الوقت- أعلن الاتحاد الدولي للملاكمة يوم الثلاثاء الماضي وفاة ملاكم أردني شاب، متأثرا بإصابته خلال بطولة العالم للشباب في بولندا.
ونقل راشد الصويصات إلى مستشفى، بعد خسارته بالضربة القاضية في نزال لوزن الخفيف الثقيل أمام الإستوني، أنطون فينوغرادوف، بمدينة كيلسي البولندية، وذكرت محطة "زت سبورت" الإذاعية البولندية أن الملاكم البالغ من العمر 19 عاما توفي الاثنين.
هذا وشهدت الأوساط الرياضية في الأردن حالة من الجدل المتواصل حول قضية وفاة الملاكم راشد صويصات (19 عاما) إثر إصابته خلال مباراة في بطولة الاتحاد الدولي للشباب في بولندا، وسط مطالبات رياضيين من اللجنة الأولمبية والاتحاد الأردني للملاكمة فتح تحقيق شامل بالحادثة، خاصة بعد تقديم الصحافة البولندية عن سلطاتها رواية مختلفة أثارت الغضب بين صفوف الملاكمين والتي تفيد بأن اللاعب سقط على الأرض ولم ينهض بعدها، ولم تظهر عليه علامات الحياة.
حالة الجدل وتعدد الروايات دفعت مجموعة من أسرة رياضة الملاكمة تقديم لروايتها القاطعة رداً على ما أوردته الصحافة البولندية قائلةً: "إن المنتخب المشارك في بطولة العالم ببولندا قليل الخبرة، حيث إنهم لم يشاركوا في بطولات سواء محلية أو خارجية منذ مدة طويلة، إلى جانب صغر أعمارهم مقارنة بالأعمار المشاركة في البطولة".
وكشفت الرواية أن الملاكم صويصات كان في بعض الأحيان وباعتراف زملاء له في المنتخب يشكو من ألم وصداع في الرأس أثناء التدريب، ما كان يدفعه للتوقف عن التمرين والاستراحة، وقد اشتكى للمدرب من أنه يعاني من صداع مستمر، وهذا مؤشر خطير للاعب الملاكمة، وكان يتوجب على المدرب أن يطلب له تخطيط دماغ وعرضه على طبيب مختص.
وأوضحت أن صويصات لم يكن ضمن الفريق المؤهل للمشاركة في البطولة، بل تم تخييره وعددا من اللاعبين بدفع تكاليف الإقامة والسفر إلى بطولة العالم على نفقته الشخصية، وقيمتها ألفا دينار (2800 دولار)، إلى جانب عدم وجود طبيب ضمن البعثة.
في حين، كشف الطبيب المعالج لصويصات أن الأخير كان مصابا بورم دموي استدعى إجراء عملية جراحية له على وجه السرعة، مؤكداً أن الإصابة لم تكن على الأرجح نتيجة القتال أمام الملاكم الإستوني.
وهو ما أكده تصريح رئيس الاتحاد البولندي للملاكمة أن هناك إصابة قديمة موجودة لدى الملاكم صويصات، وهو ما ينفي قطعاً رواية الصحافة البولندية أن يكون اللاعب توفي نتيجة الضربة القاضية.
وقال الاتحاد الدولي للملاكمة في بيان نشعر بحزن عميق لمعرفتنا بخبر وفاة راشد صويصات من الأردن، الذي دخل المستشفى يوم 16 أبريل عقب نزال في بطولة الشباب، مضيفاً "تعازينا الصادقة لعائلته وأصدقائه وزملائه".
ونعت اللجنة الأولمبية الأردنية صويصات معربةً عن حزنها العميق وألمها الشديد لوفاة اللاعب.
لكن الجدل استمر حول هذه القضية خصوصا على منصات التواصل الأردنية حيث مطالبات للشارع بإجراء تحقيق ورسالة وقعها عشرات الرياضيين لرئيس الاتحاد الأردني فيصل بن الحسين.
وطالبت اللجنة الأولمبية الأردنية، الخميس، اتحاد الملاكمة بتزويدها بـ "إجراءات وتحقيقات" رافقت حادثة إصابة ووفاة الملاكم الشاب راشد الصويصات خلال مشاركته في بطولة العالم للشباب التي أقيمت في بولندا.
كما طالبت اللجنة الاتحاد الأردني للملاكمة "بمخاطبة الاتحاد الدولي للملاكمة، واللجنة المحلية المنظمة للبطولة لتزويدها من خلال (الاتحاد الأردني للملاكمة) بكافة الإجراءات والتحقيقات التي رافقت حادثة الإصابة ووفاة اللاعب (راشد الصويصات) المرحوم بأقصى سرعة ممكنة".
وكذلك، طالبت اللجنة، اتحاد الملاكمة، بتزويده خلال مدة أقصاها يومي عمل بـ "إجراءات نُفذت قبل وأثناء وبعد مشاركة المنتخب الوطني للملاكمة لفئة الشباب ببطولة العالم التي أقيمت في بولندا" التي توفي خلالها الملاكم الشاب.
وقال نائب رئيس اتحاد الملاكمة مازن القاضي، في وقت سابق، إن "التقارير الطبية الرسمية لا تزال تحت أيدي المدعي العام لغاية الانتهاء من الإجراءات، ولا أقصد أنها قضية جزائية، لكن بمفهوم المحاكم والادعاء العام في الدول كافة في حالات الوفاة مثل هذه يتم إجراء تحقيقات لمعرفة سبب الوفاة"، وفق القاضي الذي قال: "نحن بانتظار التقارير الطبية الرسمية التي نطلبها من خلال سفارتنا والاتحاد الدولي ومن خلالنا نحن رسميا".
وشيع الأردنيون يوم الخميس، جثمان الملاكم الشاب راشد الصويصات، الذي توفي خلال مباراة أمام لاعب من إستونيا في نزال وزن 81 كيلوغراماً في بطولة العالم للشباب للملاكمة في بولندا. حيث وصل جثمان الصويصات الى الأردن فجر الخميس قادما من بولندا.
وشارك العديد من ذوي وأصدقاء ومحبي الشاب الصويصات في مراسم تشييع جثمانه، في بلدة الفحيص في تمام الساعة الثانية بعد ظهر الخميس.