة النووية في الأراضي المحتلة كذبة الصهاينة الكبيرة بأنهم كانوا أقوياء.
فإذا ألقينا نظرة فاحصة على الموقع الجغرافي للمنشآت النووية التابعة للكيان الصهيوني في الأراضي المحتلة، نجد أن ديمونة تقع في واحدة من أكثر المناطق أمانا في هذه الأراضي. لكن الصاروخ الذي أطلقته المقاومة سقط بجواره مباشرة.
وبعد هذه العملية العسكرية، اتضح للجميع صحة الوصف المهم للسيد حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله في لبنان، فيما يتعلق بقوة إسرائيل المزعومة. لذلك، أدرك الجميع أن إسرائيل "أوهن من بيت العنكبوت". وأظهرت المقاومة بإطلاق الصواريخ على منشأة ديمونة أنها يمكن أن تستهدف الأعماق الاستراتيجية للصهاينة في أي لحظة أرادوها وان تدمرها كلياً خلال فترة وجيزة.
قدمت الجمهورية الإسلامية الايرانية قدرا كبيرا من الدعم للقضية الفلسطينية على مدى العقود الأربعة الماضية. لكن البعض يحاول التقليل من قيمة هذا الدعم. ما رأيكم في هذا؟
الهاشمي: أي شخص لديه ذرة من البصيرة سيدرك أن الجمهورية الإسلامية لعبت الدور الأكبر في دعم القضية الفلسطينية على مر السنين. ومنذ انتصار الثورة الإسلامية، هزمت الجمهورية الإسلامية الإيرانية كل المخططات التي كانت توضع ضد فلسطين.
استند الإمام الخميني(ره) في دعم القضية الفلسطينية إلى الثورة الإسلامية الإيرانية. لقد دعمت الجمهورية الإسلامية القضية الفلسطينية في جميع المجالات خلال الفترة الماضية. ولم تسمح إيران ببقاء علم المقاومة الفلسطينية على الأرض. هذا وتتجلى إحدى أعظم ثمار انتصار الثورة الإسلامية في يوم القدس العالمي.
يبذل مسؤولو الكيان الصهيوني قصارى جهدهم دائما لمنع إحياء يوم القدس العالمي. لقد اتخذوا خطوات في هذا الاتجاه بقصف مكثف لمواقع المقاومة في قطاع غزة منذ بداية شهر رمضان المبارك. ما هو تقييمك لاستخدام الصهاينة للقوة العسكرية لمواجهة إحياء يوم القدس العالمي؟
الهاشمي: يجب أن يعلم الجميع أن للمقاومة اليوم اليد العليا في الميدان. الكيان الصهيوني في موقف ضعيف للغاية ولا خيار أمامه سوى مراجعة حساباته ودفاتره. الآن حتى امريكا لم تعد قادرة على حماية الكيان الصهيوني من صواريخ المقاومة.
الحقيقة هي أن المعادلات الإقليمية قد تغيرت بشكل كبير. إسرائيل لديها حساباتها الجديدة وتعرف أنها لم تعد قادرة اليوم على التقليل من أهمية قوة المقاومة كما فعلت في الماضي. وتظهر التطورات الحالية أنه في المستقبل القريب، لن يكون للولايات المتحدة والصهاينة دور في المنطقة.