الوقت- إن القصة المتسلسلة لجهود أعداء الأمة الإيرانية في منع وصولهم إلى قمم التقدم والاستقلال، أظهرت هذه المرة جزءًا من طبيعتهم الإجرامية. ومع إحياء المحادثات النووية بين إيران ومجموعة 5 + 1، كشفت العملية التخريبية في منشأة "نطنز" في "أصفهان" مرةً أخرى غضب العدو بشأن تطوير القدرات النووية الإيرانية.
ومثل الاغتيال الجبان للعالم النووي الشهيد فخري زاده، تم توجيه أصابع الاتهام هذه المرة أيضاً إلى الکيان الصهيوني المشؤوم.
في الأشهر الأخيرة، كانت هناك حرب استخباراتية وعملياتية سرية واسعة النطاق بين الجمهورية الإسلامية والصهاينة في المنطقة، وهو ما يمكن رؤيته في حرب السفن.
إن الصهاينة الذين يقتربون بالتأكيد من نهاية حياتهم البائسة، وهم يشاهدون حتمية انتقام دول المنطقة في المستقبل القريب لإزالة الآثار الكاملة لهذا السرطان من فلسطين، بعد فشل ما يسمى بحملة ترامب المتمثلة في الضغط الأقصی علی إيران، يسعون الآن إلى ممارسة أقصى قدر من الضغوط لمنع رفع العقوبات الغربية الظالمة، وهم يعتقدون أن بإمكانهم تأخير النصر الوشيك للشعب الإيراني في مقاومة العقوبات، عبر المؤامرات والتخريب.
وفي هذا الصدد، يجب أن نذكِّر أولاً بعملية تحوُّل إيران إلى قوة نووية، ثم نؤکد علی الحقيقة التي تم تجاهلها عمداً من قبل وسائل الإعلام الغربية، وهي أنه ما هي العقوبات والعراقيل والتخريب والاغتيالات ضد الصناعة النووية الإيرانية التي استطاعت منع تقدم هذه الصناعة حتى الآن؟
لقد أصبحت الصناعة النووية في إيران الآن محليةً بالكامل، وذلك بفضل جهود الشباب الموهوبين والنخبويين في البلاد، ولولا الإجراءات التطوعية لإثبات زيف الدعاية الغربية حول الطبيعة السلمية للبرنامج النووي، لكانت إيران قد أظهرت أنها أصبحت الآن مركزًا للمعرفة النووية في العالم.
ومن المؤكد أن التخريب الأخير لن يؤتي ثماره للأعداء، إلا أنه سيسمح للأمة الإيرانية باتخاذ خطوات أقوى لتعزيز قدرتها النووية.
کما من المؤكد أن التخريب الأخير يظهر غضب وخوف الصهاينة من رفع العقوبات، والذي نشأ بعد دخول جو بايدن البيت الأبيض وجهوده لإبقاء إيران في الاتفاق النووي، اعترافاً منه بعدم فعالية العقوبات.
وعلى الرغم من وجود تنسيق مؤكد بين الجانبين في أي عمل إرهابي، إلا أن الخلافات بين البيت الأبيض ونتنياهو حول العودة إلی الاتفاق النووي واضحة تمامًا.
إن التخريب الأخير هو علامة على إحباط الصهاينة العميق ويأسهم من عملية التفاوض، التي تتقدَّم تماشياً مع موقف طهران الحازم والمبدئي بشأن الحاجة إلى الرفع الكامل للعقوبات كوسيلة لعودة الولايات المتحدة إلى الاتفاق النووي، وأجبرت الغرب على التراجع عن موقفه الأولي بشأن إبرام اتفاقية جديدة.
من ناحية أخرى، لا يمكن تجاهل جهود نتنياهو لإنقاذ نفسه من الأزمة السياسية في الأراضي المحتلة، عبر الانخراط في أعمال إرهابية ومثيرة للجدل ضد الصناعة النووية الإيرانية.
نتنياهو الذي لا يبعد سوی خطوات قليلة عن إدانته في المحكمة بتهمة الفساد وانتهاء حياته السياسية، يتمسك بكل خيط لينقذ نفسه من هذا المستنقع. وفي غضون ذلك، فإن التخويف من البرنامج النووي السلمي لإيران وإظهار نفسه كمنقذ للصهاينة، هو أحد تكتيكاته الرئيسية في هذا الاتجاه.
الآن أيضاً مع العملية التخريبية الأخيرة، من المؤکد أن المواقف غير الشفافة للغربيين في عدم إدانة الإرهاب النووي الصهيوني، والنفاق في التعبير عن الأمل بضبط النفس من قبل طهران، لن يؤدي فقط إلى مزيد من عدم ثقة الشعب الإيراني بهم، بل يمكن أن يؤدي إلى إجراءات عقابية أيضًا، من تركيب جيل جديد وأكثر قوةً من أجهزة الطرد المركزي إلى إلغاء المفاوضات، واتخاذ خطوات لخلق التوازن النووي.
لا شك أن الغرب أصبح الآن خالي الوفاض تمامًا من تهديد إيران بفرض عقوبات أو بالعمل العسكري الذي بات أضحوکة، وطبل التهديد الفارغ لم يعد يقنع حتى حلفاء الغرب الإقليمين، بما في ذلك الأنظمة العربية الرجعية والصهاينة، ناهيك عن إجبار الأمة الإيرانية على التراجع.